المحتوى الرئيسى

سليمان تقي الدين يترجل: سنتابع.. على الطريق!

04/25 01:08

... ولقد شَيَّعناك في الرحله الاخيره، ايها القلم المشع فكراً وثقافهً واصراراً علي ان نكسر حواجز التخلف والتعصب، ومَن جعل كتابته نوراً يهدي الي الغد الافضل: كان العديد من رفاق نضالك يتحلقون من حولك في دائره الحزن وتلمع عيونهم بالاصرار علي اكمال الرساله بالحفر في قلب الصعب.

كانت بعقلين دامعه وقد ازدحم بيتها بمن باغتهم رحيلك المؤقت.

لقد اضفت اليها مكتبه من نتاجك المشع، محتلاً مكانتك بين السلف الصالح من جدودك وابناء عمومتك الذين اعطوها، بل اعطونا جميعاً، من فكرهم ونتاج عقولهم، في الفكر السياسى كما في الفقه، وفي الادب والنقد الاجتماعي... لكان اسرتك، ال تقي الدين، مؤسسه فكريه ـ ثقافيه تحترف انتاج الجديد المختلف من الكتب المرجعيه ونشرها اعمده من نور علي طريق اجيالنا الجديده.

وكنا، اسرتك في «السفير»، نلتف من حول جثمانك معتزين باننا زاملناك فصادقناك وصرت منا وصرنا معاً نجتهد في زرع مصابيح الكلمه المشعه علي الطريق، نحاول قهر الظلمه والتعصب وترسبات عصور القهر الاستعماري والعمي الطوائفي والمذهبي.

رافقناك وقد ترجلت وواكبناك في الرحله الاخيره واجمين: لقد رحلت باكراً ايها الذي لم يسقط قلمه من يده، ولم يهجره الايمان بقدرتنا علي التغيير نحو الافضل؛ استحال الحزن صمتاً عميقاً، ثم سمعناك تهتف من داخل نعشك: هيا الي العمل، لا تتوقفوا، تابعوا الطريق الي منتهاه.. اقهروا الضياع والتخاذل وشهوه السلطه، انظروا الي الناس من حولكم والتيه يكاد ياخذهم بعيداً عن انفسهم. قاتلوا بالفكر، بالكلمه البكر، بكشف الزيف والتزوير والتخلف، واجهوا الطائفيين والعنصريين وتجار الشعارات ذات الدوي الذي يعكس الفراغ فيها.

بعقلين في حداد، يا سليمان، وكذلك المنتديات الفكريه والثقافيه ومنابر التنوير.

علي اننا سنحملك في ضمائرنا وفي اقلامنا، وسنحاول ان نكمل ما بدات. لقد تعلمنا معك ومنك الكثير.. وسنحاول تعويض «السفير» غيابك عنها باستذكارك دائماً فيها.

نم هانئاً ايها الفارس الذي لم يقدر له ان يكمل رحلته الي اهدافه ـ الامنيات: ستظل معنا وفي عقول مقدريك نموذجاً للرجل الصلب بفكره المشع وثباته الجبار علي مبادئه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل