المحتوى الرئيسى

ريهام مهدي تكتب: الاصطفاف على طريقة عبد المتجلي سليط

04/21 11:46

امين الهنيدي الرائع، لما نزل القاهره هو وبناته الخمسه، علّمنا اول معني لمفهوم الاصطفاف اللي بقي لنا فتره عمالين نجدف فيه، حيث قام بتوقيف البنات في طابور.. كل واحده بتحاذي علي كتف التانيه اشبه بعساكر الأمن المركزي الغلابه، ومؤكدا عليهم، خصوصا “البكريه” انها تحاذي في الصف يا بت يا نبجه جنب اخواتك، وعلي قد ما كان امين الهنيدي دمه خفيف وهو بيقدم فكره الاب اللي بيحمي بناته من نداهه العاصمه اللي هتخطفهم بمجرد انهم يفكروا يخطوا خطوه بره الطابور، وعلي قد ما ضحكنا وهو بيقولهم حاذوا يا بنات بابا ويلا نقول الناااااااشيد، الا انه من المؤسف ان نظريه عبد المتجلي سليط، تبدو وكانها احد النظريات الفوضويه العظيمه اللي الاعلام والدوله بيباصوها لبعض في ماتش بينج بونج مبينتهيش علي ملعب من ميه البطيخ، ومطلوب مننا احنا الناس العاديين مش بس نجدف.. لا نجيب جون ونصطف.

بتظهر نظريه الاصطفاف بشكل هستيري في كل موقف مرينا بيه في الثوره، وبنضطر نتحط في اختيارين لا ثالث لهما.. سواء المشهد ده كان من ايام الترشيحات الرئاسيه ووصولا للمشهد الاكثر هستيريه من المسرحيه العبثيه اللي بتمر بيها الدوله المصريه حاليا، واللي مش بتتورع انها في كل ازمه تبرق لنا عينها الحمرا، وهي بتقول “انتو معانا ولا مع الناس التانيين؟”.. “هتقفوا فين؟ وصفوا بسرعه”، وكان فعل الثوره في حد ذاته ليس كافيا لتكسير صنم الاصطفاف وخلعه من لغلوغه، وكان عين الدوله الحمرا هي المعطي الوحيد في المعادله، اللي بيتجاوز حق المواطن العادي في الفهم وطرح تساؤلات حقيقيه عن جديه الصوره البمبي يا صلاح اللي بتتصدر لينا.

اللي ماسك الميكرفون بيتقمص دور عبد المتجلي سليط، وبيزعق فينا احنا ليل ونهار اننا لازم نصطف مع الدوله ضد الارهاب، وكلنا ايد واحده يا بهجت في حرب قمنا الصبح بالليل لقيناهم بيشحنوا الناس ليها، وفقاعه من لبان بعشره صاغ عن عاصمه جديده والناس تزغرط وتقول الله اكبر، ولما تسالهم تلاقي الاجابه الاكثر حضورا: “حاذي في الصف يا بت يا نبجه” وبعدين نبقي نرسيكم علي الفوله، ولغايه دلوقتي ماشوفناش فوله وهنلبس في وش الغوله.

وعلي الرغم من ان الدوله المفروض تحصل علي اوسكار افضل مهرجانات شعبيه لتكاتك موقف الثورات في المنطقه، الا انها مش مكتفيه بالهستيريا الجماهيريه المؤيده علي طول الخط، وبتطلب دايما من الجميع انهم يحاذوا في الصف، والواحد بيصعب عليه نفسه بصراحه انه يحس انه في النهايه بيتعامل زي البت “نبجه”.. مع احترامنا طبعا لنبجه واخواتها وابوهم وعبد المنعم مدبولي كمان، لكن فعل الاصطفاف ورا الدوله تحت اي مسمي اصبح شيئا ساذجا مش بيخرج عن فقاعه صابون مع اول لطشه هوا، هتفرقع، والغريب ان دعوات الاصطفاف في اي قرار للدوله الحكيمه المصريه (ايون حكيمه اوماااال.. بتدي حقن) للحفاظ علي الدوله ذاتها واللي لو سالت اي “نبجه” من النبجات المحاذين المصطفين في الصف: “يعني ايه دوله طيب؟” هيكون الرد: مش وقت الاسئله الخبيثه دي.. احنا لازم نصطف ونحاذي ونساوي ونقول النااااشيد.

ممكن تتفاجيء بكره الصبح بقرار للدوله.. سواء داخلي او خارجي، وانت قاعد كاصغر ايقونه لا تُري بعين الدوله المجرده، وقبل ما تفتح بوقك وتطرح تساؤلات مشروعه ومن حقك جدا بصفتك مواطن وبصفتك يعني قاعد معانا في المدرجات وبتشجع اهو وبصفتك برضه لسه شارب من نيلها والامر ميسلمشي، تلاقي ماسوره من التخوين والاستهجان واتهامات عماله واننا مش حافظين النااااااشيد ولازم نصطف.

انا مش هدعي اني بفهم في السياسه بصراحه، لاني معرفش غير سياسه مزيكا لما انجعص علي الكنبه جنب القله، ورفع رجليه المكسيه بكالسون محلاوي اصيل، وقال: “انا الشعب”، لكن اللي اعرفه ان محدش يطلب مني او من جموع الشعب انه يصطف ويقف في طابور ويهز طوله ويقول الناااااشيد، من غير ما يسال ويعترض ويطلع خطوه او خطوتين او حتي عشرين عن الصف، ويشقه ويجيبه من لغلوغه علشان نفهم يعني ايه اصطفاف.

وايه فايده الاصطفاف الوهمي المطلوب مننا طول الوقت، وايه فايده اننا نحاذي فيه، غير انه بيدي شرعيه لموجه التجهيل والتزييف اللي عايشينها وشايفينها.. طيب اذا كانت الدوله بتعامل مواطنيها علي انهم التطور الطبيعي للبت نبجه، فانا فعليا مش فاهمه ليه البنت نبجه او الشعب ذاته يعني راضي ومستمخ و”مصطف” اوي كده.. مش عارفه الحب الابوي ده منبعه ايه، وخصوصا ان الاب عندنا دايما بيقطع المصروف.. يبقي يطلب مننا نصطف ليه اصلا واحنا مش مقتنعين ولا مصدقين بفقاقيع الهوا اللي عماله تفرقع في وشنا دي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل