المحتوى الرئيسى

تركيا ومذابح الأرمن

04/20 22:55

يحتفل العالم يوم 24 ابريل بذكري مرور مائه عام علي مذابح الارمن علي يد الإمبراطورية العثمانية في عام 1915م وهي مذابح ارتكبها الاتراك بحق الارمن والسريان والاشوريين واليونانيين وتشير الي القتل المتعمد والمنهجي من قبل الامبراطوريه العثمانيه خلال وبعد الحرب العالمية الأولى وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل القسري وهي عباره عن مسيرات في ظل ظروف قاسيه مصممه لتؤدي الي وفاه المبعدين ويقدّر الباحثين اعداد الضحايا الارمن ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمه بجانب مجموعات عرقية  اخري تم قتلها من قبل الامبراطوريه العثمانيه خلال هذه الفتره كالسريان والاشوريين واليونانيين والكلدان وغيرهم .

وتعد هذه المجازر الاكبر في تاريخ الانسانيه وكانت بسبب رغبه الاتراك في تهجير الارمن من مساكنهم ووطنهم بعد سيطره الدولة العثمانية عليه فعندما رات تركيا انها ستخسر الحرب وبعض الدول الخاضعه لسيطرتها ترغب في الاستقلال بدات ترسم حدودها بحيث تبقي هذه الدول تحت سيطرتها ومنها الاماكن التي يعيش فيها الارمن.

عاش الارمن منذ القرن الحادي عشر في ظل امارات تركيا متعاقبه كان اخرها الامبراطوريه العثمانيه وقد اعترف العثمانيون بحقوق الارمن كامله وبحلول القرن التاسع عشر اصبحت الدوله العثمانيه اكثر تاخرا وقد نالت خلال هذه الفتره العديد من الشعوب استقلالها ومنها اليونان والصرب والبلغار كما ظهرت حركات انفصاليه بين سكانها العرب والبوسنيين وهو ما ادي الي ردود فعل عنيفه ضدهم  ويتهم السلطان عبد الحميد الثاني بكونه اول من بدا بتنفيذ المجازر بحق الارمن وغيرهم من الذين كانوا تحت حكم الدوله العثمانيه ففي عهده نفذت العديد من المجازر حيث قتل مئات الالاف من الارمن واليونانيين والاشوريين لاسباب اقتصاديه ودينيه متعدده وقد بدات عمليات التصفيه بين عامي 1894م-1896م .

وخلال فتره الحرب العالميه الاولي قام الاتراك باباده مئات القري شرقي البلاد في محاوله لتغيير معالم تلك المناطق لاعتقادهم ان الارمن قد يتعاونون مع الروس والثوار الارمن كما اجبروا القرويين علي العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا باعدامهم بعد انهاكهم غير ان قرار الاباده الشامله لم يتخذ حتي عام 1915م حيث قام العثمانيون بجمع المئات من اهم الشخصيات الارمنيه في اسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينه ثم امرت جميع العائلات الارمنيه في الاناضول بترك ممتلكاتها والانضمام الي القوافل التي تكونت من مئات الالاف من النساء والاطفال في طرق جبليه وصحراويه قاحله وقد تم حرمان هؤلاء من الماكل والمشرب والملبس فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شارك بها وترك الباقون في الصحاري .

وقد ارتكبت ابشع الفظائع بحق الالاف من الارمن حيث جميع رجالهم في اليوم الاول من المسيره وبعدها تم الاعتداء علي السيدات والفتيات الصغيرات بالضرب كما سامحوا  لسكان القري التي عبروها باختطاف النساء والاعتداء عليهم وكان ذلك يحدث علناً في الشوارع وقد امرت الحكومه التركيه موظفيها بتهجير الارمن كما كانت هناك اوامر داخليه للاهالي بتهجير وقتل الارمن بعيدا عن الجيش ومؤسسات الدوله التركيه وقالوا للاتراك ان منازل وممتلكات الارمن ستكون لهم بعد تهجيرهم وبهذه الطريقه جذبوا افراد الشعب لهذه المجزره وتم تهجيرهم بالفعل لصحراء دريزارول وكان الاتراك يقتلون السيدات الحوامل ويبقرون بطونهن ويلقون بالارمن في الانهار   .

ويتفق معظم المؤرخين علي ان عدد القتلي من الارمن تجاوز المليون غير ان الحكومه التركيه تصر ان العدد هو 300 الف ارمني فقط بينما يشير الارمن الي سقوط اكثر من مليون ونصف ارمني بالاضافه الي مئات الالاف من الاشوريين والسريان والكلدان واليونانيين .

ومع استمرار انكار الاباده الجماعية للارمن من قبل الدوله التركيه دفع ذلك العديد من الحكومات بالاعتراف الرسمي بالاباده الجماعيه للارمن وقد اعترفت 20 دوله و 42 ولايه امريكيه بالاباده الارمنيه وفي 4 مارس 2010م صوتت لجنه من الكونجرس الاميركي بان الحادث كان اباده جماعيه كما اعترفت رسميا بالاباده الارمنيه الامم المتحده  والبرلمان الاوروبي ومجلس الكنائس العالمي ومنظمه حقوق الانسان التابعه للامم المتحده وجمعيه حقوق الانسان التركيه ميركوسور وغيرهم من المنظمات الدوليه .

كما اعترفت عدد من الدول رسميا بالاباده الارمنيه وهي ارمينيا واليونان وفرنسا والارجنتين وبلجيكا  وكندا وتشيلي وقبرص وايطاليا ولتوانيا وهولندا ولبنان وبولندا وروسيا وسلوفاكيا والسويد وسويسرا واوروجواي وفنزويلا والفاتيكان وايضا اعترفت عدد من المقاطعات في العالم بالاباده الارمنيه وهي اقليم كتالونيا  واقليم الباسك في اسبانيا والقرم في اوكرانيا وجنوب استراليا ومقاطعه كيبك في كندا ويلز في المملكه المتحده و 42 ولايه في الولايات المتحده الاميركيه.

ورغم كل ذلك يحاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بكل الطرق وقف الاعتراف الدولي بالمذابح الأرمنية او الجريمه الكبري كما يطلق عليها ولكنه في غمره هذه المعركه يتناسي ان جرائم الاباده لا تسقط بمرور الزمان وانه وريث لهذه المجازر التي ارتكبت بحق الانسانيه وبكل تاكيد التاريخ يعيد نفسه مره اخري حيث تقوم الجماعات الارهابيه في سوريا والتي تحظي بدعم مباشر وقوي من الرئيس التركي بمذابح ومجازر ممثله بحق العزل من ابناء الشعب السوري وكما تم في الماضي تدمير وطمس هويه الارمن في تركيا تقوم تلك الجماعات بنفس الدور اليوم في سوريا والعراق وليبيا واليمن .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل