المحتوى الرئيسى

الغنوشي يعيد جدل المصالحة للواجهة بتونس

04/27 22:14

اثارت تصريحات رئيس حركه النهضه الاسلاميه راشد الغنوشي بشان رغبته في العفو والتسامح وردم الاحقاد الماضيه ردود افعال متباينه في الاوساط السياسيه، بين اطراف مرحبه، واخري اعتبرت تلك التصريحات تنكرا لمسار العداله الانتقاليه.

وشدد الغنوشي في جزء من خطابه -علي هامش احتفال حركه النهضه امس بمدينه بنزرت شمالي تونس بيوم العمال- بان تونس تتسع للجميع، وانها في حاجه الي العفو والتسامح ودفن احقاد الماضي، للحفاظ علي استقرار البلاد ونهضتها.

ورفض رئيس النهضه حرمان التونسيين من جوازات سفرهم في ظّل شكاوي كثيرين حجزت جوازاتهم، تحت ذريعه منعهم من السفر لبؤر التوتر، مؤكدا رفضه حتي حرمان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته وعائلته من جواز السفر.

وانتقد زعيم حركه وفاء عبد الرؤوف العيادي تصريحات الغنوشي بشان رغبته بطي صفحه الماضي، وقال انّ هذا الموقف سيحاسبه عليه التاريخ، معتبرا ان "تصريحاته تتضمن التفافا علي قانون العداله الانتقاليه، الذي جُعل لمحاسبه المفسدين".

وعبّر العيادي عن رفضه لما اسماها "سياسه عفا الله عما سلف" قائلا انّ مسار العداله الانتقاليه الذي وقع تكريسه في الدستور، يتطلب البدء بمحاسبه كل الذين اجرموا في حق الشعب التونسي، ونهبوا ثرواته ثمّ جبر اضرار ضحايا النظام السابق قبل المرور للمصالحه.

واتهم حركه النهضه بانها اصبحت تنتهج سياسه انتهازيه بعيده عن البراغماتيه السياسيه، مؤكدا انّ بعضا من قادتها ابرموا صفقات مع حركة نداء تونس، تحت اشراف دولي لتقاسم السلطه والتعايش مع بعض، في مقابل اعاده انتاج المنظومه القديمه.

من جهته، اعتبر زهير حمدي امين عام حزب التيار الشعبي، المشارك بالجبهه الشعبيه اليساريه، ان تصريحات الغنوشي تاتي في اطار المراجعات لحركه النهضه، معتبرا انها "ليست قناعات وانما تكتيك سياسي للانحناء امام العاصفه".

واوضح للجزيره نت انّ النهضه تسعي للانسجام مع موازين القوي الجديده بالمنطقه، وتامين اخر موقع للاسلاميين في تونس، ملاحظا بان هناك انسجاما مع مواقف نداء تونس حول مساله المصالحه من اجل تقاسم السلطه وتهدئه الاوضاع.

وقال حمدي ان رغبه الغنوشي في المصالحه تتناقض مع رغبه الشعب التونسي في محاسبه من اجرموا بحقه في ظلّ محاكمه عادله، مؤكدا انّ البلاد غير قادره علي طي صفحه الماضي وردم الاحقاد السابقه والتاسيس لمستقبل جديد، دون تفعيل العداله الانتقاليه.

من جانبه، استغرب النائب عن حركه النهضه ووزير حقوق الانسان والعداله الانتقاليه السابق، سمير ديلو، هذه الاتهامات واعتبرها مجانبه للواقع، مؤكدا انّ الغنوشي يؤكد باستمرار في خطاباته علي احترام العداله الانتقاليه، ومشيرا الي انّ حركه النهضه ستبقي وفيه لاستحقاقات الثوره.

واوضح انه -رغم ترحيب حزبه بمبادره الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، التي اطلقها قبل شهر لتعبيد الطريق امام المصالحه- فان حركه النهضه لن تتخلي عن مسار العداله الانتقاليه ومحاسبه من اجرم في حق الشعب التونسي باطار المحاكمه العادله.

وحول ما اذا كانت حركه النهضه قد افرطت في انتهاج البراغماتيه السياسيه لتجنيب البلاد اي تصادم والحفاظ علي الاستقرار، قال للجزيره نت انه اذا لم تتقيد البراغماتيه بالاخلاق فستتحول الي انتهازيه "ونحن حزبنا منضبط للثوابت الاخلاقيه ومبادئ الثوره".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل