المحتوى الرئيسى

حقائق لا تعرفها عن «مذابح الأرمن» في الذكرى الـ100

04/24 11:53

ما يقرب من مائه عام امتلات ارض تركيا خاصه اسطنبول وما حولها بالدماء التي لم تكن تعلم يومًا ان اجسادها ستختلط بتراب الارض التي عاشت عليها، وبعد ان عاش الارمن منذ القرن الحادي عشر في ظل امارات تركيا المتعاقبه والتي كان اخرها الإمبراطورية العثمانية، وقد اعترف بهم العثمانيون كمله منفصله كامله الحقوق، وبحلول القرن التاسع عشر اصبحت الدولة العثمانية اكثر تاخرًا من غيرها من الدول الأوروبية حتي انها لقبت بـ«رجل اوروبا العجوز»، في الوقت الذي ارتكبت فيه الدوله العثمانيه ابشع جرائم الانسانيه في حق الارمن وتسببت في سيل دماء اعداد مهوله منهم، عُرفت باسم المحرقه الارمينيه والمذبحه الارمينيه او الجريمه الكبري، وتشير الي القتل المتعمد والمنهجي للسكان الارمن من قبل الامبراطوريه العثمانيه خلال وبعد الحرب العالميه الاولي، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل.

وقدّر الباحثون اعداد الضحايا الارمن بانها تتراوح بين مليون و1.5 مليون نسمه، لم تكن الجريمه قاصده مجموعات عرقيه مسيحيه اخري تمت مهاجمتها وقتلها من قبل الامبراطوريه العثمانيه خلال هذه الفتره كالسريان والكلدان والاشوريين واليونانيين وغيرهم، ويري عدد من الباحثين ان هذه الاحداث، تعتبر جزءًا من نفس سياسه الاباده التي انتهجتها الامبراطوريه العثمانيه ضد الطوائف المسيحيه.

اتهم عبد الحميد الثاني بكونه اول من بدا بتنفيذ المجازر بحق الارمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدوله العثمانيه، ففي عهده نفذت «المجازر الحميديه» حيث قتل مئات الالاف من الارمن واليونانيين والاشوريين لاسباب اقتصاديه ودينيه متعدده، وبدات عمليات التصفيه بين سنتي 1894-1896، كما قام عبد الحميد الثاني باثاره القبائل الكرديه لكي يهاجموا القري المسيحيه في تلك الانحاء.

خلال فتره الحرب العالميه الاولي قام الاتراك بالتعاون مع عشائر كرديه باباده مئات القري الارمينيه شرقي البلاد في محاوله لتغيير ديموجرافيه تلك المناطق لاعتقادهم ان هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الارمن.

كما اجبروا القرويين علي العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا باعدامهم بعد انهاكهم. غير ان قرار الاباده الشامله لم يتخذ حتي ربيع 1915, ففي 24 ابريل 1915 قام العثمانيون بجمع المئات من اهم الشخصيات الارمينيه في اسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينه.

بعدها امرت جميع الاهالي الارمينيه في الاناضول بترك ممتلكاتها والانضمام الي القوافل التي تكونت من مئات الالاف من النساء والاطفال في طرق جبليه وعره وصحراويه قاحله، وغالبًا ما تم حرمان هؤلاء من الماكل والملبس، فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شارك بها وترك الباقون في صحاري باديه الشام.

وبحسب روايه احد المرسلين الامريكيين الي مدينه الرها –انذاك- الذي قال:«خلال سته اسابيع شاهدنا ابشع الفظائع تقترف بحق الالاف.. الذين جاءوا من المدن الشماليه ليعبروا من مدينتنا.

وجميعهم يروون نفس الروايه: "قتل جميع رجالهم في اليوم الاول من المسيره، بعدها تم الاعتداء علي النسوه والفتيات بالضرب والسرقه وخطف بعضهن حراسهم.. كانوا من اسوا العناصر كما سمحوا لاي من كان من القري التي عبروها باختطاف النسوه والاعتداء عليهن.

لم تكن هذه مجرد روايات بل شاهدنا بام اعيننا هذا الشيء يحدث علنا في الشوارع".

اعداد الموتي وما بعد التهجير

يتفق معظم المؤرخين علي ان عدد القتلي من الارمن تجاوز المليون، غير ان الحكومه التركيه وبعض المؤرخين الاتراك يشيرون الي مقتل 300,000 ارمني فقط، بينما تشير مصادر ارمينيه الي سقوط اكثر من مليون ونصف ارمني بالاضافه الي مئات الالاف من الاشوريين والسريان والكلدان واليونان.

واصدرت جريده «نيويورك تايمز» في عدد 15 ديسمبر 1915 ان حوالي مليون شخص قتلوا او تم نفيهم علي ايدي الاتراك، بسبب هذه المذابح هاجر الارمن الي العديد من دول العالم من ضمنهم أرمن سوريا، لبنان، مصر، العراق، ولا يزال الارمن يحيون تلك الذكري في 24 ابريل حتي الان لا تعترف دوله تركيا بهذه المذبحه.

عندما دخل الانجليز الي اسطنبول محتلين في 13 نوفمبر 1919،اثاروا المساله الارمينيه، وقبضوا علي عدد من القاده الاتراك لمحاكمتهم غير ان معظم المتهمين هرب او اختفي فحكم عليهم بالاعدام غيابيًا، ولم يتم اعدام سوي حاكم يوزغت الذي اثم باباده مئات الارمن في بلدته.

هناك اكثر من 135 نصب تذكاري، موزعه علي 25 بلدًا، احياء لذكري الاباده الجماعية للارمن.

وفي عام 1965، في الذكري 50 للاباده الجماعيه، بدا احتجاج جماعي علي مدار 24 ساعه في يريفان مطالبين بالاعتراف بالاباده الارمينيه من قبل السلطات السوفيتيه، وتم الانتهاء من النصب التذكاري بعد ذلك بعامين، متحف الاباده الارمينيه يقع فوق الخانق «هرازدان» في «يريفان»، طوله حوالي 44 متر (144 قدمًا) ويرمز الي النهضه الوطنيه للارمن، تم وضع 12 بلاطه في شكل دائره، وهو ما يمثل 12 مقاطعه في تركيا حتي الان في مركز الدائره هناك شعله ابديه، في 24 ابريل، ياتي مئات الالاف من الناس سيرًا علي الاقدام الي نصب الاباده الجماعيه ويتم وضع الزهور حول الشعله الابديه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل