فحص وظائف الكبد لمجرد الزفير

الزفير للاطمئنان علي صحه الكبد

3 مشروبات كحولية يومياً تسبب سرطان الكبد

التوصّل الي جسيمات دهنيه تطهر الكبد من السموم

حسم المعركه ضد التهاب الكبد ب بات وشيكا

يتطلب فحص وظائف الكبد المختلفه سحب الدم من المريض وارساله الي المختبر في عمليه تستغرق بضعه ايام، لكن شركه "هيوميديكس" الالمانيه توصلت الي طريقه سريعه لهذا الفحص عن طريق التنفس.

تتحدث شركه هيوميديكس الالمانيه عن ثوره طبيه صغيره في مجال الكشف عن سلامه عمليات وظائف الكبد يمكن ان تنقذ حياه الملاين من البشر سنوياً. وبدلاً من فحص الدم تعتمد الطريقه الجديده علي قياس مستويات مختلف الانزيمات والبروتينات الكبديه في ذرات من ماده كربونيه ثقيله يجري زرقها في الدم، تدور في شرايين واورده الكبد، ثم تخرج مع الزفير.

كان الاطباء الاغريق القدماء يؤمنون بمقوله"دعني اشم رائحه فمك وساخبرك بحاله كبدك"، ويبدو ان الفحص الجديد لايشذ كثيراً عن هذه الحكمه. وذكرت مصادر شركه هيوميديكس ان دقه الفحص التنفسي في الكشف عن مستويات وظائف الكبد لاتقل عن دقه فحص الدم.

وقال البروفيسور كارستن هاين، من جامعه برلين، وهو احد المساهمين في تطوير الفحص، انه اذا جري استئصال كبد انسان ما، لاي سبب كان، فان ذلك لايظهر في فحص الدم الا بعد اكثر من يوم، في حين ان فحص وظائف الكبد عن طريق التنفس يمكن ان يظهر بعد 30 دقيقه.

يتخصص كارستن هاين، المتعاون مع شركه هيوميديكس البرلينيه، بالفيزياء وليس بالطب، لكن الفضل يعود اليه في تطوير الجزيئات الكربونيه الثقيله التي تعمل مثل ساعي البريد وتكشف مستويات مختلف المواد البيولوجيه في الكبد عبر الجهاز التنفسي. واضاف الباحث ان الفحص اجري حتي الان في اطار الدراسات الطبيه السريريه التي اجريت للتاكد من دقته، لكنه لن يستغرق طويلاً كي يكون بين ايدي الاطباء.

ويقول هاين ان مبدا عمل الفحص، الذي يسمي "فحص ليماكس"، بسيط وعملي لانه يعتمد علي زرق المريض قبل الفحذص بماده 13س- ميثاسيتين، وهي ماده ترتبط بجزيئاتها ذرات خاصه من الكربون. وتتميز ذرات الكربون هذه بنوي اثقل من نوي ذرات الكربون المعروف، لكنه يجري فصلها عن الماده الاصليه في داخل الخلايا الكبديه عند الانسان السليم. تتفاعل ذرات الكربون مع مختلف الانزيمات والمواد المهمه في الكبد ثم تتسلل عبر الدم الي الجهاز التنفسي وتخرج مع انفاس الانسان.

 يزود الانسان بقناع تنفس بسيط مهمته ان يقود انفاسه الي جهاز لقياس مستويات مختلف المواد التي ارتبط بذرات الكربون الثقيله الـ13 في ماده ميثاسيتين. تتولي الاشعه فوق الحمراء في الجهاز قياس معدلات المواد التي تكشف للطبيب مستوي عمل وظائف الكبد المختلفه. وطبيعي فان نتائج الفحص تظهر علي شاشه الكومبيوتر خلال دقائق قليله.

وبغض النظر عن المستويات الدقيقه والتفصيليه للمواد والانزيمات التي تقرر وظائف الكبد، يكفي للطبيب ان يقيس عدد ذرات الكربون في نفس المريض، كي ينال فكره عامه عن سلامه كبده. فالكبد يكون اكثر سلامه كلما نجح اكثر في تفكيك 13س-ميثاسيتين، وبمعني اخر كلما خرجت ذرات كربون اكثر مع الزفير. واعتبر اندرياس غاير، رئيس قسم جراحه الكبد في جامعه فورتزبورغ الطبيه، الفحص مهماً جداً لحياه البشر لانه يختصر الكثير من الزمن. فهناك الكثير من العمليات الطارئه التي لايجوز البدء فيها قبل التاكد من سلامه الكبد، وهنا يمكن لفحص ليماكس ان يمنح المرضي املاً جديداً. وسيصبح فحص وظائف الكبد السريع عبر التنفس فاصلاً في المستقبل في عمليات زرع الكبد للمحتاجين، وكذلك في مكافحه أمراض الكبد الخطيره مثل الامراض الفيروسيه.

وتمنح نتائج الدراسات السريريه علي فحص ليماكس الدكتور غاير الحق في تقديره لاهميه الفحص السريع قبل اجراء عمليات الكبد. وتكشف الدراسات التي اجريت في مستشفي شاريتيه برلين، وفي 11 عياده المانيه اخري متخصصه بالكبد، ان فحص ليماكس ساهم في خفض الوفيات بعد عمليات الكبد الجراحيه بنسبه النصف. وجري ذلك علي وجه الخصوص في عمليات استئصال الاورام السرطانيه في الكبد، والتي يجري دائماً فيها استئصال ماده كبديه سليمه ايضاً كاجراء احترازي ضد عوده الورم السرطاني. فاستئصال جزء كبير من الكبد قد يؤدي الي عجز الكبد، ويمكن للطبيب مستقبلاً من خلال فحص التنفس تقدير كميه الماده الكبديه الممكن استئصالها.

هذا لا يعني ان اهميه الفحص تقتصر علي جانب العمليات الجراحيه، لانه يتيح للطبيب ايضا ان يقرر بسرعه ما اذا كان كبد المريض المعاني من تشمع الكبد قادر علي النهوض ببعض مهماته، ام انه لايبقي امامه غير عمليه زرع جديد. وتصبح نتائح فحص ليماكس حاسمه ايضاً في تقرير الحاجه للعلاج الكيمياوي او الشعاعي في امراض الكبد السرطانيه.