المحتوى الرئيسى

الاستيلاء على مدينة «تعز» وميناء المخا أولى خطوات التحكم فـي الـممر العالمي

04/27 10:32

تتكون عمليه «عاصفه الحزم» من ست مراحل وتشارك فيها حوالي 200 طائره قتال و200.000 جندي (السعوديه 100 طائره و150 الف جندي، الامارات 30 طائره، البحرين 15 طائره، قطر 10 طائرات، المغرب 6 طائره، الاردن 6 طائرات، الكويت 15 طائره، السودان 3 طائرات) ولم تعلن مصر عن حجم مشاركتها في هذه العمليه، وان كانت اجهزه المخابرات الغربيه تقدر مشاركه خمس سفن حربية تتمركز في منطقه باب المندب، هذا الي جانب حوالي 20.000 جندي من باقي دول الخليج والاردن، بالاضافه الي حوالي 20 سفينة حربية من دول الخليج. وتعتبر القوات البرية المشاركه في هذه العمليه من القوات الخاصة (كوماندوز، صاعقه، مظلات، ضفادع بشريه.. الخ).

المرحله الاولي: وقد نفذت قبل بدء العمليات، وشملت جميع المعلومات عن اوضاع الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، من حيث مناطق انتشارهم، واماكن القوه البشريه ومستودعات الاسلحه والذخائر والصواريخ، ومراكز القياده والسيطره، ومواقع الامداد اللوجستي، فضلاً عن تحديد طبيعه العلاقات السياسيه بين قياده الحوثيين وزعماء القبائل والعشائر، كذلك طبيعه الدعم الذي تقدمه ايران للحوثيين، واماكن وصول هذا الدعم جواً وبحراً، فضلاً عن نظام الاتصالات بين قيادات الحوثيين وعناصرها علي الارض. وبذلك يمكن تحديد مراكز الثقل العدائيه سياسيا وعسكريا، وتتمثل في زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وعائله الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اما مراكز الثقل العملياتيه فهي مراكز القياده والسيطره والعمليات، القواعد الجويه والمطارات، سرايا الدفاع الجوي، القواعد البحريه. اما مراكز الثقل التكتيكيه فتشمل قيادات الالويه والكتائب المشاه والمدرعه، مخازن الاسلحه، ارتال المدرعات، مضادات الطائرات الفرديه.

المرحله الثانيه: وتعني (الاسكات الالكتروني) ويتم خلالها تحييد جميع القدرات الالكترونيه للحوثيين، وذلك باجراء اعاقه الكترونيه علي مراكز القياده والسيطره العملياتيه والتكتيكيه، وبما يعرقل الاتصالات الخطيه واللاسلكيه والخلويه، وتدمير مواقعها وهوائيات ارسال واستقبال هذه الوسائل.

المرحله الثالثه: وبدات هذه المرحله فجر الجمعه 2 مارس بتوجيه ضربات جويه ضد الاهداف العسكريه التي سبق تحديدها، بدءاً باسكات وتدمير وسائل الدفاع الجوي المعاديه ومراكز القوه البشريه والتسليحيه للحوثيين وقوات عبدالله صالح، والصواريخ ارض/ارض لمنع العدائيات من استخدامها ضد الاراضي السعوديه، لاسيما ان المعلومات افادت بارسال ايران نوعيات متقدمه من الصواريخ ارض/ارض صناعه ايرانيه (مثل الفاتح 110، وفجر، التي سبق لحزب الله وحماس ان استخدموها ضد اسرائيل في حروب لبنان 2006، وغزه 2009)، وكان الهدف الايراني من دعم الحوثيين بهذه الصواريخ ان تستخدم ضد جنوب السعوديه، مع الحرص علي فرض السياده الجويه علي مسرح العمليات في اليمن وفوق خليج عدن والبحر الاحمر، مع فرض السيطره البحريه علي المياه الاقليميه في البحر الاحمر وخليج عدن، وبما يمنع تسلل سفن ايرانيه الي السواحل اليمنيه.

المرحله الرابعه: وتهتم بالتمهيد للعمليات البريه، وخلالها يتم تركيز القصف الجوي ضد مراكز ثقل العدائيات في المناطق المخطط اجراء عمليات بريه فيها مثل عدن وميناء الحديده، وبما يؤدي الي تطهير هذه المنطقه ومحيطها من اي تواجد عدائي فيها، فضلا عن دعم ومسانده القبائل وتسليحها وتوحيد جهودها من اجل مقاومه عناصر الحوثيين وطردهم من مناطق نفوذ هذه القبائل، الي جانب تشجيع واستقطاب وحدات الجيش اليمني وانشقاقهم عن القيادات التابعه للرئيس السابق علي صالح، وبما يساعد علي تامين العمليات البريه القادمه.

المرحله الخامسه: وقد يتم اللجوء اليها او الاستغناء عنها في حاله وجود اتفاق سياسي ينهي الازمه، وخلالها يتم استغلال نتائج القصف الجوي بتنفيذ عمليات ابرار جوي وبحري في المناطق المخطط تنفيذ عمليات بريه فيها، تمهيداً لنقل الحكومه الشرعيه برئاسه منصور هادي اليها لتمارس مهامها من داخل الاراضي اليمنيه، وباعتبار عدن عاصمه مؤقته لحين تحرير صنعاء من سيطره الحوثيين. وبنجاح عمليات الابرار الجوي والبحري في انشاء رؤوس شواطئ قويه، وتحت ستر نيران جويه وبحريه يتم انزال وحدات مشاه ومدرعه ومدفعيه الي الاراضي اليمنيه في عدن للاتصال بالقوات التي تم ابرارها، واقامه مواقع دفاعيه قويه علي محيط عدن وداخلها، وبما يؤمن اعاده الحكومه الشرعيه الي عدن. هذا مع تنفيذ عمليات ابرار بحري وجوي ثانويه في مناطق اخري.. مثل موانئ الحديده، وفجا، وميد وايضا هجوم بري من منطقه الحدود السعوديه في نجران وجيزان ضد معقل الحوثيين في صعده بشمال اليمن، وذلك بهدف تشتيت جهود الحوثيين بين عده اتجاهات استراتيجيه، مع استمرار القصف الجوي لقطع طرق المواصلات بين وسط وشمال اليمن الي جنوبه لمنع الحوثيين من شن هجمات مضاده ضد المناطق التي نزلت بها قوات برية للتحالف، مع توجيه جهد جوي كاف لتدمير مخازن الوقود ونقط الامداد به وبما يعرقل تحركات اليات الحوثيين.

المرحله السادسه: تعزيز رؤوس الشواطئ وتوسيعها بدفع مزيد من القوات البريه، وانشاء دفاعات قويه داخل مناطق الانزال وفي عمقها، مع العمل علي اضعاف قوه الحوثيين في صنعاء وباقي المحافظات، واستعاده وحده الجيش اليمني بعد انشقاقها عن علي صالح واعلان انضمامهم الي قوات التحالف، ومساعده زعماء القبائل علي طرد الحوثيين، والقضاء عليهم من مناطقهم، وبما يكسر اراده الحوثيين ويجبرهم علي طلب التفاوض ولكن من موقف ضعف، ويؤدي في النهايه الي اعادتهم الي حجمهم الطبيعي كفصيل سياسي ضعيف ومنهزم، ويعيد الحكومه الشرعيه الي مكانها الطبيعي في صنعاء. هذا مع استمرار تواجد قوات من التحالف العربي تشرف علي اعاده بناء وتنظيم الجيش اليمني ليكون جيشاً وطنياً ليس له انتماءات اخري، فضلاً عن وحده الاراضي اليمنيه تحت سياده الحكومه الشرعيه، وسيطره الجيش والشرطه بعد اعاده تنظيمهم، وبذلك فقط تحقق «عاصفه الحزم» اهدافها السياسيه، واعاده الامن والاستقرار الي ربوع اليمن، واستعاده الخدمات الصحيه والتعليميه، مع اعاده بناء مؤسسات الدوله اليمنيه في اطار وطني.

خطوره السيطره علي باب المندب:

فور اندلاع الصراع في اليمن، ترقب الجميع الموقف من مضيق باب المندب، والذي يعتبر احد اهم الممرات المائيه في العالم، فضلاً عن انه طريق لعبور ما يزيد علي 4 ملايين برميل نفط يومياً وبما يشكل 30% من نفط العالم، بحيث يبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 21000 قطعه بحريه سنويا، وبما يعادل 57 قطعه يوميا، وتمر منه كل عام 25.000 سفينه (نفط وحاويات). ويصل عرض القناه التي تمر خلالها السفن 16 كم من 32 كم اجمالي عرض المضيق، وعمقها بين 100 و200 متر.

ولليمن افضليه استراتيجيه في السيطره علي باب المندب في الجانب الشرقي (الاسيوي) منه وذلك من خلال امتلاك اليمن جزيره ميون التي تبعد عن الساحل اليمني بـ4.8كم. اما في الجانب الغربي (الافريقي) فتتحكم فيه اريتريا من خلال ميناء عصب والذي تتواجد به بطاريه صواريخ ساحليه ايرانيه، الي جانب قاعده عسكريه ايرانيه في غرب عصب، فضلا عن تحكم جزر حنيش الكبري والصغري وزقم. وقد برزت اهميه مضيق باب المندب في حرب اكتوبر 1973 عندما قامت البحرية المصرية باغلاقه لتنفيذ حصار بحري علي اسرائيل ووقف الملاحه البحريه من والي ميناء ايلات في شمال خليج العقبة، حيث كانت اسرائيل تستورد نحو 18 مليون طن نفط من ايران تمر عبر باب المندب الي ميناء ايلات، ولالغاء اهميه شرم الشيخ التي كانت تريد الاحتفاظ بها بدعوي تحكمها في مضيق تيران المتحكم في جنوب خليج العقبه، حيث قامت البحريه المصريه بالتحكم في البحر الاحمر كله من خلال اغلاق مدخله الجنوبي عند مضيق باب المندب.

 كما ان تواجد القواعد العسكريه الامريكيه والفرنسيه في جيبوتي جنوب اريتريا يعطي بحريه الدول الغربية المتواجده في جيبوتي القدره علي التحكم ايضا في الملاحه التي تمر عبر باب المندب. حيث يتواجد للولايات المتحده 4200 جندي، 30 قطعه بحريه، 20 مقاتله، وقاعده للطائرات دون طيار. اما فرنسا فيتواجد لها 1900 جندي و20 قطعه بحريه، و7 مقاتلات ميراج، 8 مروحيات، فضلا عن عناصر عسكريه بحريه وجويه لكل من ايطاليا واسبانيا واليابان. وقد اهتمت امريكا بهذه القاعده بعد احداث 11 سبتمبر 2001، وخشيتها سيطره تنظيم القاعده الارهابي علي هذا الممر المائي المهم، وتدفع مقابل ذلك 30 مليون دولار لحكومه جيبوتي سنويا.

لذلك جاء الانقلاب الحوثي في اليمن بمثابه خطر داهم علي صادرات النفط الخليجيه والمنتجات الوارده من دول شرق اسيا الي اوروبا وامريكا، والتي تمر جميعها عبر قناه السويس، حيث يربط مضيق باب المندب خليج عدن والبحر الاحمر بالمحيط الهادي والمحيط الهندي وبحر العرب، وما يشكله ذلك من اهميه استراتيجيه بالنسبه للكثير من الدول علي صعيد نقل النفط والبضائع، وبمثابه الانبوب الذي يتدفق البترول عبره من الدول المنتجه للنفط في الخليج الي الدول المستهلكه له في اوروبا وامريكا. والبديل عن المرور في مضيق باب المندب في حاله اغلاقه امام الملاحه الدوليه، وبالتالي تعطل قناه السويس، ان يتحول مسار الابحار حول الطرف الجنوبي لافريقيا (طريق راس الرجاء الصالح)، وحيث تستغرق الرحله 40 يوماً علي الاقل.

لذلك جاءت سيطره الحوثيين علي عده موانئ يمنيه مهمه علي البحر الاحمر - مثل الحديده، وميدي، والمخا، وموانئ اخري علي خليج عدن ابرزها عدن، وزنجبار، وشقره، مع احتمالات توغلهم جنوبا، لتزيد من مخاوف الدول العربية المشاركه في حوض البحر الاحمر، خاصه مصر، ليس فقط من تحكم الحوثيين في هذا الممر الملاحي المهم، ولكن ايضا من تحكم ايران الداعمه للحوثيين في باب المندب، لان تحكمها في هذا الممر الملاحي الدولي المهم، مع تحكمها القائم في ممر هرمز الذي يربط الخليج العربى ببحر العرب والمحيط الهندي، يعني تحكم ايران باخطر واهم ممرين بحريين في العالم.

وتعتبر محافظه الحديده ذات اهميه استراتيجيه كبيره، اذ تمتد سواحل المحافظه من «اللحّيه» في الشمال الي الخوخه في الجنوب بطول حوالي 300 كم وعرض يتراوح بين 60 و150 كم، وتفصلها سواحل محافظه تعز عن مضيق باب المندب، علاوه وجود 40 جزيره في الحديده في البحر الاحمر، بعضها استراتيجي مثل جزر حنيش وتقناش التي يصل ارتفاع جبالها الي اكثر من 1300 قدم، وهو ما يجعلها قادره علي مراقبه ممر الملاحه العالميه، بالاضافه الي اعتبار جزر البحر الاحمر ذات تاثير استراتيجي علي خط الملاحه البحريه، حيث توجد فيها كثافه عسكريه مثل جزيره حنيش، كما ان جزيره كمران بها اعمق ميناء علي البحر الاحمر، وهو ميناء الصليف والذي بامكانه استقبال السفن الضخمه التي لا تستطيع الوصول الي ميناء الحديده.

وباستيلاء الحوثيين علي مدينه تعز القريبه من باب المندب، فان بامكانهم التقدم قليلا نحو الغرب ليصبحوا علي الساحل المطل علي المضيق، هذا فضلا عن تحكمهم في ميناء المخا الواقع علي بعد 80 كم غرب تعز، وهو ميناء يطل بشكل مباشر علي مضيق باب المندب. كما يقع باب المندب علي مسافه 150 كم غرب مدينه عدن عاصمه الجنوب اليمني، وحيث يسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ. ويتنازع السيطره علي عدن كل من الحوثيين والقوات المواليه للرئيس اليمني منصور هادي.

وهذا السيناريو يعطي النزاع في اليمن بعداً دولياً، اذ لا تستطيع القوي الكبري ان تقبل بسيطره مجموعه مرتبطه بايران علي مضيق باب المندب، خصوصا مع سيطره ايران علي ممر هرمز كما اشرنا انفا، وفي هذه الحاله ستكون ايران هي المستفيد الرئيسي، وستمتلك ورقه للضغط علي القوي الكبري في مفاوضاتها حول الملف النووي، فضلاً عن ضغط ايراني علي دول الخليج ومصر بالنظر لاهميه باب المندب بالنسبه لقناه السويس. كما يشكل التهديد الحوثي والايراني لباب المندب قلقاً ايضاً لاسرائيل المطله علي البحر الاحمر عبر ميناء ايلات، لذلك لم يكن غريبا ان يبعث الحوثيون بالكثير من رسائل الطمانه الي مصر خلال الاونه الاخيره، وان لا مجال للتخوف من سيطرتهم علي الساحل اليمني في خليج عدن والبحر الاحمر بما في ذلك باب المندب، وانهم لا يفكرون في اغلاق مضيق باب المندب لاصابه قناه السويس بالشلل.

ويزيد من اهميه مضيق باب المندب وجود مشروع تتبناه الولايات المتحده وجيبوتي يتمثل في اقامه جسر عملاق بطول 29 كم فوق المضيق ليصل بين جيبوتي واليمن، واقامه مدينتي النور بجيبوتي واليمن علي طرفي مضيق باب المندب، بالاضافه للكوبري العملاق الذي يربط بينهما والذي يعني ايجاد اول رابطه بريه بين القرن الافريقي وجنوب شبه الجزيره العربيه في القاره الاسيويه، وتقدر تكاليف الكوبري وحده بـ20 مليار دولار، اما تكلفه المشروع باكمله متضمنا المدينتين فقدرت بـ 200 مليار دولار. وعند تنفيذ هذا المشروع ستبرز جيبوتي كمركز للنقل البحري بفضل الاستثمارات الكبيره التي ستنهال عليها، كما تبرز خطوره هذا المشروع - خاصه بالنسبه لمصر - من ارتباطه بمشروع اخر ينقل مياه النيل من احد المنابع في مرتفعات اثيوبيا في انابيب ضخمه الي الجانب الاسيوي. وقد لوحظ اسناد تنفيذ هذا المشروع الي رجل الاعمال طارق بن لادن - شقيق زعيم تنظيم القاعده الارهابي اسامه بن لادن - وذلك من خلال موقعه كرئيس لمجلس اداره مجموعه الشرق الاوسط للتنميه، وقيل اخيراً ان قراراً اتخذ باسناد تخطيط وتنفيذ المشروع واداره الكوبري الي شركه مدينه نور للتنميه التي تتخذ من ولايه كاليفورنيا الامريكيه مقراً لها. وقد انكشفت ابعاد هذا المشروع في صيف عام 2008 عندما انعقد مؤتمر بشانه في فندق «كيمبينسكي بالاس» حضره مسئولون حكوميون في جيبوتي ومقاولون عسكريون امريكيون وصحفيون للاطلاع علي اكثر المشروعات الطموحه في تاريخ المنطقه وربما في العالم. وهو ما يؤكد وجود العديد من المخططات الخارجيه للسيطره علي مضيق باب المندب، لذلك فان استغلاله تحديداً والبحر الاحمر بوجه عام ليس وليد ازمه الحوثيين الحاليه، بل سبقتها بسنوات، وسبقت ايضا احداث الربيع العربي وحاله عدم الاستقرار التي عصفت باليمن في السنوات الاخيره. ولم يمض عام واحد علي مؤتمر كوبري باب المندب، حتي قام الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد بزياره كينيا في فبراير 2009، ولم يكن غافلا عن المتابعين مغزي زياره رئيس ايران لكينيا باعتبارها ابرز واكبر الموانئ القريبه من خليج عدن، حيث مدخل البحر الاحمر وجيبوتي واريتريا وباب المندب والقراصنه الصوماليين والحوثيين في اليمن. وكانت هذه الزياره ذات طابع جيوبوليتيكي .. حيث قام خلالها نجاد بجوله افريقيه سريعه في شرق افريقيا زار خلالها 3 دول افريقيه هي: جيبوتي وكينيا وجزر القمر. وفي جيبوتي اتفق نجاد مع رئيسها - اسماعيل عمر جبله - علي اهميه التعاون من اجل افساد «خطط الاعداء» (دون تسميتهم) وتم التوقيع علي خمس اتفاقيات للتعاون بين البلدين. كما طرحت زياره نجاد لاريتريا اسئله كثيره حول النفوذ الايراني في هذا البلد المسيطر علي الجانب الافريقي من باب المندب، حيث تقيم ايران قاعده عسكريه في ميناء عصب به بطاريه صواريخ ساحليه، وهو ما يؤكد وجود مخطط لبسط الهيمنه الايرانيه ليس فقط علي باب المندب والبحر الاحمر، ولكن ايضاً علي الدول المجاوره لهذه المنطقه، بدءاً من خليج عدن وبلدان شرق افريقيا، للانطلاق بعد ذلك لنقل النفوذ الايراني شمالا نحو السعوديه والسودان ومصر، وهو ما دق اجراس الخطر في عواصم هذه الدول وايضا اسرائيل، لذلك ينبغي قراءه التحركات الايرانيه في اليمن في اطار وضوء هذه المخططات الايرانيه الاوسع والاشمل.

ويجب علي قيادات وقوات تحالف «عاصفه الحزم» ان تحذر من تصوير هذه الحرب باعتبارها «حرباً طائفيه بين السُنـَّه والشيعه»، وحصرها في انها حرب سياسيه - عسكريه ضد تنظيم ارهابي يتمثل في جماعه الحوثيين التي تريد الاستيلاء علي السلطه والحكم، بعد ان اطاحت بالحكومه الشرعيه في صنعاء وطاردتها حتي في ملجئها المؤقت في عدن، وان هذه الجماعه تتلقي دعماً سياسياً وعسكرياً من ايران، وان مهمه التحالف اعاده الحكومه الشرعيه الي موقعها الطبيعي في العاصمه اليمنيه، بعد ان طلبت مساعدتها من دول مجاوره لها في حوض البحر الاحمر، وابرزها السعوديه. فلقد حرصت ايران علي تصوير هذه الحرب بانها مذهبيه بين السنه الذين تدعمهم السعوديه والشيعه الذين تدعمهم ايران، وذلك حتي تعطي ايران نفسها حق التدخل بزعم مسئوليتها الاخلاقيه عن الدفاع عن الشيعه. كما انه ليس خافياً علي احد ان الاسلوب الامريكي لتنفيذ مخطط تفتيت دول منطقه شرق الاوسط - باستثناء اسرائيل - الي دويلات علي اسس عرقيه وطائفيه ومذهبيه، ينهض علي فكره «الفوضي الخلاقه» الذي اعلنته كونداليزا رايس في عام 2006، بمعني اشعال الصراعات المسلحه بين ابناء الطوائف والمذاهب والعرقيات، وبالتالي تفكيك جيوش هذه الدول علي نفس الاسس، وما يترتب علي ذلك من اضعاف وسقوط الدول العربيه والاسلاميه في اتون الفتن، وبما يعجل بانهيارها وسقوطها فريسه في براثن الهيمنه الامريكيه والاسرائيليه. والمحظور هنا والذي يجب ان نحذر منه هو تصوير الحرب في  اليمن علي انها حرب طائفيه، لان ذلك سيؤدي الي اشتعال كل المنطقه وبما يؤدي الي القضاء علي الاخضر واليابس في كل بلدانها. وهو ما يفرض في المقابل علي الاجهزه السياسيه والاعلاميه في الدول العربيه، تعزيز اواصر الانتماء الوطني والهويه العربيه - حتي بين الشيعه العرب، وهو ما اهتم به المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني الذي اعلن علي لسان ممثله ما نصه: «اننا نعتز بوطننا وباستقلالنا وسيادتنا، واذا كنا نرحب باي مساعده تقدم الينا اليوم من اخواتنا واصدقائنا (يقصد ايران) لمحاربه الارهاب، فاننا نشكرهم عليها، الا ان ذلك لا يعني ان نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا». وهو ما يعني ادراك السيستاني خطوره استفحال تدخل ايران علي حساب عروبه العراق، وان ذلك فاق الحد، خاصه بعدما ثبت من التواجد شبه المستمر لقائد فيلق القدس - قاسم سليماني - في العراق وقيادته للعمليات العسكريه ضد داعش في تكريت، وما اسفرت عنه من ارتكاب مجازر ضد جماهير السنه في هذه المدينه.

يرتبط بهذا الامر ضروره تجنب محاولات البعض لتوسيع دائره الصراع لتشمل ايران، وهو ما تحاوله الاخيره. واظهار ان ايران لا يحق لها ان تتدخل في اليمن الي جانب جماعه الحوثيين، وذلك لعدم وجود جوار جغرافي بين ايران واليمن، كما انها ليست من دول حوض البحر الاحمر المتاثره بالصراع الدائر في اليمن، هذا فضلاً عن ان الانتماء الطائفي للحوثيين (زيديه) يختلف الي حد ما عن الشيعه الايرانيه. هذا مع التاكيد السياسي والاعلامي علي ان هدف ايران من التدخل ليس حمايه الشيعه كما تدعي، ولكن لبسط نفوذها علي اليمن من خلالها جماعه الحوثيين العميله لايران، وهو نفس المخطط الذي اتبعته ايران لمد نفوذها الي لبنان من خلال عميلها حزب الله، والي العراق من خلال عملائها في فيلق بدر وجيش الصدر.. وغيرهما، والي سوريا من خلال اقحام حزب الله والحرس الثوري الايراني في الصراع الدائر هناك.

ومع التسليم بان حسم اي حرب او صراع مسلح شامل او محدود لا يتحقق الا من خلال عمليات بريه علي الارض، حيث لا تكفي الضربات الجويه - رغم اهميتها - ومهما كانت قوتها في حسم الموقف علي الارض، فان الوضع الصعب القائم في اليمن، سواء من حيث الطبيعه الجغرافيه الوعره للجبال هناك، او من حيث تعدد القوي السياسيه والعسكريه والقبليه المتورطه في هذه الحرب، خاصه مع سرعه تبدل الولاءات بين هذه القوي. وهو ما انعكس في تبدل موقف الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، الذي استمر في محاربه الحوثيين لمده اربع سنوات، ثم ها هو الان يدعمهم ويساندهم سياسيا وعسكريا من خلال تحفيز قاده وضباط الجيش اليمني النظامي للانضمام للحوثيين ضد السلطه من خلال ابنه احمد. ثم عندما بدات عاصفه الحزم تحقق اهدافها، سارع بارسال ابنه الي الامارات عارضا التخلي عن دعم الحوثيين مقابل ان تقبله دول الخليج!! فمثل هذا التردد والتذبذب في الولاءات يبرز مخاوف مشروعه عند قوات عاصفه الحزم من القوي اليمنيه العامله علي الارض، واحتمالات انقلابها عليها في ايه لحظه، خاصه ان عنصر المال يلعب دوراً قوياً في تحديد ولاء القبائل وسلوكها تجاه قوات التحالف عند العمل علي الارض، ويفرض بالتالي علي هذه القوات التحسب جيداً لموقف القبائل وقوات علي صالح عندما تبدا الحرب البرية، اذا ما تطلب الموقف ضروره اللجوء اليها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل