المحتوى الرئيسى

المشهد السياسي التونسي.. من الغالب ومن المغلوب؟

04/25 11:45

يعيش المشهد السياسي التونسي بعد الانتخابات التشريعيه والرئاسيه الماضيه تحولات ملحوظه تمثلت بالخصوص في موجه الاستقالات التي ضربت بقوه بعض الاحزاب الصغيره التي انهزمت في الانتخابات ولكن ايضا من خلال الازمات الداخليه التي كادت تزعزع استقرار بعض الاحزاب الفائزه في الانتخابات علي غرار حركة نداء تونس.

ففي الايام الماضيه شهد حزب التكتل من اجل العمل والحريات وحزب المؤتمر من اجل الجمهوريه اللذان كان شريكان لحزب حركه النهضه الاسلامي في التحالف الحكومي السابق (الترويكا) استقالات بالجمله جعلت بعض المراقبين يتوقعون ان تؤثر هذه الانشقاقات داخلهما علي مصير الحزبين اللذين لا يمتلكان امتداد شعبيا واسعا.

وقد استقال من حزب التكتل الذي يتزعمه الرئيس السابق للمجلس الوطني التاسيسي (البرلمان السابق) مصطفي بن جعفر 19 قياديا بينهم اربعه اعضاء من المكتب السياسي، فيما انسحب من المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهوريه الذي يتراسه شرفيا الرئيس السابق المنصف المرزوقي ثلاثه قيادات من المكتب السياسي.

ولم تقف ازمه الاستقالات والانشقاقات هذه عند حدود هذين الحزبين السياسيين فقد امتدت لتشمل كذلك حزب المبادرة الدستوريه الذي يتزعمه اخر وزير خارجيه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وهو كمال مرجان ويضم الكثير من الشخصيات والمنخرطين ذات المرجيه التجمعيه والدستوريه حيث استقال منه 17 قياديا.

وتحاول بعض قيادات هذه الاحزاب السياسية ان تقلل من خطوره هذه الاستقالات علي مصيرها السياسي وتموقعها في الخارطه السياسيه، مشيره الي انّ جميع الاحزاب في البلاد بما فيها تلك الاحزاب البارزه تعيش في بعض الاوقات حاله طبيعيه من الاستقالات وايضا من الانخراطات الجديده بشكل يجعلها احزابا تجدد حياتها باستمرار.

في هذا السياق يقول عضو المكتب السياسي في حزب التكتل من اجل العمل والحريات محمد بالنور لمصر العربيه ان الاستقالات التي شهدها حزبه لا تمثل اي خطر علي وجود الحزب بالساحه السياسيه، مؤكدا بانّ بقاء حزبه يعتمد علي اولئك المستقيلين وانما علي هياكله ومؤسساته وقياداته النشيطين ومنخرطيه وامتداده في المجتمع.

واضاف بالنور بان الاستقالات لم تستثن اي حزب في المشهد السياسي بما فيها ابرز الاحزاب مثل حركة النهضة الإسلامية وحركه نداء تونس، موضحا في نفس الوقت بان تلك الاستقالات التي ضربت حزبه كانت نتيجه لتباين في الرؤي والمواقف بين قيادات الحزب وهو امر يراه طبيعي ولا يؤثر علي مستقبل الحزب السياسي وتموقعه.

ويقول هذا المصدر انّ حزبه خلافا للانتقادات التي وجهها المستقيلون عمل علي تشبيب اطاراته وقياداته ولم يقص اي طرف من تبوئ مراكز متقدمه في صلب الحزب، كاشفا عن تجديد الكثير من القيادات علي مستوي المكتب السياسي للحزب عقب اجراء انتخابات داخليه امس الاثنين وهو امر اعتبره ايجابي لاعاده لم شمل الحزب.

واضافه الي تصريحات هذا المسؤول بحزب التكتل قلل مسؤولون في حزب المؤتمر من اجل الجمهوريه الذي شهد مؤخرا ثلاثه انسحابات من مكتبه السياسي (تمثلت في انسحاب كل من وزير المراه السابقه سهام بادي ووزير التجاره السابق عبد الوهاب معطر والنائب السابق سمير بن عمر) من تاثير ذلك علي صيروره الحزب وتماسكه.

وفي محاوله لتقليل وقع الانسحابات علي الحزب الذي كان حليفا قويا لحركه النهضه قال الامين العام للحزب عمدا الديامي لمصر العربيه ان "تلك الانسحابات هي مجرد تخل طوعي من قبل بعض القيادات عن مسؤولياتهم بالمكتب السياسي من اجل فسح المجال امام كفاءات شبابيه لتولي مسؤوليه تغيير صوره الحزب واصلاح هياكله".

ويقول الدايمي ان حزبه بالرغم من انه شهد سابقا استقالات مدويه وتفرع عنها حزبين صغيرين بعد استقاله ابرز قياداته مثل محمد عبو وعبد الرؤوف العيادي، يمتلك وزنا مهما بالمشهد السياسي التونسي وان تراجعه في نتائج الانتخابات التشريعيه الماضيه دفعته الي عقد مؤتمر استثنائي لتقييم ادائه ووضعه علي سكه الاصلاح والتجديد.

وبالرغم من ان الازمات الحزبيه طالت حتي الاحزاب الكبري في البلاد علي غرار ما حصل من استقالات سابقه في حركه النهضه الاسلاميه بعد تقاربها مع حزب نداء تونس المحسوب علي النظام السابق وكذلك الهزات والازمات التي شهدتها حركه نداء تونس والتي كادت تزعزع استقرارها بعد تشكيل الحكومه فان هذه الاحزاب تبدو متماسكه.

يقول كمال بن رمضان عضو مجلس شوري حركه النهضه الاسلاميه لمصر العربيه انّ حزبه استفاد كثيرا من التقاليد المعمول بها داخل الحزب بحل الخلافات الداخليه بالحوار ومقارعه الراي بالراي الاخر والاحتكام الي مؤسسات الحركه مثل المؤتمر ومجلس الشوري وفض الخلافات بطريقه ديمقراطيه عن طريق التصويت ومن ثمه تبني قرارات تلك المؤسسات من كافه اعضاء الحركه.

ويضيف بان الاحزاب التي شهدت موجه عاتيه من الاستقالات علي غرار حزب التكتل كان امرا طبيعيا بدعوي انه يضم داخله فسيفساء من التيارات الفكريه التي تحوي قيادات تنتمي الي اقصي اليمين وقيادات تنتمي الي اقصي اليسار اضافه الي غياب تقاليد اداره الخلافات السياسيه بين اعضائه بالاحتكام الي مؤسسات وهياكل الحزب والانضباط الي تبني القرارات التي تصدر عن تلك المؤسسات.

ومن وجهه نظر المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي فان الاستقالات الاخيره التي شهدتها بعض الاحزاب السياسيه جاءت علي خلفيه نتائج الانتخابات التشريعيه الماضيه، مشيرا الي ان تلك الاستقالات تبدو له طبيعيه بحكم الهشاشه التنظيميه لتلك الاحزاب وضعف امتدادها والاستياء الشعبي الحاصل من ادائها بسبب تحالفها مع حركه النهضه الاسلاميه في اطار الائتلاف الحاكم السابق.

ويقول الحناشي لمصر العربيه ان فوز حزب المؤتمر وحزب التكتل في انتخابات المجلس التأسيسي لسنه 2011 لا يعبر حقيقه عن حجمهما بالمشهد السياسي بدعوي ان فوزهما السابق كان في لحظه فارقه مرت بها البلاد بعد الثوره وتميزت بوجود فراغ تنظيمي وحزبي والذي كان نتيجه لوجود حاله من التصحر السياسي التي فرضها النظام السابق.

ومع انه ركز علي ان الاستقالات التي هزت اركان حزبي المؤتمر والتكتل كانت نتيجه لحاله عدم الرضا عن الحزبين بسبب دخولهما في تحالف مع حركه النهضه في حكومه الترويكا السابقه، فانه لفت ايضا الي ان الانسحابات التي عرفها حزب المؤتمر كانت نتيجه لوجود صراعات خفيه داخل الحزب بعد مبادره رئيس الشرفي المنصف المرزوقي بتشكيل حزب جديد يدعي "حراك شعب المواطنين".

ويري الحناشي بان الاستقالات التي ضربت مثل هذه الاحزاب لا تعكس افاقا سياسيه مزدهره بالنسبه اليها، موضحا بان وجودها يبقي هشا في ظل وجود اصطفاف شعبي في تونس وراء ثلاثه او اربعه عائلات سياسيه كبري تمثله حركه نداء تونس الذي يضم في صفوفه تيارات تجمعيه نقابيه ويساريه ومستقله، وحركه النهضه ذات المرجعيه الاسلاميه وائتلاف الجبهه الشعبيه التي تضم مكنونا يساريه وقويمه مختلفه والعائله الديمقراطيه الاجتماعيه.

لكنه يقول بان التاثير السياسي للعائله الديمقراطيه الاجتماعيه سيبقي محدودا بحجه انها لا تمتلك شعبيه كبيره اضافه الي وجود صراع زعماتي بين قيادات بعض الاحزاب الصغيره قال انه قد يعطل انصهارها في جبهه موحده، مشيرا الي الاحزاب التي تنتمي لهده العائله اخفقت قبل الانتخابات الرئاسية السابقه في تزكيه واحد من قياداتها لخوض السباق الرئاسي الذي شهد ترشحات كثيره.

اما بالنسبه لمستقبل حركه النهضه الاسلاميه وحزب حركه نداء تونس فيقول انه يتوقع ان يستمر الحزبان في قياده المشهد السياسي رغم وجود خلافات في داخلهما، مشيرا الي انّ حركه النهضه لديها مقومات حزب معاصر بفضل مؤسساتها وهياكلها في حين يستمد حزب نداء تونس قوته خاصه بفضل فكره الهدف من تاسيسه كحزب يحقق التوزان مع حركه النهضه كحزب سياسي بديل.

الرئيس التونسي يكلف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومه

"الصيد" مهندس الامن والاقتصاد مرشحًا لرئاسه حكومة تونس

"نداء تونس" يقترح رسميا الحبيب الصيد رئيسا للحكومه

مصدر بنداء تونس: النهضه لن تشارك في الحكومه المقبله

صحيفه هنديه: ديمقراطيه تونس "علامه فارقه" للعالم العربي

السبسي يغادر رئاسه "نداء تونس" بعد يومين

السبسي: ساضمن الحريات.. ولم نفكر بعد في التحالف مع "النهضه"

"نداء تونس": لدينا الاغلبيه لتشكيل الحكومه و"النهضه" اختارت المعارضه

فيديو..احتدام المنافسه بين المرزوقي والسبسي بتونس

المرزوقي: مستعد للتعامل مع حكومه "ندائيه"

الاصلاح العربي: حكومه الوحده تنقذ تونس من الثوره المضاده

المعطيات التونسيه تقود لحكومه وحده وطنيه

النهضه التونسيه وقعت ضحيه ثوره التطلعات الاقتصاديه التي اطلقتها

السبسي : الغنوشي هناني بالفوز بالانتخابات التشريعيه

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل