المحتوى الرئيسى

محمود مرسي.. طردته فرنسا واستقال من الإذاعة البريطانية بسبب عبدالناصر

04/26 13:06

فارس من فرسان الزمن النبيل، فتي احلام ذو مواصفات خاصه، وسامه وخلقا وفنا، فنان من طراز رفيع يُضفي جديه علي ادواره تخدعك للوهله الاولي فتظن معها انه قاسي كما معظم ادواره، خاصه عندما تستدعي شخوص كثيره جسدها، فهو كافر عنيف في معامله عبيده في "فجر الاسلام"، وضابط بلا قلب في "ثمن الحريه"، ودكتور جامعي رجعي في "الباب المفتوح"، وحاكم مستبد قاتل في "شيء من الخوف"، وكلها ادوار نجح من خلالها محمود مرسي في تشكيل نموذج جديد للشر في السينما المصريه.

محمود مرسي، هو احد اولئك الذين لا نعرف لعدم جماهيريتهم تفسير، فرغم انه فنان يشيد النقاد بادائه في كل ما قدم من ادوار، ويؤكدون تطور ادائه التمثيلي واختياراته، الا انه وكذلك افلامه لم يحققا الجماهيريه التي تحققت لغيره من نجوم قد لا يمتلكون نفس موهبته، حتي عندما كون ثنائي فني مع الفنانه ناديه لطفي ورغم الانسجام بينهما الواضح علي شاشه السينما الا انه ثنائي لا يذكره الجمهور مقارنه بثنائيات فنيه اخري، لكن كل هذا لن ينفي ان لمرسي مكانه لا ينكرها احد من الصناع والنقاد مع قله ادواره السينمائيه والتليفزيونيه.

 ولد مرسي في شهر يونيو عام 1923، في محافظه الاسكندريه، درس الفلسفه بكليه الاداب في جامعه الاسكندريه، وسافر الي فرنسا لدراسه الاخراج السينمائي، وعمل في القسم العربي بالاذاعه الفرنسيه، وبعد شهور قليله اضطر لمغادره فرنسا مطرودا منها بسبب قرار الرئيس جمال عبدالناصر بطرد الخبراء الفرنسيين، من قناه السويس واتخاذ قرار بتاميمها، فاتجه بعدها الي لندن، ليعمل في اذاعه بي بي سي، وبعد العدوان الثلاثي علي مصر قدم استقالته وعاد الي القاهره، ليبدا مرحله جديده في حياته.

وبحسب ما كتبه الكاتب ايمن الحكيم عن محمود مرسي في جريده الشرق الاوسط، فان مرسي عندما عاد للقاهره، اصدر عبدالناصر قرار بتعيينه مخرجا ومذيعا في البرنامج الثقافي بالاذاعه المصريه، تقديرا لموقفه الوطني ورفضه البقاء في انجلترا بعد اعلانها الحرب علي مصر، كما عمل استاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية.

ظل لسنوات طويله يرفض كل عروض التمثيل التي قُدمت له، حتي استجاب لعرض المخرج نيازي مصطفي، ووافق علي تمثيل فيلم "انا الهارب" مع فريد شوقي، زهره العلي، صلاح منصور، ويوسف شعبان، عام 1962، ليشيد باول ادواره النقاد ويتنباون بمستقبل باهر لممثل عملاق.

تقاضي مرسي عن اول ادواره مبلغ 300 جنيه، ورغم انه اول وقوف له امام كاميرا السينما، لا يمكن ان يكتشف المشاهد هذا الامر، فقد ظهر مرسي ممثل مقتدر متمكن من ادواته قادر علي ان "يخطف الكاميرا" حتي ممن سبقوه في هذا المجال.

انهالت الادوار علي مرسي وكانت في اغلبها ادوار تميل الي الشر، ولكنه ظهر في كل منها بطريقه مختلفه، بعيده كل البعد عن شكل الشرير الذي اعتاد عليه الجمهور، فظهر في فيلم "المتمرده" مع صباح واحمد مظهر وسميحه ايوب، بدور ممثل مسرحي وصولي يسعي للزواج من صباح للاستيلاء علي اموالها، كما شارك بعده في فيلمين مع الفنانه فاتن حمامه "الباب المفتوح"، و"الليله الاخيره"، والذي نال عنه جائزه التمثيل الاولي عام 1964.

لم يقدم مرسي علي مدار تاريخه الفني الممتد سوي 25 فيلم للسينما، من بينها فيلم "شيء من الخوف"، وحصل عنه ايضا علي جائزه احسن ممثل، وقد اثار هذا الفيلم غضب النظام انذاك واخذ بعض رجال السلطه يصورون للرئيس جمال عبدالناصر ان شخصيه عتريس التي يقدمها مرسي، ترمز له، وتصوره امام الجمهور ديكتاتور وحاكم مستبد، فبات الفيلم مُهددا بعدم العرض، حتي منحه ناصر قبله الحياه ووافق علي عرضه بعدما شاهده، مؤكدا انه والضباط الاحرار ليسوا عصابه حتي يظن الناس ان عتريس ورجاله رمزا لهم.

 ومن افلامه ايضا "الخائنه"، "السمان والخريف"، "الليالي الطويله"، وكُلها مع الفنانه ناديه لطفي، اما اخر افلامه فكان دوره في فيلم "حد السيف" وفيه جسد معاناه موظف الحكومه الذي يحارب الفساد، فمهما بلغت درجته الوظيفيه، يعاني في ظل ارتفاع تكاليف الحياه، الامر الذي دفعه للعمل كعازف قانون مع راقصه، والفيلم من انتاج بطله العمل نجوي فؤاد.

كما قدم فيلم "فجر الاسلام"، "الشحات"، "طائر الليل الحزين"، "اغنيه علي الممر"، "زوجتي والكلب"، "فارس بني حمدان"، "ابناء الصمت"، "امواج بلا شاطيء"، ويعد فيلم "ليل وقضبان" واحدا من اهم الافلام التي قدمها للسينما المصريه مع الفنانه سميره احمد والفنان محمود ياسين.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل