المحتوى الرئيسى

رحلة إلى المريخ لركّاب الدرجة الثالثة!

04/27 18:07

وفقًا للجنه الخبراء فان الامر يتطلب عشرين عامًا و100 مليار دولار كي نصل الي المريخ.

هذه الصوره لسطح المريخ تجمع عده زوايا التقطها الجوال “كريوسيتي” اوائل العام الجاري.

بحسب التقديرات التقريبيه التي قدمها خبراء ناسا واقتصاديون واكاديميون ــ فان تكلفه ارسال رواد الفضاء الي المريخ قد لا تزيد علي تكلفه جزء طفيف من ميزانيه تطوير الطائرات المقاتلة من طراز (اف – 35)، وسوف تقوم اللجنه بعرض مكتشفاتها في المؤتمر السنوي الثاني لارسال البشر الي المريخ الذي عُقد بواشنطن.

 اضافت اللجنه انه مع الاقرار بان عمل حمله تستمر لعقدين من الزمان من اجل الاعداد لارسال البشر في مهمه الي المريخ سوف يكون مكلفًا بلا شك الا ان تلك التكلفه سوف تكون بمثابه لا شيء مقارنه بالرقم المذكور سابقًا وهو تريليون دولار.. وبدلًا من ذلك فمن الممكن لتلك المهمه ان تمول بعيدًا عن الميزانيه الحاليه لوكاله ناسا، مع اعطاء بدلات للتضخم الي جانب اسهامات من قِبل دول اخري.

 قال “كريس كاربيري” المدير التنفيذي لمجموعه “استكشف المريخ” غير الربحيه والمنظمه للمؤتمر: “احد اهدافنا كان يتمثل في تدمير اسطوره التريليون دولار لارسال البشر الي الفضاء، وقد حققنا ذلك الهدف”، واضاف: “الامر ممكن وعملي، ويمكن تحقيقه من دون التاثير علي الميزانيه الفيدراليه او ميزانيه ناسا.. لقد بدات الرساله تنتشر، وهناك الان المزيد من الدعم في الكونجرس وبين الجماهير لارسال البشر الي المريخ اكثر من اي وقت مضي”.

يمكن رؤيه الفوهات الصدميه في تلك الصوره الملونه المقربه لسطح المريخ.

 قدرت لجنه الخبراء التكلفه الاجماليه لبرنامج يمتد عشرين عامًا وينتهي بارسال البشر في مهمه للمريخ بما يتراوح بين 80 و100 مليار دولار.. وتنفق ناسا بالفعل حوالي 4 مليارات دولار سنويًّا في برامج استكشافيه، ويذهب معظم ذلك المال في تطوير مركبه الفضاء “اوريون”، وصاروخ جديد سوف يحمل يومًا ما روادًا سواء الي المريخ او ايه جهه اخري في مجاهل الفضاء. وتنفق الوكاله تقريبًا 4 مليارات اخري في تشغيل محطه الفضاء الدوليه في المدار المنخفض حول الارض.

ويبدو ان الفكره القائله بان ارسال مهمه للمريخ سوف تكلف تريليون دولار ليست اكثر من مجرد اسطوره حضريه ولدت قبل عقد من الان؛ نتيجه خليط من التقارير الرديئه والحسابات الخطا، ثم كررت هذه الاخطاء مرات عديده. وفي المقابل، فمن الممكن ان يتكلف برنامج تطوير مقاتلات الـ(اف ـ 35)، والمبتلي بالتاخيرات، اكثر من تريليون دولار، وذلك وفق تقرير حديث من مكتب محاسبه الحكومه.

يقول “هارلي تومسون” احد العلماء الكبار في ناسا وعضو لجنه الخبراء: خلال العقد الذي ولدت فيه اسطوره التكلفه الضخمه للصعود الي المريخ ــ تحسنت ناسا وشركات الفضاء التجاريه في بناء وتشغيل الصواريخ بتكلفه اقل. وفي الوقت ذاته، فان المدافعين عن ارسال البشر الي المريخ قلصوا من طموحاتهم للمهمه الاولي علي الاقل، واصفين اياها بانها اشبه ما تكون برحله “لويس″ و”كلارك” الاستكشافيه بدلًا من تشبيهها بقطار عابر للقارات.

 قال “ثرونسون”: “لا نحتاج الي تنفيذ كل الانشطه التي يريد البشر القيام بها علي المريخ، وانما نحتاج فقط الي الذهاب هناك والعوده مره اخري. عندما نركز علي ما نحتاج عمله فحسب، فسنوفر تكلفه هائله”.. واضاف انه يمكن توفير جزء من التكلفه من قِبل الشركاء الدوليين، وشركات الفضاء الخاصه، وذلك بخلاف رحله ابوللو للهبوط علي القمر التي مولها دافعو الضرائب الامريكيون وحدهم.

 قال “جو كاسادي” احد المشاركين في تلك الدراسه، والذي يعمل في “ايروجت روكيت داين”: ان مهمه الذهاب للمريخ لا يمكن ان تكون مشابهه لبرنامج ابوللو، ولا ينبغي ان تكون كذلك.. وسوف يقوم برنامج المريخ بالعمل خلال عشرين سنه او اكثر، مستغلًّا التطورات التكنولوجيه والدروس المستفاده من بعثات محطه الفضاء الدوليه، واضاف: “من الضروري للغايه ان نتفق علي خطه طويله المدي، ونتمسك بها قدر الامكان، ولا ينبغي ان نقوم بتغيير خططنا 180 درجه مره اخري.. ينبغي ان يتفق الجميع علي ما نحن بصدده”.

قام الجوال (اوبورتيونيتي) باخذ تلك الصوره لنفسه حوالي ثلاثه اسابيع قبل اكماله عقدًا من العمل في المريخ.

يبدو ان الامر يتم الان؛ فمؤتمر ارسال البشر الي المريخ سوف يبدا الثلاثاء القادم بكلمه يلقيها “تشارلز بولدن” مدير ناسا، والمسجل له قوله سابقًا ان الاعداد لارسال بعثه بشريه الي الفضاء في حدود 2030 من ضمن اكثر اهداف الوكاله اهميهً، ويعكس ذلك الامر وجهه النظر التي اعرب عنها الرئيس اوباما.

 فضلا عن ذلك، فان دعم ذلك الهدف قائم بين جانبي الكونجرس شديدي الانقسام؛ فقد قال رئيس الكونجرس “ستيفن بالازو” بعد ان اقرت الجنه الفرعيه للفضاء في مجلس النواب مشروع قانون لتفويض ناسا، اوائل الشهر الحالي،: “ان الاتفاق الماثل بين ايدينا اليوم يوضح ـ بشكل قاطع ـ ان هدف ناسا من برنامج رحلات الفضاء البشريه ينبغي ان يكون ارسال البشر الي المريخ”.

واتفقت ثاني اكبر الاعضاء في الكونجرس، النائبه الديمقراطيه “دونا ادوارد”، مع ذلك، واضافت ان هذا التعديل يطلب من ناسا ان تطور “خارطه طريق” مدروسه وواقعيه تصل بامتنا الي المريخ.

 قال “جون لوجدسون” الاستاذ المتقاعد بمعهد سياسه الفضاء التابع لجامعه جورج واشنطن، واحد الممولين المشاركين في مؤتمر ارسال البشر للمريخ: “اظن ان كثيرًا من العاملين في مجال الفضاء يعتقدون ان خطه ناسا لارسال عدد من البعثات تصل بنا في النهايه الي المريخ ـ قد اصبحت اكثر تماسكًا ورسوخًا، وعليه فليس هناك الكثير من الخلاف حول اعتبار الوصول للمريخ هدفًا”.

التكلفه لا تزال امرًا مهمًّا

ومع ذلك فان الاتفاق يقل كثيرًا عندما يتعلق الامر بمساله التكلفه؛ فقد قال “لودجسون” الاسبوع الماضي، بالاضافه الي العديد من اعضاء المجلس الاستشاري لناسا، والذي يقوم بتقديم الاستشارات لبولدن وناساـ ان اي خطط للهبوط علي سطح المريخ في 2030 غير واقعيه، بالنظر الي قيود الميزانيه، وقالوا ان ارسال رواد فضاء الي مدار المريخ دون الهبوط قد يكون ممكنًا.

ولا يزال العديد من العلماء، بالطبع، يشككون في الحاجه لارسال البشر في مهمات الي المريخ او اي مكان اخر؛ فقد قال “جويليو فارسي” المبعوث السابق لهارلي ثورنثون في ناسا: ان ارسال البعثات التي يتحكم فيها عن بُعد هي الخيار الافضل بوضوح في عالم يتجه بشكل متزايد لتبني استخدام السيارات دون سائقين، والطائرات بدون طيارين، والرياضات الافتراضيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل