المحتوى الرئيسى

وجبة سمك تطل على مضيق جبل طارق بطنجة المغربية

04/27 09:59

يختار كثير من المغاربه، خلال اوقات الفراغ او عطله نهاية الأسبوع، التوجه صوب المنتزهات الطبيعيه في ضواحي المدن، من اجل القيام بنزهه تكسر روتين الحياة اليوميه من عمل او دراسه، وخلالها يقومون باصطحاب ما يحتاجونه من مؤونه غذائيه تكفيهم خلال ساعات استجمامهم بين احضان الطبيعه او تحت اشعه الشمس.

وفي مدينه طنجه، اقصي شمال غربي البلاد، يفضل الكثير من شباب المدينة، القيام بنزهتهم في احد الفضاءات الطبيعيه التي تزخر بها ضواحي هذه المدينه المطله علي واجهتين بحريتين (المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط)، مصطحبين معهم خضروات طازجه ولوازم طبخ تقليديه، من اجل اعداد ما يسميه السكان المحليون كغيرهم من سكان شمال المغرب بـ"التاكره".

و"التاكره"، عباره عن وجبه سمك تحوي انواع من الخضروات والتوابل، ويتم في الغالب طهيها فوق نار الحطب او في افران تقليديه، وتوضع في اناء دائري او بيضاوي الشكل مصنوع من الفخار، يسمي "الطاجن"، عند عموم المغاربه، الا ان الكثير من السكان العرب والامازيغ بالريف المغربي، يفضلون تسميه هذا الاناء بـ"التاكره".

ويشرح محمد الزناكي، رئيس جمعيه "يوبا للثقافه الامازيغيه" (غير حكوميه)، في حديثه للاناضول ان كلمه "تاكره"، هي كلمه امازيغيه الاصل، لها مشتقات من قبيل "تغره" و "ثاكره"، وكلها مصطلحات تدل علي كلمه "الطاجن"، كما هو معروف لدي باقي سكان المغرب.

ويضيف الزناكي، الذي تعني مؤسسته بالتعريف بالثقافه الامازيغيه بمنطقه الريف شمال المغرب، ان كلمه "تاكره" ومشتقاتها عند المغاربه الامازيغ، اضافه الي قبائل "غماره"، و"جباله" (قبائل عربيه تستوطن الريف المغربي) تطلق علي وجبه "طاجن السمك"، اكثر مما تطلق علي اي وجبه اخري يمكن طهيها في هذا الاناء.

ولا توجد ارقام رسميه تحدد اعداد الناطقين بالامازيغيه كلغه ام في المغرب، غير انهم يتوزعون علي ثلاث مناطق جغرافيه (منطقه الشمال والشرق ومنطقه الأطلس المتوسط ومناطق سوس في جبال الاطلس) ومدن كبري في البلاد، فضلا عن تواجدهم بالواحات الصحراويه الصغيره.

وعلي مسافه 14 كيلومترا بالضاحيه الغربيه لمدينه طنجه، يوجد واحد من اهم المنتزهات الطبيعيه التي يقبل عليها بكثافة السكان المحليون وزوار المدينه علي مدار ايام الاسبوع، ويتعلق الامر بمنتزه "الرميلات"، حسب التسميه الشهيره لهذا المكان، الذي يشكل فضاء يجد فيه مرتادوه مكانا مثاليا للاستجمام، بفضل مميزاته العديده، حيث يشكل جزء منه محمية طبيعية لانواع نادره من الحيوانات والطيور والنباتات، فضلا عن اطلالته علي مضيق جبل طارق، الفاصل بين افريقيا واوروبا.

في هذا الفضاء الطبيعي، بحسب ما عاينه مراسل "الاناضول"، تتوزع اسر مكونه من عدد من الافراد، او مجموعات شباب وشابات اختاروا جميعا هذا المكان لقضاء يوم بين احضان الطبيعيه بعيدا عن روتين الحياه اليوميه.

وفي احد جنبات هذا المنتزه ايضا، ينهمك ثلاثه شباب في اعداد وجبه الغذاء، حيث يقوم اثنان بتقشير البطاطس وتقطيع الطماطم وبعض الخضروات الاخري، فيما انصرف الثالث الي تهيئه السمك، قبل وضعه في "الطاجن"، بينما اختار زملاء لهم خلق جو من النشاط من خلال الضرب علي الدف وترديد اغاني واهازيج من التراث المغربي.

ويقول بلال اليعقوبي، شاب في اواسط العشرينات من العمر، للاناضول، ان وجبه "التاكره"، تشكل افضل وجبه يمكن تناولها وسط الطبيعه، فهي سهله الاعداد من جهه، فضلا عن الشبع الذي تشعرك به في هذا الفضاء الطبيعي الذي يبعث علي الشعور بالجوع بسرعه.

من جهته، يشرح عبد الاله جلوط، طريقه اعداد "التاكره"، للاناضول قائلا "نقوم بوضع قطع من البصل في قعر الاناء، متبوعه بقطع من البطاطس والطماطم، وكل نوع من الخضروات والتوابل المرغوب ان تحتوي عليها هذه الوجبه، علي ان يعتلي السمك جميع هذه المواد الغذائيه، ثم بعد ذلك يوضع الاناء فوق نار الحطب لبضع دقائق".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل