المحتوى الرئيسى

مصر أصل التقويم (1) | المصري اليوم

04/19 01:31

في العدد السابق تحدثت عن الاعياد في مصر القديمه وبالتالي اشرت الي التقويم المصري القديم، لذا رايت ان اتناول اليوم الحديث عن التقويم المصري القديم، اذ ان مصر هي مبتكره التقويم وصاحبته، وعرفت تنوع التقويم واستخداماته كلها دون تعارض، فكيف كان هذا؟

كان التاريخ في العصر العتيق اي منذ 3000 ق.م. يتم حسب بعض الاحداث الهامه، وكان العام الاول من حكم كل ملك حتي الاسره الثامنه حوالي 2100 ق.م يعرف بـ «عام توحيد الارضين» اي ان شطري مصر يتوحدان من جديد مع بدايه حكم كل ملك، ثم يلي ذلك التاريخ بحدث معين متكرر، وكان اهم حدث هو تعداد الماشيه والذي كان يتم كل عامين حسب ما جاء علي حجر بالرمو. وكان نص التاريخ كما يلي: «العام س لتعداد البقر وكل الماشيه الصغيره في مصر العليا والسفلي تحت حكم الملك فلان».

واعتباراً من عصر شبسسكاف من نهايه عصر الاسره الرابعه حوالي 2470 ق.م. اصبح هناك اسلوبان للتاريخ مرتبطين بالتعداد بالتناوب وهما: «العام س للتعداد» «العام بعد س للتعداد» وهو ما استمر حتي الاسره الثامنه حوالي 2100 ق.م. ومع العام الاول لحكم كل ملك يبدا العد من جديد بالعام الاول لتعداد الماشيه.

واعتباراً من الاسره 11 حوالي 2050 ق.م. اصبح التاريخ بسنين حكم الملك «العام س لحكم ملك مصر العليا والسفلي». ثم استمر هذا التاريخ مع اعطاء التفاصيل باليوم والشهر والفصل احياناً اعتباراً من الدوله الحديثه حتي العصر اليوناني الروماني.

وعرف المصري القديم التقويم النيلي مرتبطا بدوره النيل والتي تبدا من وصول فيضان النيل عند راس الدلتا لتغمر الاراضي الزراعيه وما يتبعها من مراحل الزراعه بذر وانبات وحصاد، ثم انحسار النيل ثم فيضان من جديد، لذلك سميت فصول السنه مرتبطه بالدوره النيليه، الفيضان والانبات والحصاد. والذي يتفق في بدايته مع التقويم الشمسي المرتبط بظاهره الشروق الاحتراقي لنجم الشعري اليمنيه. وقد سجلت بعض النصوص المصريه هذا الحدث مثل: برديه من اللاهون من العام السابع من حكم سنوسرت الثالث وتحدد بعام 1872 ق.م. وبرديه ايبرس في العام التاسع من حكم امنحوتب الاول فيما بين 1534-1525 ق.م. ومرسوم كانوب من عصر بطليموس الثالث في 19 يوليو 237 ق.م.

كما عرف المصري القديم التقويم القمري وهو اول تقويم عرفه المصري القديم من عصور ما قبل التاريخ وارتبط بدوره القمر الشهريه والتي كان المصري يتتبعها بسهوله في ميلاد القمر ثم نموه التدريجي حتي يكتمل ثم انحصاره مره اخري، ليكون طول الشهر القمري 29.5 يوم × 12 شهرا = متوسط 354 يوما بفارق 11 يوما عن التقويم الشمسي.

وفي حساب عبقري تفرد به المصري القديم جمع بين التقويمين القمري والنيلي، والقمري والشمسي في قياس الزمن والاحتفال بالاعياد، اذ ان الاعياد الدينيه المصريه ارتبطت بالقمر في فصل معين وشهر معين نيلي/شمسي، فمثلاً كانت اعياد احياء اوزيريس تقام في الشهر الرابع من فصل اخت، اي شهر كيهك وكان يوم اكتمال القمر في هذا الشهر هو يوم احياء اوزيريس. وهو نفس الاسلوب المتبع حتي الان في حساب شم النسيم وهو يوم الاثنين الاول بعد اول اكتمال قمر ياتي بعد الاعتدال الربيعي 21 مارس، مرتبطاً باعياد الحصاد عند المصري القديم في الشهر الرابع من فصل برت، اي شهر برموده.

اما عن التقويم الشمسي فكانت مدينه اون القديمه، وهي تشمل مناطق المطريه، وعين شمس، والمرج الحاليه هي مدينه عباده الشمس وعرفت ببراعتها في علم الفلك، وكان من انبغ علمائها في هذا المجال ايمحوتب اشهر مهندسي العماره المصريين والذي اشرف علي بناء هرم الملك زوسر المدرج في سقاره من حوالي 4770 سنه، وكان يشغل ايضاً منصب كبير كهنه الشمس في اون وكان يلقب بـكبير الرائين، اي كبير الناظرين للسماء، وهي وظيفه دعت صاحبها الي التطلع الي السماء والتدبر في شؤونها وهو لقب يربط كبير كهنتها بعلم الفلك وعلوم السماء، وغالباً ما كان له دور هام هو وعلماء اون القديمه في ابتكار التقويم الشمسي الذي تميزت به الحضارة المصرية عما سواها من الحضارات القديمه، وقد ابتكر كهان عين شمس هذا التقويم عندما رصدوا ظاهره فلكيه هامه هي اتفاق ظهور نجم الشعري اليمانيه والذي عرفه المصري القديم باسم سوبدت، وعرفه اليونان باسم سوتيس، ويعرف شروق هذا النجم بالشروق الاحتراقي او الحلزوني وهو رؤيه هذا النجم قبيل شروق الشمس كل 365 يوما وربع، وهي ظاهره كانت تتفق مع بدايه الفيضان ووصول مائه الي راس الدلتا عند مدينه عين شمس كل 1460 سنه، وقد رصد كهان عين شمس هذا الاتفاق ثلاث مرات هي:

1- عام 2773 ق. م. في عصر زوسر (2780- 2760 ق.م.)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل