محمد أحمد محمد يكتب: قصص الحب في “قصر أوجيني” | ساسة بوست

منذ 5 دقائق، 24 ابريل,2015

ما ان تلج بقدميك ردهه الفندق التاريخي، حتي يحتضنك الشعور بالدفء الذي يسيطر علي المكان، فكل غرفه وكل منطقه فيه تحمل قصه للعظماء والمشاهير؛ فبين اروقته تنقل المخادع الانجليزي الكبير تشرشل، واحتضنت احدي غرفه البطل مونتجمري قائد الحرب العظمي الثانيه، وفيها من قصص العشق والغرام المفعمه بالاحاسيس المرهفه، والتي تضفي عليها اطلاله الاهرامات مذاقًا خاصًا.

فندق مينا هاوس او استراحه الخديوي إسماعيل او قصر اوجيني، كل هذه اسماء تطُلق عليه، الذي احتوت جنبات غرفه مزيجًا من قصص العشق التي مازالت جدرانه شاهده عليها، فهنا كان يلتقي “احمد حسنين” باشا بالمطربه اسمهان، وهنا اجتمع عمر الشريف بالفاتنه فاتن حمامه، وفيه دفن الخديوي اسماعيل حبه للامبراطوره الفرنسيه اوجيني، وفيه قضت كاتبه الجريمه الاشهر في العالم “اجاثا كريستي” لياليَ وايامًا وهي تكتب روايتها الاشهر علي الاطلاق “جريمه في وادي النيل”.

بناه الخديوي اسماعيل باشا في عام 1969، ليكون استراحه له ولاسرته اثناء رحلات الصيد التي كان يقوم بها في الفيوم، وكانت تلك الربوه من انسب الاماكن واجملها علي الاطلاق، وزوده بحدائق رائعه ذات روائح عطريه جميله، ومساحات خضراء شاسعه، وقد شهد حفل افتتاح قناه السويس والذي ظل لمده 30 يوما متصله، وكانت من بين الحضور امبراطوره فرنسا “اوجيني” زوجه الامبراطور نابليون الثالث الذي تركته في فرنسا وحضرت هي احتفالات الافتتاح، وقد افتتن بها الخديوي اسماعيل، وشهد القصر اولي حالات العشق “الممنوع”، فلا الخديوي صارحها بحبه، ولا هي كانت تستطيع مجاراته، رغم انها ظلت علي اتصال بالفندق حتي وفاتها.

شهد فندق مينا هاوس اول شهر عسل بين الزوجين البريطانيين “فريدريك وجيسي هيد” اللذين اشتريا القصر في عام 1883 من الخديوي توفيق لحاجته للمال، وذلك الثري الانجليزي فريدريك هو الذي اعطي استراحه اسماعيل اسمها الحالي، فقد اطلق عليه اسم “مينا” نسبه للفرعون المصري العظيم.

توالت علي الفندق اسره انجليزيه اخري اشترته في عام 1885، وحولته الي فندق، واطلقت عليه اسم “مينا هاوس”.

شهد الفندق قصه غراميه عنيفه بين رئيس الديوان الملكي “أحمد حسنين باشا”، والمطربه الشهيره “اسمهان”، وبحسب العاملين في الفندق، كان الباشا يلتقي باسمهان في احدي غرف الفندق؛ كان حسنين باشا يجذب السيدات اليه باناقته ووسامته، وكانت اسمهان من بين معشوقاته الكثيرات، وقد اتفق علي الزواج ولكن وقفت تطلعات حسنين باشا حائلا دون ذلك، فقد تقرب العشيق الي الملكه الام “نازلي” والده الملك فاروق، وتزوجته سرا، وهذا جعل اسمهان تتزوج من الممثل والمنتج أحمد سالم انتقاما من احمد حسنين باشا.

ولكن حسنين باشا اعترف لها انه يحبها وان زواجه من الملكه الام لا يهدف الا للمصلحه فقط – وبحسب الوقائع فان الملك فاروق هو الذي عرف اسمهان بخبر زواج حسنين باشا لانه كان يعلم قصه الحب بينهما، وكان فاروق يشتهي المطربه الفاتنه، لذا قام بتسريب خبر زواج حسنين باشا من والدته – وقد عاد حسنين باشا ليثبت لاسمهان انه مازال يحبها، وتطورت الاحداث حتي كاد زوجها احمد سالم ان يقتلها بان اطلق عليها الرصاص حتي لا تذهب لحسنين باشا “فندق مينا هاوس”؛ حتي انه شاعت في تلك الفتره، ان اسمهان ماتت مقتوله غرقا في الترعه عام 1944 بدافع انتقامي من احمد سالم، طليقها في ذلك الوقت.

علي ارض الفندق، كان يقضي عمر الشريف الوسيم مع فاتنته “فاتن حمامه” اياما يستجمان فيها، ويعيدان ذكريات الغزل والحب.

احتضن الفندق قصه الحب الملتهبه بين “عبد الحليم حافظ والجميله مريم فخر الدين” في الفيلم الشهير “حكايه حب” والذي امسي من كلاسيكيات السينما لما فيه من عشق وحب ووفاء منقطع النظير.

واحتضن الفندق عددًا من المشاهير والملوك لعل ابرزهم “رئيس وزراء انجلترا تشرشل، ولا يزال هناك جناح خاص به، والبطل القائد مونتجمري ولا يزال هناك جناح خاص يحمل اسمه، والكاتبه البريطانيه الشهيره “اجاثا كريستي” والتي خطت روايتها الشهيره “جريمه في وادي الملوك”، وفيه حضر ملك بريطانيا جورج الخامس مادبه غداء برفقه زوجته الملكه ماري عام 1909، وفيها قضي ملك البانيا “زوغنجريد” اياما، ولهذا الملك قصه نادره، فعندما جاء الي الفندق لم تتسع خزائن الفندق لمجوهراته، لذا قامت اداره الفندق بشراء خزينه خاصه له.