المحتوى الرئيسى

محمد رفعت الدومي يكتب: بلطاي – مرسي! | ساسة بوست

04/24 18:42

منذ 32 دقيقه، 24 ابريل,2015

للدم الملكيِّ في قصه العالم مساحات رحبه ليس من الصعب ان نلمس هيمنه الطابع الاسطوري علي فصولها، من السهل ايضًا ان نراقب من مكان قريب ذلك الاتفاق المريب علي انه دمٌ مقدس وهو يتحرك عبر الزمن من اقصي بقعه في العالم القديم الي اقصي بقعه في الجانب الاخر من العالم القديم، هذا كان سببًا لائقًا لان يصل الي الحكم عددٌ لا يحصي من النبلاء المزدحمين بالامراض تعقيبًا علي زواج الاقارب!

بمرور الوقت، عندما ادركوا ان الشك صِحّيّ تجرا العوام علي التجديف في ملوكهم حتي الخوض في اعراضهم، واكتظت حناجرهم علنًا بالظنون حول ما كان يدور خلف اسوار القصور الملكيه المغلقه علي المؤامرات والدسائس والفضائح الاخلاقيه، كما تبدد ايمانهم تدريجيًا بقداسه دمائهم او تميزها؛ انذاك، صار الدم الملكيّ رَحِمًا ملائمًا لتربيه الاساطير، اسطوره الكاس المقدسه هي الاهم علي الاطلاق!

لقد عششت في عقول العوام الي حد انفق عنده الكثيرون منهم في البحث عن الكاس الضائعه اعمارهم، والي حد لا يوجد عنده اوروبي واحد او اوروبي الجذور واحد لا يعرف اسطوره الكاس التي يقولون ان قطراتٍ من دم المسيح وضعت فيها!

ما من شك في ان الكنيسه لعبت دورًا كبيرًا في حراسه الاسطوره حيه في عقول اتباع البابا، بل، لسخافه بنائها وعدم احترامها للمنطق اغلب الظن ان الكنيسه هي المصدر الجذريَّ لاختلاقها، فمن يبني كل معرفته علي كتاب واحد ليس من المستبعد ابدًا ان يوكل الي الكاس مهامًا مثل خدمه الملوك واعداد الطعام لهم وقتال اعدائهم!

كل هذه المهام المرهقه وما زلت اتكلم عن كاس يا ساده، ولست ادري ما الذي حال بين هؤلاء السطحيين وبين ان يضيفوا الي كل هذه المهام مهامًا يحتاجها الملوك ايضًا، كتربيه الاطفال وغسل الاسنان عند الاستيقاظ من النوم وارضاء الملوك في الفراش!

لحسن الحظ، لم يدر انذاك ببال الكهنه ان طفلاً سيولد في “انجلترا” ليتخذ من الاسطوره حجرًا يبني عليه روايته الجلل “شيفره دافنشي” فيطعن بها الظاهره البابويه في الصميم، “دان براون” طبعًا!

لقد الحق “براون” بعقول قرائه ظنونًا مستديره بان “مريم المجدليه” هي الكاس المقدسه، وبانها كانت زوجه لـ “يسوع” ووعاءً لذريته، كما كانت يهوديه يجري في اوردتها دمٌ ملكيٌّ احتاجه المسيح ليكون ملكًا شرعيًا لليهود، وسوف لا استسلم لحذر الحكايه واؤكد ان في الاناجيل التي اعتمدتها الكنيسه، وبشكل اكثر عمقًا في الاناجيل التي تصنفها كاناجيل منحوله، ما يجعل كل ما ذهب اليه الرجل جديرًا بالاحترام!

لا اعرف حتي الان شيئًا عن ملابسات استقدامهما للقيام بالمهمه، لقد تجاوز الرجلان روايه “علي احمد باكثير” بكثير، فما لم يعرف ان مخرج الفيلم “اندرو مارتون” امريكي ولد في “المجر” وان سيناريو الفيلم للاوروبي “روبرت اندروز” لن يعرف كل من شاهد او سوف يشاهد فيلم “وا اسلاماه” من اين يهبُّ ذلك الحضور الذي يتركه تحديدًا في الذاكره “بلطاي”، او، “فريد شوقي”، كما “جهاد”، او، “لبني عبد العزيز”!

فالفيلم ليس الا قصه اخري من قصص الدم الملكي والبحث عن الكاس المقدسه، لو لم يكن الامر هكذا، فمتي كان المغول علي وجه الخصوص يحترمون شرعيه غير شرعيه المعركه لكي ينسق “بلطاي” كل تلك المكائد ويبذِّر كل ذاك الجهد والسنوات للبحث عن “جهاد”؟

“سلامه” يفر من “خوارزم” بالاميره “جهاد” وريثه العرش و”محمود” بعد مقتل السلطان، وهو، عندما يتوقع وصول المغول الي “جهاد” وابن عمها يبيعهما كالرقيق بعد ان ينقش خاتم المُلك علي ذراعيهما!

وترسلهما الصدفه الي مصر، فتصير “جهاد” جاريه في قصر “شجر الدر”

و”محمود” قائدًا لمماليك “عز الدين ايبك”، مع ذلك، يعثر “سلامه” علي “جهاد” قبل “بلطاي” الذي كان يحاول العثور عليها ايضًا!

يرتبك الافق المملوكيُّ فجاه، حزمه من الاغتيالات والخيانات والدسائس يصبح بعدها “محمود” سلطانًا ينتصر في النهايه علي المغول في “عين جالوت” ويثار لعائلته، لم يقل الفيلم بالطبع ان صديقه “بيبرس” قد اغتاله عما قليل من نهايه المعركه!

لم اشاهد “وا اسلاماه” منذ سنين، مع ذلك، طرا “بلطاي” علي ذاكرتي من كل جانب عند حادثتين كلتاهما تتعلق بـ “د.مرسي”:

الاولي، عندما انتشر ايام “د.مرسي” خبر العثور علي حمامه تحمل في رجلها رساله، تصورت، للحظه، تحت ضغط الخبر، كعاده الاخبار الغريبه المباغته، انها الحمامه التي ارسلها “بلطاي” بخبر موت “شجر الدر” ولم تصل!

عقب صدور الحكم علي “د.مرسي” ضحكت، ليس فقط لان الحكم غريبٌ، انما لانني كنت اتوقع حكمًا بالاعدام، ولانني، تذكرت تغريده ترددت كثيرًا علي تويتر (ليله الاتحاديه) تصلح وحدها دليلاً علي هزليه المحاكمه من الجذور، هذه هي:

(بيان من مدينه الحرفيين: تم رد رفرف سياره السيد الرئيس ع البارد وجاري شراء زجاج استيراد عشان التوكيل غالي).

اين هو استعرض القوه اذًا؟

تذكرت ايضًا “بلطاي”، صرتُ اتفهم دوافعه للبحث عن الدم الملكي اكثر من اي وقت مضي، تفهمت ايضًا تمسك الاخوان المسلمين بعوده “د.مرسي” الي هذا الحد، انه الدم الملكي الذي في حوزتهم فعلاً، مصدر قوتهم، كاسهم المقدسه، بل الكاس المقدسه لثوره 25 يناير، علي الاخرين ان يستوعبوا هذه البديهيه ونقاط الالتقاء بعد ذلك كثيره، او، عليهم ان يشاهدوا فيلم “يا نحب يا نقب” السخيف، وان يتوقفوا طويلاً عند مقوله “د.عباده”، او، الفنان “محمد متولي”، وهو يبرر اكراه رفقاء المدرج الذين ما زالوا طلابًا علي النجاح:

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل