المحتوى الرئيسى

مترجم: ماذا تعرف عن «تشينغ هي»: المُسلم الذي كان يومًا أعظم المستكشفين الصينيين - ساسة بوست

04/26 20:11

منذ 11 دقيقه، 26 ابريل,2015

عندما يُفكر الناس في المستكشفين العظماء، فانهم دائمًا ما يتذكرون الاسماء المعتاده مثل ماركو بولو، وابن بطوطه، وأوليا جلبي، وكريستوفر كولومبوس… الخ. ولكن الكثيرين لم يسمعوا باحد اكثر المستكشفين اهميه وتاثيرًا علي مرِّ العصور. يعرفه الصينيون جيدًا، علي الرغم من انه لا يجري الاعتراف باكتشافاته او تمجيده دومًا. انه “تشينغ هي”، المسلم الذي اصبح اعظم امراء البحر والمستكشفين والدبلوماسيين الصينيين.

وُلد “تشينغ هي” في عام 1371 ميلادي في منطقه يانان الواقعه جنوب الصين من عائله تابعه لعرق الهوي (مجموعة عرقية مسلمه في الصين). كان اسمه عندما وُلد Ma He. في الصين، يتم ذكر اسم العائلة اولًا، متبوعًا باسم الشخص نفسه. اسم Ma في الصين هو اختصار لاسم محمد، في اشاره الي ارثه الاسلامي. وقد تمكن والده وجده من السفر الي مكه المكرمه لاداء فريضه الحج، لذا فهو ينحدر من عائله ملتزمه باداء شعائر الاسلام.

في سن مبكره، تعرضت البلده التي يسكن فيها الي اجتياح من جيش مملكه مينغ. وقد وقع في الاسر وجري نقله الي العاصمه نانجينغ، حيث عمل كخادم لدي الاسره الامبراطوريه. وعلي الرغم من الظروف القمعيه الصعبه التي تعرض لها، عقد “تشينغ هي” صداقه مع احد الامراء، هو تشو دي، وعندما اصبح ذلك الامير امبراطورًا، صعد “تشينغ هي” الي اعلي مرتبه في الحكومه. وعندها، مُنح اللقب الشرفي «تشينغ» وعُرف منذ انذاك باسم “تشينغ هي”.

عندما قرر الامبراطور “تشو دي” في عام 1405 ميلاديًّا ارسال اسطول سفن ضخم للاستكشاف والتجاره مع بقيه العالم، اختار “تشينغ هي” لقياده الاسطول. كانت تلك الحمله عظيمه، فقد شملت في المجمل 30000 بحار في كل رحله، يقودها “تشينغ هي” بنفسه. وبين عامي 1405 و1433 ميلاديًّا، قاد “تشينغ هي” سبع حملات ابحرت الي اراضٍ تعرف حاليًا بماليزيا واندونيسيا وتايلاند والهند وسريلانكا وايران وعمان واليمن والسعوديه والصومال وكينيا، والعديد من البلدان الاخري. بل انه من المحتمل ان يكون “تشينغ هي” قد تمكن في احدي تلك الرحلات من التوجه الي مكه المكرمه لاكمال فريضه الحج.

لم يكن “تشينغ هي” المسلم الوحيد علي متن تلك الحملات. فالعديد من مستشاريه كانوا من الصينيين المسلمين، مثل محمد هوان Ma Huan، وهو مترجم اجاد العربيه وكان قادرًا علي التحدث مع الشعوب المسلمه التي مروا عليها اثناء رحلاتهم. وقد الف روايه عن رحلاته، التي تمثل مصدرًا هامًا اليوم لدراسه المجتمعات في القرن الخامس عشر، والتي كانت تسكن حول المحيط الهندي.

رؤيه هذه الحملات من المؤكد انه لم يكن حدثًا ينساه الناس بسهوله. كانت السفن التي قادها “تشينغ هي” تبلغ 400 قدم طولًا وتبلغ اضعاف حجم السفن التي ابحر بها كولومبوس عبر الاطلنطي. ولمئات السنين، ظن الناس ان النسبه العظمي من تلك السفن كانت محض مبالغات. الا ان ثمه ادله اثريه اُخذت من احواض بناء السفن حيث بُني الاسطول في نهر يانغتسي تثبت ان تلك السفن كانت في الواقع اكبر من ملاعب كره القدم في الوقت الراهن.

وحيثما ابحروا، كانوا يلتزمون باحترام السكان المحليين، الذين قدموا التحيه للامبراطور الصيني. وبسبب هذا الاحترام والتبادل التجاري مع كل الشعوب التي مروا عليها، ابحر “تشينغ هي” عائدًا الي الصين محملًا ببضائع غريبه مثل العاج والجمال والذهب، بل وحتي بزرافه من افريقيا. وقد بعثت تلك الحملات برساله واحده الي العالم، الا وهي ان الصين قوه عظمي اقتصاديه وسياسيه.

لم تؤثر تلك الحملات العظيمه التي قادها “تشينغ هي” علي الاقتصاد والسياسه فقط. فقد عمل هو ومستشاروه بانتظام علي الترويج للاسلام اينما ارتحلوا. ففي جزر اندونيسيا جافا وسومطره وبورنيو وغيرها، عثر تشينغ هي علي مجتمعات صغيره من المسلمين هناك بالفعل. وكان الاسلام قد بدا بالانتشار بالفعل في جنوب شرق اسيا قبل مئات السنين عبر التجاره مع شبه الجزيره العربيه والهند. وقد دعم تشينغ هي بنشاط الانتشار المستمر للاسلام في تلك المناطق.

اسس تشينغ هي مجتمعات صينيه مسلمه في باليمبانغ، الي جانب جزيره جافا وشبه جزيره الملايو والفلبين. وقد روجت تلك المجتمعات للاسلام بين السكان المحليين وكانوا عنصرًا هامًا للغايه في نشر الاسلام في تلك المنطقه. وقد بني الاسطول المساجد وقدم خدمات اجتماعيه للمجتمعات الاسلاميه المحليه.

وحتي بعد وفاه تشينغ هي في عام 1433 ميلاديًّا، واصل الصينيون المسلمون عمله في جنوب شرق اسيا ونشروا الاسلام. وقد جري تشجيع التجار الصينيين المسلمين في جنوب شرق اسيا علي التزاوج والاندماج مع السكان المحليين في الجزر وشبه جزيره الملايو. وقد تسبب هذا في دخول المزيد من الناس الي الاسلام في جنوب شرق اسيا، فضلًا عن تقويه وتنويع المجتمع المسلم المتنامي.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل