المحتوى الرئيسى

"Final Destination".. النسخة اليمنية

04/19 15:21

"ارادوا الفرار من جحيم الحرب المستعره في بلادهم، وشبح القتل الحائم حولهم في كل مكان، فارتادوا قوارب صغيره اشبه بقوارب الموت، وركبوا البحر في رحله محفوفه بالمخاطر، ليصل الناجون منهم الي شواطئ بلاد لا تقل خطرا عما هربوا منه، فيقابلهم مصيرهم المحتوم".. هذه ليست قصة خيالية، او نسخه جديده من سلسلة أفلام الرعب الامريكيه الشهيره "Final Destination"، بل واقع مرير يحياه اليمنيون كل يوم.

سيناريوهان فقط فطن اليهما النازحون هربا من الموت في اليمن، مع اقتراب حمله القصف الجوي لعمليه "عاصفه الحزم" بقياده السعوديه من دخول اسبوعها الرابع، واشتداد حده القتال الدائر في جميع ارجاء البلاد منذ 4 سنوات، بعدما بات البحر ملجاهم الوحيد، نتيجه لتعطل معظم المطارات، وهما: اما الارتماء في احضان جيبوتي، الدوله التي يعيش اغلب سكانها تحت خط الفقر، او ارض الصومال، الذي يشهد احترابا اهليا لا يقل ضراوه عما في صنعاء، وكلاهما مميت.

ولم يدرك هؤلاء ان هناك سيناريو اخر من صنع القدر ينتظرهم، وهو الموت غرقا قبل ان يصلوا الي وجهتهم التي تمنوها، تماما كالمصير الذي لقاه قبلهم الالاف من المهاجرين غير الشرعيين.

ففي ميناء مدينه "ايبك" الساحليه المحاذيه لمدينه عدن في جيبوتي، وبحسب تقرير نشره موقع "العربيه نت"، لا يمر يوم من دون وصول سفينه محمله باللاجئين اليمنيين الفارين من الحرب في بلادهم، حتي ان بعضهم يصل بعد منتصف الليل في رحله محفوفه بالمخاطر، يتدخل فيها خفر السواحل احيانا لانقاذ الاسر العالقه.

ويروي احد اللاجئين لوكاله الانباء الفرنسيه، ان "الرحله استمرت يومين مكدسين في قاع مركب دون اي مقعد"، مؤكدا "تمكنا من رؤيه الضربات الجويه، انه امر مرعب"، فيما يصف اخر لشبكه "CNN"، الرحله بانها "نافذه علي جهنم".

بحكم موقعها الجغرافي، تعد جيبوتي، المقابله لمضيق باب المندب، هي الوجهه الرئيسيه للفارين، فهي لا تبعد عن المضيق سوي نحو 30 كيلومترا.

واكدت وزاره الخارجيه في جيبوتي، اليوم الاحد، انها فتحت مجاليها الجوي والبحري امام المهام الانسانيه في اليمن، بعد ساعات من تصريح سفيرها لدي الرياض، ضياء الدين سعيد باخرمه، بان بلاده استقبلت نحو 5 الاف نازح من صنعاء، من بينهم 3 الاف غادروا الي وجهات اخري، بينما بقي الفان علي ارض جيبوتي.

وبعدما عبروا البحر علي متن زوارق صغيره، في رحله تبلغ تكلفتها، رغم خطورتها، نحو 400 دولار، وصل مئات اللاجئين اليمنيين الي بلد يعيش 57% من سكانه تحت خط الفقر، وتحت وهج شمس حارقه، وفرت السلطات فيها معسكرات مؤقته لحين تجهيز الامم المتحده مخيمات لاستقبالهم، وفقا لـ"العربيه نت".

وبحسب تقرير نشرته وكاله الانباء الفرنسيه، ذكر المتحدث باسم المفوضيه العليا لشؤون اللاجئين التابعه للامم المتحده، فريدريك فان هام، ان هذا البلد القاحل المعروف بحرارته الخانقه عموما، "له تقليد طويل في استقبال لاجئين من المنطقه"، مضيفا "انه ضغط ضخم علي بلد صغير مثله".

وفي الصومال، تتجلي صدف التاريخ، فبعدما كان اليمن "بر امان" للاجئين الصوماليين الهاربين من الحرب الاهليه في بلادهم، شاء القدر ان يصبح تدفق اللاجئين في الاتجاه المعاكس، لان اليمنيين هم من يبحثون الان عن ملجا علي الشواطئ الافريقيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل