المحتوى الرئيسى

"الوطن" فى مئوية "الإبادة":"الأرمن" ينكسون الورود أمام "نُصب" الضحايا

04/26 11:49

100 عام مرت علي «اباده الارمن» علي يد الاتراك، وسقوط 1.5 مليون ضحيه، وتهجير عدد مماثل من اراضيهم في 6 ولايات شرق تركيا الحاليه، لجاوا الي العديد من بلدان العالم ليعيشوا فيها ويندمجوا وسط الشعوب، ومن بينها البلدان العربية التي فتحت ذراعيها لهم، وخاصه مصر وسوريا ولبنان، حيث تمثل الجاليات الارمينيه في هذه البلدان الاكبر في المنطقه، وعلي الرغم من اندماج الارمن في العديد من المجتمعات لم ينسوا هويتهم او المذابح التي شهدها اجدادهم، وتحيي ارمينيا هذه الايام ذكري «خاصه» للمذبحه، بعد استخدام البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مصطلح «اباده»، وايضاً اصدار الإتحاد الاوروبي بياناً تبني فيه اعضاء البرلمان الأوروبي باغلبيه كاسحه قراراً يعتبر الاحداث التي جرت بين 1915 و1917 ضد الارمن في اراضي الامبراطوريه العثمانيه «إبادة جماعية». وتنظم ارمينيا في 24 ابريل من كل عام مراسم لاحياء ذكري «الاباده» صاحبه الـ100 عام من العمر، عبر مسيرات تنطلق متجوله في شوارع العاصمه الارمينيه ياريفان متجهه الي النصب التذكاري، حيث شاركت الجاليه الارمنيه المصريه هذا العام بالمسيره بحامله اعلام كبيره لمصر، خلافاً للجاليات الاخري، الي جانب الوفد الشعبي المصري الذي ضم اعلاميين من العديد من الصحف القوميه والخاصه، فضلاً عن مشاركه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندريه بطريرك الكرازه المرقسيه علي راس وفد كنسي، والذي اكد ان حضوره في اطار المشاركه من الكنيسه القبطيه للكنيسه الارمنيه.

وعلي جانبي الطريق المؤدي الي متحف الاباده الارمني المجاور للنصب التذكاري للضحايا، كثر بائعو الورود التي يتم تجهيزها لوضعها علي النصب، حيث كان «تنكيس الورود» في هذا اليوم سمه المراسم، تذكره لاجدادهم من ضحايا الاتراك 1915، حيث حمل كل ارمني الورود منكساً اياها باتجاه الارض.

ابرز زعماء العالم حضوراً في احياء الذكري كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اكد انه لا يوجد اي شيء يمكن ان يبرر المجازر الجماعيه التي وقعت في حق الارمن، واصفاً اياها بالاباده، مضيفاً «نقف اليوم بخشوع جانب الشعب الارمني»، كما شارك الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، الذي قال «انحني في ذكري الضحايا، وجئت لاقول للارمن اصدقائي اننا لن ننسي الماساه التي مر بها شعبكم».

الحضور العربي في احياء الذكري كان لافتاً، وشارك وفد سوري علي راسه جهاد اللحام، الذي قال ان مشاركتنا في ذكري الاباده دعوه للعالم اجمع لاحترام الحياه والتوصل الي منفذي جرائم التاريخ، مضيفاً: «نريد ان نلفت الي العالم، ان الجريمه مرفوضه اياً كان شكلها، فما بالك بانها اباده جماعيه لـ1.5 مليون انسان، ومثلهم تم تهجيرهم الي خارج البلاد»، مديناً في كلمته خلال المنتدي العالمي في ياريفان الاباده التي ارتكبت قبل مائه عام، والتي جرت علي يد الدوله العثمانيه، مضيفاً: «القاتل ما زال قاتلاً».

ومن لبنان شارك وزير الخارجيه والمغتربين جبران باسيل، برفقه وزير الطاقه والمياه ارتور نظريان، ووزير التربيه والتعليم العالي الياس بوصعب، علي راس وفد رسمي، نظراً لان لبنان من اولي الدول التي اعترفت بوقوع الاباده علي يد الاتراك، موجهاً تحيه الي الحكومه والشعب الارميني وخاصه ارمن لبنان. واعرب الرئيس الارميني سيرج سركيسيان، عن شكره لمن حضر من القاده خاصه الرئيسين الفرنسي والروسي اللذين وضعا الزهور علي النصب التذكاري لضحايا الارمن عام 1915، وقال: «لن ننسي شيئاً»، وذلك بعد الوقوف دقيقه حداداً في العاصمه الارمينيه علي ارواح الضحايا.

المنتدي الارميني الذي عقد يومي الاربعاء والخميس الماضيين افتتحه المدعي العام للمحكمه الجنائيه الدوليه لويس مورينو اوكامبو، بكلمه عن مذابح الاتراك ضد الارمن، قال فيها ان النظر اليوم عما يحدث بعد مائه عام من المذابح فهناك تقدم، مضيفاً ان وقت اباده الشعب الارمني، لم يكن هناك من يمنع تلك المذابح. وقال مطران الكنيسة الأرمنية ان الاباده كانت اسود واصعب فتره في القرن الـ20، وان تلك الجريمه تم الاعتراف بها من العديد من الدول، مضيفاً ان المجزره ليست في قتل الكثير فقط بل وتعذيب اخرين من الاحفاد، معرباً عن شكره للمشاركين، وزعماء الكنائس الشقيقه والحضور.

وقالت كارولين كوكس، عضوه البرلمان البريطاني، انها تشعر بالخجل لان بلادها لم تعترف بعد بوقوع تلك المذابح، مشيره الي انها تقدر هذه الدعوه للحضور، مضيفه انها دعوه للاعتراف بكل المجازر في حق الشعوب.

واختتم وزير الخارجيه الارميني ادوارد نالبانديان، بكلمته رابطاً ما حدث في الماضي من مذابح عثمانيه ضد الارمن ما يجري الان في الشرق الاوسط علي يد التنظيمات المتطرفه، مضيفاً ان حمايه الاقليات في العديد من الاماكن لا بد ان يتم تحقيقها، ولابد من مواجهه التنظيمات البربريه المتطرفه التي تهدد المستقبل وتدمر الحضاره، مشيراً الي انه اذا تركنا ذلك سيؤثر بالسلب في المستقبل.

وقالت وزيره المهجر الارمينيه هارانوش هاكوبيان، ان خطه ارمينيا بعد الاعتراف التركي والعالمي بالاباده الارمنيه، انها ستطالب بتعويضات للاشخاص والجاليات الذين تضرروا من احداث الاباده الارمنيه قبل مائه عام علي يد الاتراك العثمانيين. واضافت «هاكوبيان» في تصريحات خاصه لـ«الوطن» بعد انتهاء فعاليات المنتدي الارميني العالمي، انها تتابع عن قرب جداً الاخبار والصحافه المصريه والشان العام المصري، مثمنه حديث الصحافه المصريه عن «الاباده الارمنيه»، كما توجهت بالشكر لـ«الوطن»، لاجراء حوار معها العام الماضي بخصوص الاباده الارمنيه، والاستعدادات لاحياء الذكري المئويه، الذي صرحت فيه بان الحكومه الارمينيه تنتظر اعترافاً مصرياً بالمذابح التركيه ضد «الارمن»، مشيره الي ان ذلك يساعد علي اطلاق الحقيقه في كل العالم وليس فقط في مصر.

واضافت «هاكوبيان» معلقه علي وجود العديد من الدول في المنتدي الارميني العالمي للذكري المئويه للاباده، قائله: «ان العالم بدا يتغير وبدا يري الحقيقه ويريد ان يري الحقيقه، اري ان في الدول العظمي والمحيطه بارمينيا هناك اشخاصاً يريدون ان يعرفوا الحقيقه، ونحن اقوياء بكم، ونؤمن بانتصار العداله والحقيقه».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل