المحتوى الرئيسى

ميدل إيست آي: حروب الشرق الأوسط " سبوبة" الغرب الاقتصادية

04/25 11:41

" السلام لا يدفع الفواتير: التربح من الحروب في الشرق الاوسط،" هكذا عنون شريف نشاشيبي الصحفي المقيم في لندن ومحلل الشئون العربيه مقاله له في صحيفه " ميدل ايست اي " البريطانيه والتي راح يسلط فيها الضوء علي استغلال القوي الكبري في العالم للصراعات في المنطقه بهدف جني المليارات من صفقات بيع الاسلحه للاطراف المتناحره.

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في التاسع من ابريل الجاري ان بلاده سوف تدعم اي دوله في الشرق الاوسط تشعر  بتهديدات من ايران، مؤكدا علي ان واشنطن لن تقف مكتوفه الايدي اذا ما سعت طهران الي زعزعة الاستقرار في المنطقه.

ومن السذاجه الاعتقاد بان هذا نوع من " الايثار الامريكي". فالمساله برمتها تتعلق بالفوائد الاقتصاديه التي تتاتي من ذلك، ولاسيما في شكل مبيعات الاسلحه.

فالحرب في النهايه- او حتي مجرد التهديد بها- عمليه مربحه ولاسيما بالنسبه لموردي الاسلحه.

ان صادرت الاسلحه تقدم فوائد اقتصاديه كبيره جدا، والتي يمكن ترجمتها الي " فوائد سياسيه، محليا ومن حيث ممارسه النفوذ والتاثير مع العملاء".

وتعد منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا منذ فتره طويله مسرحا للتصارع والتقاتل- والتي غالبا ما تندلع علي جبهات عده- بين معظم الاسواق المربحه.

ومع ذلك، زادت وتيره شراء الاسلحه حتي بلغت مستويات صاروخيه في السنوات الاخيره في الوقت الذي تتنامي فيه الاضطرابات والقلاقل وتنشب الحروب بين الدول او حتي الصراعات الاهليه داخل الدوله الواحده.

وتحتل الولايات المتحده الامريكيه تقريبا نصف مبيعات الاسلحه الي دول الشرق الاوسط، تليها روسيا ثم المملكه المتحده.

وقفزت مبيعات الاسلحه الي الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي بنسبه 71% خلال السنوات الخمس الماضيه، لتمثل بذلك ما نسبته 54% من واردات الشرق الاوسط. واصبحت السعوديه والامارات تمثلان ثاني ورابع اكبر مستورد للاسلحه في العالم علي الترتيب.

في غضون ذلك، تحتل كل من الجزائر وجارتها المغرب  المركزين الاول والثاني علي الترتيب في قائمه اكبر الدول المستورده للسلاح في افريقيا، حيث زادت واردات الثانيه بمعدل 11 مره خلال الفتره ذاتها.

وقال بيتر ويزمان كبير الباحثين في معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام ان " الدول الخليجيه، جنبا الي جنب مع مصر والعراق واسرائيل وتركيا... من المقرر ان تتلقي طلبيات كبيره لشراء الاسلحه في السنوات المقبله."

فالدول التي طالما تعالت صرخاتها لادانه الصراعات الاقليميه- الولايات المتحده وروسيا والصين والدول الاوروبيه-  هي نفسها التي تغذي وتشعل فتيل تلك الصراعات من خلال بيع اسلحه بمليارات الدولارات الي الاطراف المتناحره.

وبناء عليه فان التظاهر بالولاء لطرف علي حساب الاخر او حتي المطالبه باتباع السبل الدبلوماسيه ما هي الي نفاق يخفي خلفه حقيقيه واحده مفادها ان الحرب ما هي الا "بزنس" تسعي  الدول الكبري الي جني المليارات من ورائه.

ان موردي السلاح يحصلون علي اكبر قدر من الفائده من زعزعه الاستقرار والاضطرابات في هذه المنطقه او تلك من العالم، وهو السبب الكافي لحض الدول المتصارعه علي شراء الاسلحه من الدول الكبري وبكميات ضخمه.

فالولايات المتحده، علي سبيل المثال لا الحصر، كانت الرابح الاكبر من الحرب الايرانيه-العراقيه في ثمانينيات القرن الماضي- حيث قامت بتسليح الطرفين لتشعل بذلك نار حرب استمرت علي مدار عقد من الزمان تقريبا.

وبالمثل، فان الربيع العربي والتوترات الايديولوجيه بين الدول العربية السنيه وايران حققت بلا ادني شك طفره اقتصاديه للدول الكبري التي تمسحا دموعها – الاشبه بدموع التماسيح- بـ يد وتوقع بالاخري عقود الاسلحه مع اطراف الصراع.

ولعل احدث مثال علي ذلك يتجلي في "عاصفه الحزم" التي قادتها مؤخرا المملكه العربيه السعوديه علي معاقل الحوثيين في اليمن.

وقد استفادت صناعه الاسلحه الروسيه من الاضطرابات في كل من مصر وسوريا، بالاضافه الي التهديدات الامريكيه والاسرائيليه بشن عمل عسكري محتمل ضد ايران، حيث زادت صادرات الاسلحه الروسيه الي دمشق منذ اندلاع الثوره بها في مارس 2011.

وفي الوقت ذاته، تعد موسكو هي المزور الرئيسي للسلاح الي طهران التي تشهد تنامي مضطردا في نفقات التسليح في ظل تورطها الواضح في الصراعات الدائره في سوريا والعراق. وقامت روسيا مؤخرا بتسليم ايران نظام صواريخ " اس-300" المتطوره جدا، بالرغم من اعتراضات واشنطن وتل ابيب القويه.

وتستفيد روسيا ايضا من فتور العلاقات المصريه-الامريكيه في اعقاب الخفض الجزئي جانب واشنطن للمساعدات العسكريه التي تمنحها للقاهره علي خلفيه وسائل القمح التي تتبعها السلطات المصريه ضد المعارضين، ما جعل مصر التي تشهده تصاعدا في وتيره العنف- ولاسيما في سيناء- تولي وجهها سريعا الي الدب الروسي لملء الفراغ الذي احدثته واشنطن.

وما بين هذا وذاك، تتنافس الولايات المتحده وروسيا علي بيع الاسلحه الي العراق التي تخوض حربا دروس ضد مسلحي تنظيم الدوله الاسلاميه المعروف اعلاميا بـ " داعش". و زادت مبيعات الاسلحه الامريكيه الي بغداد بمعدل ثلاثه اضعاف في العام الماضي الي 15 مليارات دولار.

وفي النهايه، فان السلام والهدوء في منطقه الشرق الاوسط وشمال افريقيا هي مساله غير مربحه بالطبع للقوي الكبري. وبالطبع لن يقول موردي الاسلحه ذلك، ولكن السلام لا يدفع الفواتير.

اضغط هنا لمتابعه النص الاصلي

ميدل ايست اي: الطائفيه تنعش تجاره الاسلحه في الشرق الاوسط

اوكسفام: سباق التسلح يكبد افريقيا 18 مليار دولار خسائر سنويا

بلومبرج: مليارا دولار زياده في الانفاق العسكري لالمانيا العام المقبل

معهد ستوكهولم: 71% زياده في صادرات الاسلحه للدول الخليجيه

وول ستريت جورنال: الموازنه الدفاعيه للصين تشعل فتيل التوترات الاقليميه

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل