المحتوى الرئيسى

دمشق تحيي مئوية "الإبادة الأرمنية"... رسائل إنسانية، وسياسية تستقي مفرداتها من الزمان والمكان

04/25 03:40

دمشق، سوريا (CNN) --  بقدّاسٍ صباحي، واخر مسائي؛ احيا أرمن سوريا في دمشق، ذكري مرور مائه عام علي اباده ما يقدر بمليون ونصف من اجدادهم، علي يد السلطات العثمانيه، الجمعه.

القدّاسان اقيما بمطرانيتي الأرمن الأرثوذكس مساءً، والكاثوليك مساءً، وتلا القداس الاخير، اقامهُ حفلٍ نظمّه الشباب الارمني، وحضرته شخصيّات سوريّه، ثقافيه، واعلاميه، وسياسيه، استعادوا فيه عبر كلماتهم ذكري "مجازر العثمانيين"، وانشدت فيه الحان ارمنيه مجدّت ذكري الضحايا علي مدي قرن.

هذه المناسبه التي حضرت CNN بالعربية جانباً منها بحي "باب توما" الدمشقي، اتت ضمن سلسله فعاليات بعنوان "اتذكّر واطالب"، بدات مساء الخميس الفائت، حيث شهد احفاد ضحايا الاباده الارمنيه السوريون، في مطرانيه الارمن الارثوذكس بالعاصمه السوريه، نقل مراسم تطويب شهداء "المجازر العثمانيه"، ورفعهم الي مراتب القديسين بنقل مباشر عبر شاشات التلفزه من كنيسه "ايتشميادزين" التاريخيه بارمينيا، وقرعت جميع كنائس الشام اجراسها، مائه مرّه عند تمام الساعه السادسه والربع مساءً تخليداً لارواح الضحايا، بينما اطلقت محافظة دمشق علي الساحه المجاوره للمطرانيه، والواقعه عند قوس "باب شرقي" التاريخي؛ اسم "ساحه شهداء الاباده الارمنيه"، تمهيداً لوضع حجر الاساس يوم الاحد المقبل، لنصبٍ تذكاري خاص سيتم تشييده لاحقاً بالسّاحه.

وفي مساء اليوم ذاته (الاحد) سنتطلق مسيره لفرق الكشّافه الارمنيه، تحمل الشموع، من "كنيسه الصليب" بحي "القصّاع" حيث احتضنت هذه المنطقه، اولّ مخيمّات المهجرين الارمنيين، وصولاً الي مقر "مطرانيه الارمن الارثوذوكس" بـ "باب شرقي". 

عند مدخل قاعه الصلاه بمطرانيه "الارمن الكاثوليك" (الجمعه) استقبلت السيدّات الحضور، بوضع شاره التضامن مع ذكري "الاباده المئويه" علي صدورهم، وتحمل الشاره شعار المناسبه، علي خلفيه زهرهٍ بنفسجيه من خمس بتلات، تشير الي قارّات العالم الخمس التي يتنشر فيها الشعب الارمني.

تنقلنا بين قاعه الصلاه لحضور القدّاس، وساحه المطرانيه، التي امتلات بالحضور، ووسائل الاعلام، بينما كان افراد فرق الكشّافه الارمنيه من شرائح عمريه مختلفه،  يستكملون تحضيراتهم لعرضٍ قصير، يسبق الحفل المنتظر.

وخلال انتظارنا للحفل، تبادلنا الحديث مع  الدكتور الصيدلاني رافي بكرجيان، حول المناسبه، ليروي لنا قصّه والد جدّه "ابو سركيس" الطبيب الشعبي الذي تمتّع بشهرهٍ واسعه في "حوران"، بعد ان وصل الي جنوب سوريا هارباً، بعمر الـ13 عاماً تقريباً، وهو الناجي الوحيد من عائلته التي تعرضت للاباده علي يد "العثمانيين" في "سيس عاصمه "مملكه كيليكيا الارمنيه".

يعرفّ بكرجيان عن نفسه باّنه "مواطن سوري من اصل ارمني"، ولد في دمشق، وكذلك والده الذي تزوّج بـ"عربيّه"، تعلّم الولد من والدته اللغة الأرمنية، امّا قصص الاباده الارمنيه فحفظها الحفيد عن ظهر قلب، كما رواها له "جدّه العربي."

رافي بكرجيان اعرب لـ CNN بالعربيه عن فخره بانّه اصبح من احفاد "القديسين" بحسب مراسم التطويب الاخيره، وقال انّ "هذا يزيد من تمسكّي بالهويه القوميه الارمنيه، واصراري علي المتابعه بالنضال في قضيّه شعبي، وهي قضيّه حق."

 علي المستوي الرسمي ارسلت الحكومه السوريّه وفداً رسميا للمشاركه في "مئويه الاباده الجماعيه الارمنيه"، بعاصمه ارمينيا، "يريفان"، تراسه محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب السوري، للتعبير عن ادانه سوريا لـ "الاباده الجماعيه "التي تعرض لها الشعب الارمني علي يد "السلطنه العثمانيه".

وبينما ترفض تركيا المعاصره توصيف ما حدث مع الارمن علي يد العثمانيين، قبل مئه عام بالـ "الاباده"؛ يري محللون انّ المشاركه الرسميه السوريّه في احياء "مئويه الاباده الجماعيه الارمنيه"، ربمّا تنطوي علي توجيه رساله قاسيه للحكومه التركيه التي تناصبها العداء العلني، وسط اتهاماتِ دمشق لانقره بالتدخل سلباً في مجريات الحرب التي تشهدها سوريا، وامداد المعارضين السوريين بالسلاح، واحتضان حكومه اردوغان لانشطتهم السياسيه والعسكريه، انطلاقاً من الاراضي التركيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل