المحتوى الرئيسى

اكتشاف أسماك شفافة تحت ثلوج أنتاركتيكا

04/24 08:44

هناك، بعيدًا عن اشعه الشمس بمسافه تبلغ نصف ميل تحت الثلوج تزدهر حياه صعبه ومركبه.

يظهر المخ والعمود الفقري لهذه السمكة الشفافة التي تعيش تحت صفحه انتاركتيكا الثلجيه، وعلي هذه السمكه تفادي الصخور التي تقع فوقها بعد ذوبان الثلوج.

اكتشف العلماء بعد البحث والتنقيب في جرف روس الجليدي ان ثمه جراثيم وقشريات وانواعًا غريبه متعدده من الاسماك تعيش في المياه التي توجد تحت الثلج بمسافه تُقدر بــ 740 مترًا تقريبًا.

وقد كان يُعتقد ـ منذ وقت ليس ببعيد يُقدر بنحو عقد من الزمن ـ انه لا يمكن لكائنات حيه ان تعيش تحت صفحات انتاركتيكا الشاسعه؛ اذ يصل عمق هذه المياه الي ما يقرب من10  امتار، وتتراوح درجة الحرارة بين معدلات تحت الصفر.

وقد عُثر علي كائنات جديده تضم انواعًا متعدده من الاسماك ذات عيون كبيره الحجم ربما بسبب الظلام الدامس الذي تعيش فيه الكائنات الحيه هناك.. وتاخذ بعض الاسماك اللون البرتقالي، والبعض الاخر اللون الاسود لكن اكبر انواع الاسماك حجمًا ذات جلد يتسم بالشفافيه الي حد كبير يمكننا من خلاله رؤيه اعضائها الداخليه..

يقول جون بريسكو استاذ علم البيئه بجامعه ولايه مونتانا وعضو فريق البحث: “اننا، من وجهه نظر بيولوجيه، اطلعنا علي لمحه من الحياه تحت الثلوج في خامس اكبر قاره علي كوكبنا؛ تلك القاره التي كان يُعتقد ـ فيما مضي ـ انها لا تعدو كونها كتله كبيره امنه من الثلج”.

وقد ظهرت الاكتشافات الجديده علي ايدي فريق البحث في مشروع بحوث التنقيب عن تيار الجليد ويلانس تحت الجبال الجليديه WISSARD،وهو المشروع  الذي يضم اكثر من 40عالمًا من مختلف التخصصات.

استعان العلماء بغواصه عميقه الغوص يتم التحكم فيها عن بُعد، وحرَّكوها لتنفُذ من ثقب يبلغ عمقه740  مترًا قاموا بشقه بواسطه مثقاب مياه ساخنه.

وقد ارسل الروبوت صورًا ومقاطع فيديو تنقل الحياه تحت الجرف..

ولم يكن واضحًا ما اذا كانت السمكه الشفافه تمثل نوعًا جديدًا من الاسماك، ام انه من المحتمل ان تكون تحت رتبه السمك الجليدي.

صرح العالم البيولوجي رينهولد هانيل في معهد يوهان هاينريش فون ثونن بالمانيا بان هذا النوع من السمك الجليدي لا يتوافر بكثره مقارنه بالحيوانات التي تعيش في مياه انتاركتيكا، علي الرغم من كونه يشكل 91 % من اجمالي الحيوانات بمقياس الكتله الحيويه، و77% من الانواع.

تعيش هذه الاسماك في مياه تصل حرارتها الي درجتين تحت الصفر بفضل الحراره الارضيه والضغط والحركه التي توفرها الصفائح الثلجيه فوقها، وهو ما يعني ان هذه الاسماك لا بد وان تكتسب اشكالاً متعدده من التكيف؛ كي تبقي علي قيد الحياه.

 قال هانيل الذي لا ينتمي لفريق مشروع بحوث التنقيب عن تيار الجليد ويلانس تحت الجبال الجليديه  WISSARD: يعود نجاح هذه الاسماك بشكل متطور في البقاء الي ما لديها من اشكال اساسيه من التكيف؛ كاحتوائها علي بروتينات سكريه مضاده للتجمد تمنع اجسامها الانسيابيه من التجمد في درجات الحرارة التي تصل الي معدلات تحت الصفر”.

امَّا عن سبب رؤيتنا لاحشاء هذه الاسماك فقال هانيل ان كون هذه الاسماك شبه شفافه يرجع الي فقدانها ماده الهيموجلوبين علي نحو متطور، وهو البروتين الذي يُكسب الدم اللون الاحمر. 

كان اكتشاف اسماك جاحظه العينين من المفاجات الساره بمعني الكلمه، لكن الجراثيم كانت محور اهتمام بريسكو الذي نشر هو وفريق مشروع بحوث التنقيب عن تيار الجليد ويلانس تحت الجبال الجليديه WISSARD مقالاً عن الطبيعه اثبتوا فيه بالدليل ولاول مره ان ثمه حياه للجراثيم والميكروبات تحت الصفحه الجليديه بغرب أنتاركتيكا في بحيره ويلانس.

ولم يتم تحليل العينات التي اتت بها اخر بعثه الي اليوم، لكن بريسكو اعرب عن دهشته من مدي التنوع البيولوجي بين الجراثيم تحت جرف روس الجليدي مقارنه بالعينات التي اُخذت من بحيره ويلانس وغيرها من منطقه القطب الشمالي، كما اعرب عن فضوله لمعرفه ما اذا كانت الكائنات الدقيقه التي عُثر عليها حيه في الطين تنبعث منها غازات مسببه للاحتباس الحراري كغاز الميثان وثاني اكسيد الكربون ام لا.

اضاف قائلاً: “اذا ثبت ذلك فاننا نتوقع اطلاق كميه كبيره من هذه الغازات، وهو ما سيؤدي الي ذوبان الجليد”.

لم تعد التغيرات المناخيه السبب الوحيد الذي يدعونا الي الاهتمام بدراسه الجراثيم؛ فابحاث الفريق قد تنعكس ايضًا علي البحث عن حياه في المناطق المظلمه البارده في الفضاء وعلي طريقه فهمنا للانظمه البيئيه علي كوكب الارض.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل