في ذكري مذابح الأرمن.. تعرف على حياتهم الثقافية

في الذكري المئويه للاباده الجماعيه التي ارتكبتها الدوله العثمانيه في حق "الارمن"، بعد الحرب العالميه الأولى؛ والتي راح ضحيتها اكثر من مليون نسمه، "دوت مصر" ياخذك الي الحياه الثقافه عند الارمن.

الارمن هم شعب عاش قديما في منطقه ارمينيا الجغرافيه، التي تشمل جمهورية أرمينيا واجزاء من جمهوريتي جورجيا واذاربيجان، بالاضافه الي منطقه في شمال شرق تركيا ومنطقه في شمال غرب ايران.

اختلفت المصادر حول اصول الارمن، الا ان قد ارجع البعض اصولهم الي سلاله "هايكوس" التي تنحدر من سلاله "نوح"، حيث يعد جبل "ارارات" الذي رست عليه سفينة نوح، وفقا للكتاب المقدس، اهم جبال أرمينيا فضلا عن جبل اراكاتس وجبال طووس الارمنيه.

اعتتنقت ارمينيا الديانه المسيحيه، حيت تعد الاولي في العالم الذي فعلت ذلك، وفي عام 406م اخترع الراهب "ميسروب ماشدوتش" الابجديه الارمنيه وتم ترجمه الانجيل الي الارمنيه.

يجمع علماء اللغه المعاصرون ان اللغة الأرمنية مستقله وليس لها فروع او لغات مشتقه، حيث تعد الصخور المنقوش التي عثر عليها في وادي نهر اراكس هي الشكل البدائي للنصوص الارمينيه القديمه.

في اوائل القرن الخامس الميلادي (405م)، استطاع ميسروب ماشدوش ان يخترع الحروف الارمنيه وسميت بـ"غرابار" Krapar، وكانت عباره عن 36 حرفا تُكتب من اليسار الي اليمين.

من هنا بدا العصر الذهبي للادب الارمني، حيث ترجمه اغلب المؤلفات العلميه والثقافيه والتاريخيه والدينيه الموجوده انذاك الي اللغه الارمنيه، حتي ان اصول بعض هذه المؤلفات قد فُقدت وبقيت ترجماتها الارمينيه.

امتدت من القرن الخامس الميلادي حتي منتصف القرن السابع، مما خلق جيلا ارمينيا مثقفا، وعقب ذلك حركه تاريخ لتعريف الارمن بتاريخهم؛ ومن اشهر المؤرخين الارمنين هو "موسي الخوريني" صاحب كتاب "تاريخ الامه الارمينيه" الذي يرجع الي 2000 سنه قبل الميلاد، و"غوفون" الذي ارّخ لدخول العرب ارمينيه، و"اريستاخوس" الذي شهد علي الغزوات.

تاثرت الموسيقي الارمينيه بالسوريه واليونانيه والبيزنطيه (الرومانيه)، ثم بالموسيقي التركيه، والتي كانت لها بصماتها الواضحه، وتعود جذورها الي نحو 3 الاف سنه، وكانت الالات الموسيقيه المستخدمه هي الناي ذو الخمسه ثقوب المصنوع من الذهب، والصنوج المصنوعه من البرونز.

حيث تطورت الاناشيد والقصائد ونشات الفرق الموسيقيه؛ كما ظهرت الموسيقي الدينيه واختلفت في ادائها والحانها عن الموسيقي الشعبيه، وتتسم الالحان الارمينيه بنبره حزينه تصور معاناه الشعب الارميني في مسيرته التاريخيه.

ومن بين اهم الشخصيات في تاريخ الموسيقي الارمينيه، هو الراهب "كوميداس" مؤسس الموسيقي الكلاسيكيه الارمنيه، الذي اطلق اسمه علي المعهد الموسيقي الوطني في يريفان العاصمه، وهناك فنانون من الارمن برعوا في الموسيقي الاوبرا مثل ارمين ديكران، الكسندر سبندريان، كارامورزا ويكماليان.

نشا الرقص الارميني منذ قديم الازل من قبل كاهن كان يقف في وسط المعابد يقوم بالرقص مرتديا زيا خاصا من جلود الماعز، حيث يعد الرقص من طقوس العباده والشعائر الدينيه الوثنيه، اما عن الرقص الجماعه فيُعتقد انه نشا عن الممارسات الاجتماعيه المرتبطه بالحفلات والاعراس والاعياد.

والرقصات الارمنيه كثيره ومتعدده المناسبات منها "رقصه شجره البخور، وشجره المشمش، ورقصه النحس، والدفن"، حيث تهدف رقصه الدفن اِلي طرد الارواح الشريره التي تتجمع حول راس الميت؛ ولم ينحصر الرقص الارميني الشعبي في ارمنيه، بل حمله المهاجرون واللاجئون معهم.

ونشات فرق للرقص الارميني في كل من ايران وسوريا ولبنان ومصر وامريكا الشماليه، مثل فرقه الرقص الشعبي الارميني اللبنانيه بقياده كيجام، وفرقه جمعيه الجبل الجديد الثقافيه للرقص الشعبي في سوريا بقياده ابراهام كوستانيان.

للمسرح الارميني تاريخ عرف عبر الاساطير، حيث كانت الفرق الشعبيه تؤدي حفلات تمثيليه في الاعياد الدينيه والمناسبات الوطنيه، وبعد انتشار المسيحيه بدات تمثل مسرحيات في الكنائس والمعابد؛ واقتصر العمل المسرحي علي هذا النحو، وهناك مسارح ارمينيه معروفه منها مسرح صوندوكيان الكبير.