المحتوى الرئيسى

عن مكارثيتين!

04/20 12:27

اذا كان بعض الفاعلين داخل الحركه الديمقراطيه وفي هوامش اليمين واليسار غير المستتبعه رسميا يتورطون في تعميق حاله التهافت والركود الفكري التي تمر بها مصر اليوم برفض اعمال النقد الذاتي والامتناع عن الاعتراف باخطاء السنوات الماضيه واستمراء داء التسفيه غير الرشيد لكل محاوله للتفكير باستقلاليه والبحث في السبل الواقعيه للانتصار للديمقراطيه بمكارثيه مؤلمه والامتناع عن جر الخطوط الفاصله مع مروجي وهم المعارضه من الخارج ــ وهؤلاء في واد بعيد للغايه عن ممارسي الحق الطبيعي والمشروع في التعبير عن الراي بشان مصر واحوالها من خارجها، فان المسئوليه الرئيسيه لجهه تخليق حاله التهافت والركود هذه تتحملها ولا شك منظومه الحكم / السلطه والنخب المتحالفه معها.

فتغييب الحقائق والمعلومات، واماته السياسه واستبدالها بطغيان المكون الامني والمقايضه السلطويه الفاسده الامن في مقابل الحقوق والحريات، والعصف المنظم بسياده القانون وتراكم المظالم والانتهاكات في موجات متعاقبه ــ احدثها موجه التعذيب وسقوط قتلي في بعض اقسام الشرطه واماكن الاحتجاز التابعه لوزاره الداخليه، وتمرير القوانين والتعديلات القانونيه القمعيه من قانون التظاهر الي الغاء الحد الزمني الاقصي للحبس الاحتياطي وتعديلات قانون العقوبات وقانون القضاء العسكري وقانون الارهاب والكيانات الارهابيه والتي تؤسس لسلطويه جديده لا مواربه فيها وتهجر المواطن من المجال العام، والتشوهات الكثيره التي لحقت بمرفق العداله وتواصل الافلات من العقاب فيما خص انتهاكات الحقوق والحريات والاجراءات القمعيه وواد النقاش بشان منظومه العداله الانتقاليه، والتقييد المستمر للمجتمع المدني والتمسك بقوانين لتنظيم الانتخابات التشريعيه ليس لها الا ان تنتج برلمانا مستتبعا للحكم / السلطه ومشوها بفعل تدخلات الاجهزه الامنيه ونفوذ المال السياسي؛ جميع هذه الاختلالات تسال عنها مباشره وبمفردها منظومه الحكم / السلطه والنخب المتحالفه معها.

وجميع هذه الاختلالات هي التي تخلق حاله التهافت والركود الفكري التي تبقي مصر اسيره في دوائرها اللعينه وتزج بمواطنها ومجتمعها ودولتها الي حافه الهاويه.

ولا يقل كارثيه عن الاختلالات السابقه كون منظومه الحكم / السلطه والنخب المتحالفه معها تتورط منذ صيف 2013 والي اليوم دون توقف في فرض الراي الواحد والصوت الواحد علي الناس وفي الترويج لهيستيريا العقاب الجماعي ومقولات كراهيه الاخر المعارض / المخالف / المغرد خارج السرب، وتسمح من ثم لحاله ظلاميه ومكارثيه بامتياز من الاعتياش علي التهافت والركود الفكريين ومن تعميم صخبها الفاسد النافي للعقل علي المواطن والمجتمع والدوله. وليس المشهد المزري لحرق الكتب في مدرسه مصريه وحضور اعلام الوطن امام المحرقه وخطاب التبرير الجاهل المصاحب لذلك سوي دليل مؤلم علي مدي انزلاقنا في غياهب المكارثيه المدعومه رسميا ان علي نحو مباشر او غير مباشر.

لن تمنعني مكارثيه نفر قليل من الفاعلين داخل الحركه الديمقراطيه وفي هوامش اليمين واليسار غير المستتبعه رسميا من توظيف المساحه المتاحه لي في المجال العام للمطالبه باعمال دعاه الديمقراطيه للنقد الذاتي، ولجر الخطوط الفاصله مع اوهام المعارضه من الخارج (وليس مع التعبير الحر عن الراي من الخارج)، ولمواصله العمل المعارض السلمي والعلني من داخل مصر للانتصار لاستعاده مسار تحول ديمقراطي حقيقي ولايقاف الانتهاكات ولانهاء الافلات من العقاب وفي مواجهه منظومه حكم / سلطه لا تريد من السياسه الا اماتتها ــ اليس في نزع المضمون عن فرصه اجراء انتخابات برلمانيه بها شيء من السياسه والتوافق التي اتاحها حكم الدستوريه العليا بشان قوانين الانتخابات شهاده اثبات جليه، وذلك دون تعريض المواطن والمجتمع والدوله لهزات كارثيه. ولن تمنعني ظلاميه ومكارثيه الصوت الواحد والراي الواحد وهيستيريا العقاب الجماعي من مواصله رفض السلطويه الجديده ورفض صخبها الفاسد. لن تنتصر القطاعات الشبابيه والطلابيه والعماليه ومنظمات المجتمع المدني، وهي عماد الحركه الديمقراطيه، لقيمها ومبادئها ابدا بالاستسلام لمكارثيه من يسفهون اراء الاخرين علي هوامشها ولا امل لمصر بالاستسلام لمكارثيه محارق الكتب المحتميه بصخب السلطويه الجديده.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل