المحتوى الرئيسى

خوبة موريتانيا.. قلعة نضال تتحول إلى سلخانه

04/27 11:48

في الناحيه الشماليه الشرقيه لمدينه ولاته التاريخيه شرق موريتانيا تتراءي للنظار القلعه المتهالكه المعروفه محليا بـ "الخوبه" والتي تم تشييدها في العهد الاستعماري اوائل سنوات القرن المنصرم بهدف مراقبه المدينه ورصد اي حركه تستهدف الغزاه الفرنسيين الا ان تلك القلعه تحولت بعد اول إنقلاب عسكري في موريتانيا اصبحت منفي يعاقب به المدنيون المعارضون للعسكر او المشكوك في نواياهم من العسكريين.

لم تستطع مخيلتي دفن تلك المشاهد المؤلمه قبل ثلاثين سنه وكانها حدثت بالامس رغم الزمن وتداعي قلعه "الخوبه" الي الخراب بعد ان لفظ داخلها عشرات السجناء انفاسهم الاخيره بسبب الجوع والتعذيب وممارسه كافه الضغوط النفسيه التي نفذها في حقهم جلادون داخل زنزانات ضيقه بنيت باحكام فوق جبل مرتفع".

كانت تلك عبارات المسن "الشيخ" وهو يحكي لمراسل ـ مصر العربيه ـ مشاهد ماثره تمثل جزء بسيطا من عذابات سجن "ولاته"شرقي موريتانيا ابان استخدامه من طرف الانظمه العسكريه كمنفي موحش لمعارضيه ووسيله موت بطيء لعشرات المدنين والعسكريين الذين كان ذنبهم الوحيد انهم صدحوا بالحق في وجه سلطان جائر".

كشف المسن "الشيخ" احد سكان مدينه ولاته لمصر العربيه ان انين السجناء كان يسمع من فوق ربوه تبعد من الحي نحو الكيلومتر يزيد او ينقص قليلا، كما كانت توجيهات الجلادين تسمع بشكل لا لبس فيه، معطين الاوامر للسجناء بالدخول في الزنارين تاره، وامرين تاره اخري بجلب المياه مساء من البئر التي لا تبعد كثيرا من القلعه (السجن) سوي امتار قليله".

وقال "الشيخ" ان سكان المنطقه لم تكن لهم معرفه مسبقه بهذا النوع من التعذيب والقتل المتعمد للسجناء عن طريق التجويع وممارسه الضغط النفسي، غير ان تلك السنوات العجاف التي بدات عقب اول انقلاب عسكري بموريتانيا كشفت عن هول كارثه السجون وسببت الصدمه لسكان المنطقه الذين فوجئوا بان مدينتهم الواقعه علي بعد (1200) كلم من العاصمه نواكشوط ،اصبحت منفي يعاقب به المدنيون المعارضون للعسكر او المشكوك في نواياهم من العسكريين.

واكد "الشيخ" لمصر العربيه ان السلاسل لم تفارق ايادي وارجل عشرات السجناء الذين يرغمون علي الخروج بشكل يومي لجلب المياه من البئر المجاوره للسجن، كما ان العديد من السكان ضجر من سماع اصواتهم خلال عمليات التعذيب التي لا تنتهي الا لتبدا، مما تسبب في وفاه العديد منهم ومرض البقه التي لم ينجو منها سوي سجنين".

في الناحيه الشماليه الشرقيه لمدينه ولاته التاريخيه شرقي موريتانيا تتراءي للنظار القلعه المتهالكه المعروفه محليا بـ "الخوبه" والتي تم تشييدها في العهد الاستعماري اوائل سنوات القرن المنصرم بهدف مراقبه المدينه ورصد اي حركه تستهدف الغزاه الفرنسيين وتوفير الحمايه من فوق حبل طال ما وجد الفرنسيون من خلفه مقاومه شرسه تستهدف طردهم من المنطقه بشكل نهائي".

وقال العديد من سكان مدينه ولاته في احاديث مختلفه لمصر العربيه ان السجن او قلعه المستعمر اصبحت اليوم مجرد بنايه متهالكه اخني عليها الزمن، لكن زنازينها واروقتها تختزل العديد من الذكريات المؤلمه والاحداث المروعه التي بدات بالسجن والتعذيب وانتهت بالموت والمرض وكان ناجوها قله.

يري الشاب احمد ولد عبد الله احد سكان مدينه ولاته ان "الخوبه" او قلعه الفرنسيين كانت بمثابه حامية عسكرية يحتمي بها المحتل كلما واجه مقاومه شرسه من ابناء المنطقه الذين رفضوا الاستعمار وناصبوه العداء وعملوا علي تهيئه الظروف المواتيه لطرده من اراضيهم".

ويؤكد ولد عبد الله في حديث لـ ـ مصر العربيه ـ امام بوابه القلعه ـ ان المحتل الفرنسي لقي مقاومه شرسه ولم تشفع له "الخوبه" التي بناها علي هيئه مثلث وبداخلها العديد من الغرف الصغيره الشبيهه بالزنزانات الضيقه، كما كان المستعمر يستعمل القلعه لتاديب سجنائه ولتخزين الاسلحه واظهار جبروته امام الموريتانيين وهم انذاك حديثي العهد بالتسلح".

يضيف ولد عبد الله "استمر ابناء المنطقه في مقاومه المستعمر الغاشم حيث لفظ العديد من العسكريين الفرنسيين انفاسهم داخل "الخوبه" وخارجها، مما اضطرهم الي ترك القلعه مؤخرا ليتسلمها العسكريين الذين تولوا زمام الامور بموريتانيا واستعملوها لاغراض اخري شبيهه بتلك التي خصصت لها من طرف الغزاه.

وخلص ولد عبد الله الي القول "هناك العديد من المعارك التاريخيه التي حدثت في المنقطه وكان المستعمر المتضرر الاكبر منها، لم تشفع له اسلحته ولا قلعته لما واجه من حرب عصابات مدمره، هزم فيها وهو يراقب مدينه ولاته التاريخيه من فوق جبل يريه الاشياء من بعيد"

ظل سجن ولاته اكبر قوه ردع تستعملها الانظمه العسكريه بموريتانيا ضد معارضيها الذين تخشي تاثيرهم القوي علي استمرارها في الحكم، حيث حل العديد من المدنيين والعسكريين ضيوفا علي هذا السجن ضمن عمليات نفي اعتمدتها الانظمه العسكريه، وكان اخرها في عهد الرئيس الاسبق معاويه ولد سيدي احمد ولد الطايع الذي اطيح به في انقلاب عسكري في العام 2005.

وقال الباحث الموريتاني سيد اعمر ولد شيخنا ان اول نزيل بسجن ولاته هو المختار ولد داداه اول رئيس لموريتانيا لمده 15 شهرا، وخرج مريضا مرضا شديدا، ثم تلاه وزير دفاعه محمد ولد باباه، كما الحق بهم وزير الداخلية بحام ولد محمد لقظف عاما كاملا بعد اتهامه بالانقلاب علي الرئيس محمد خونه ولد هيداله.

وخلص ولد شيخنا الي القول ان المعتقلين الذين تم نفيهم لسجن ولاته عوملوا معامله قاسيه فتم تجويعهم، واجبروا علي الاعمال الشاقه، وظلت القيود في اياديهم وارجلهم حتي توفي العديد منهم ودفنوا قرب القلعه".

بعد مرور عشرات السنوات علي تشييد سجن ولاته او قلعه المستعمر او "الخوبه" تظل ذكريات هذه البنايه قائمه تسجد واقعا مرا عاشه العشرات من الموريتانيين داخلها، كما تظل "الخوبه" ايضا تمثل في نظر اخرين معلما سياحيا صامدا كصمود الجبل الذي شيد فوقه.

وعلي الرغم كذلك من ان عجله الزمن دارت وتدور بسرعه الا انه لم يتسني لمن عاصر تلك الحقبه من الموريتانيين علي قلتهم اليوم ان ينسي اهوال "سجن ولاته" سواء ابان حكم المستعمر الفرنسي، او خلال العقود التي حكمت فيها الانظمه العسكريه بعد الاستقلال والتي لا تزال تبسط سيطرتها علي البلد منذ استقلاله عن فرنسا في العام 1960.

الجزائر تطرد دبلوماسيا يعمل بسفاره نواكشوط

العنف ضد المراه.. ظاهره تبحث عن حل في موريتانيا

5 مكابح تمنع انطلاق قاطره الحوار السياسي في موريتانيا

الماليون من جحيم الحرب الي سعير "امبره"

الموالاه تتسلم شروط المعارضه الموريتانيه للحوار

اللاجئون السوريون بموريتانيا.. حياه هادئه رغم الجراح

داعيه سعودي ينشر رؤيه بشان الاحداث باليمن

"عاصفه الحزم".. نقطه التقاء بين النظام الموريتاني ومعارضيه

فيديو.. قطع البث المباشر بعد نقاش حاد بين الرئيس الموريتاني وصحفي

تعديل الدستور.. عنوان معركه سياسيه تلوح في موريتانيا

4 طرق للتحول الديمقراطي في المغرب العربي

انطلاق ملتقي حول الامن بالساحل في موريتانيا

بالصور.. نساء موريتانيا: حققنا بعض المكتسبات وبانتظار المزيد

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل