المحتوى الرئيسى

المصورون الذين يرفضون ترك كاميرات الأفلام التقليدية

04/18 22:38

كان من المفترض ان تؤدي حقبه الكاميرات الرقميه الي اختفاء الكاميرات العاديه التي تعتمد علي فيلم للتصوير اي علي "شريط قابل للتحميض"، لكن بعض المتحمسين يرفضون التخلي عن الكاميرات التقليديه. يحاول ستيفن داولنج معرفه اسباب التمسك بهذه الكاميرات والتاكيد علي ان زمنها لم ينته بعد.

قضي المصور باتريك جوست فتره طويله في شوارع مدينته بالتيمور، اكبر مدن ولايه ماريلاند الامريكيه، يلتقط صور المواطنين نهارا وضوء المصابيح ليلا، ويفعل كل هذا باستخدام كاميرا تعمل بفيلم.

ويقول جوست: "ان هذه الاله هي التي تناسب نوعيه العمل الذي اريده"، ويحرص جوست علي حمل ثلاث كاميرات بها انواع مختلفه من الافلام لاداء عمله.

ويضيف: "يمكن لهذه الكاميرات القديمه انتزاع الناس ويمكن ان تكون نقطه انطلاق لبعض صور كبيره، فافلام الكاميرات اكثر وديه، وحتي غريبه، وانا احاول ان اجعل هذا العمل مناسبا لي."

ويبدو رفض جوست الانتقال الي استخدام الكاميرات الرقميه امرا جادا ولن يتراجع عنه، بالنظر الي ان الغالبيه العظمي من الصور الان يجري التقاطها عن طريق الاستشعار الرقمي.

لكنه يمثل جزءا من موجه متناميه من هواه التصوير الذين مازالوا متمسكين بالتكنولوجيا القديمه.

وبعض العائدين لاستخدام الافلام في التصوير كانوا قد اعتادوا علي استخدامها في الماضي، لكن هناك العديد من المصورين الشباب والاصغر سنا الذين لم يُتح لهم بعد استخدامها، وزاد من هذا الاهتمام الاحتفال بيوم "التصوير السينمائي" في 11 ابريل/ نيسان الماضي، وتشجيع المصورين لمبادله كاميرات ميغا بيكسل بكاميرات الافلام.

ويقول ادجار انجلاند، مدير في ويست اند كاميرا بلندن والمتخصص في الافلام وتطوير استخدامها :"منذ عقد تقريبا كان بيع مئات من افلام التصوير ربما يستغرق سته اسابيع، لكنها الان تباع في ايام معدوده."

ويبيع متجره معدات الغرف المظلمه "لتحميض الافلام واظهار الصور"، والخلفيات التي تستخدم في التصوير، كما ان معمله متخصص في تطوير الافلام بالابيض والاسود يدويا.

ويضيف انجلاند ان "كل شخص لديه هاتف ذكي سيكون بامكانه التقاط صور جيده جدا، لذلك فان هناك المزيد من التعقيد لتكون قادرا علي القول بان هذه "صوره حقيقيه" التقطتها بنفسي من خلال فيلم كاميرا.

وهناك عمليه اعاده تقييم تجري منذ بعض الوقت، ويري انجلاند ان الافلام عادت لتاخذ مكانها مره اخري في منتصف اعوام 2000.

واعتقد البعض ان استخدام افلام التصوير قد انتهي للابد منذ عام 1975، وتحديدا في ديسمبر/كانون اول حين اخترع ستيف ساسون، المهندس الشاب في شركه كوداك للتصوير، اول نموذج لكاميرا رقميه في العالم.

وكان وزنها تقريبا ثمانيه ارطال (3.6 كيلو جرام) وتخزن صورا بالابيض والاسود فقط علي شريط كاسيت، ومع هذا فكانت تمثل ثوره في عالم التصوير، واخرجت "الجني الرقمي" من القمقم.

والتبشير باختفاء "موت" افلام التصوير قد يستغرق بعض الوقت، لكن بحلول اعوام 2000 كانت اسعار الكاميرات الرقميه رخيصه بصوره كافيه لتحل محل الكاميرات التي تستخدم بكرات الافلام خاصه اثناء التنزه وقضاء العطلات.

كما ان كاميرات (الانعكاس احادي العدسه) كان مناسبه لاقناع العديد من المحترفين والمصورين المتخصصين للتحول من الافلام الي الرقمي.

ومع كل عام يمر، قررت كبري شركات صناعه الكاميرات التوقف عن انتاج بكرات الافلام، واغلقت المتاجر الكبري لبيع الكاميرات او معامل تطوير افلام التصوير ابوابها.

فثوره الهواتف الذكيه المزوده بكاميرا عاليه الدقه كانت صغيره بشكل جعلها مناسبه للحمل بسهوله في الجيب، وتوثيق وتصوير كل لحظات الحياه باستمرار.

والان لن يكون هناك كاميرات تعمل بفيلم يدور حولها، ولن نعاني مجددا من نفاذ الفيلم اثناء تصوير اللحظات والاوقات الهامه والمؤثره، ولن نشعر بالقلق عند الذهاب لمعمل الصور والحصول علي صور بها عيوب ومشكلات ولا تظهر اجمل اللحظات التي عشناها كما كنا نريد.

ولن نقلق ايضا بشان النيجاتيف (شريط الفيلم بعد التصوير والتحميض) وتعرضه للخدش والتلف او التعرض للاتربه او حتي فقدانه مما يحرمنا من الحصول علي الصور مره اخري.

واذا كانت الكاميرات الرقميه مريحه للغايه، فلماذا نظل نتعامل مع الفيلم، مع كل الاحباطات والعيوب والفشل في التصوير؟ والاسباب يجب ان تكون فرديه لكل مصور رفض التعامل مع الكاميرات الحديثه.

فالبعض ربما يريد العمل مع اشكال اكبر من هذا (فالمعدات الرقميه قد تكون باهظه الثمن جدا)، بينما يفضل اخرون النظر الي اصل الصور علي الفيلم، او الالوان الاقل ظهورا او الاقل تشبعا في الافلام.

والبعض يريد ان يكون مسيطرا علي العمليه بالكامل، منذ اللحظه الاولي لالتقاط الصور ومعالجتها في الغرفه المظلمه ورؤيتها وهي تظهر ببطء علي الورق تحت الضوء الاحمر لتخرج صوره في شكلها النهائي، وهي العمليه الكيميائيه التي مازال البعض ينظر اليها كونها نوعا من السحر.

وطوال 100 عام كان المصورون يرون العالم من خلال مجموعه مذهله من الكاميرات، بدءا من الكاميرا البسيطه المصنوعه من الورق المقوي (الكرتون) المعروفه باسم كوداك بوكس براوني، وانتهاء بكاميرا (الانعكاس احادي العدسه)، والتي مهدت الطريق لظهور الكاميرات الرقميه الحديثه.

والشئ الجيد بالنسبه لهؤلاء الذين مازالوا يتعاملون مع الافلام هو التراجع الكبير في اسعار الكاميرات التي كانت تحتاج الي ثروه للحصول عليها، وربما يعود الفضل لهذه الوفره من الكاميرات العامله، منها الكاميرا السوفيتيه زنيت البسيطه وحتي الكاميرا السويديه هاسيلبلاد.

ويبدو ان الفيلم عاد ليمر حاليا بشيء من النهضه مره اخري.

وهناك ايضا متجر باسم ،الفيلم لم يمت، الذي انشاه تشارلي ابيس وتوري خامبيتا. وكلاهما فقدا عملهما في معمل لافلام التصوير، ويبيعان الكاميرات والافلام ويديران معارض من متجرهما بالاضافه الي كشك للتسويق.

وقال ابيس :"لدينا زبائن شباب اشتروا اولي كاميراتهم من عندنا، ويخططون لدخول الغرفه المظلمه، من اجل التدريب علي تحميض الافلام"، لكنه اشار الي عوده قويه ايضا من المصورين القدامي."

ويضيف :"السيناريو الاكثر طمانه الذي لاحظته مؤخرا هو ظهور سيدات ورجال من كبار السن يريدون استخدام كاميرات الافلام مره اخري، مثلما كانوا يفعلون في السابق تماما، ويريدون الحصول علي النيجاتيف والمظروف، والصور الصغيره المطبوعه وكذلك البوم الصور الذي تحتفظ به لبقيه عمرك.

ولا يوجد ادني شك في ان فيلم التصوير يبطئ من التقاط الصوره، وهناك عمليه خاصه بها من زمن قديم، تبدا باخراج الفيلم من الحافظه الموجود بها، ووضعه في الكاميرا بطريقه معينه ثم لمه او لفه مره اخري، والتصوير بالفيلم هو مجموعه من الحركات اللمسيه الدقيقه.

وفي ظل عدم وجود شاشه لمشاهده الصور والقدره علي مسحها، فان المصور يضطر لالتقاط الصور بدون القدره علي مراجعتها او تعديلها فيما بعد.

والعديد من التقنيات الشائعه التي يستخدمها مصورو الكاميرات الرقميه ماخوذه من التصوير بالافلام، ويعد تطبيق تنقيه الصور علي انستغرام، لوموجرافي موفمنت، الذي يركز علي لعبه او كاميرات الافلام، والافلام المنتهيه الصلاحيه او الفيلم الذي تعرض للتلف نتيجه المعالجه الخاطئه كيميائيا وذلك لتعزيز التباين وتوضيح الصور والالوان.

وقد عانت بعض شركات صناعه الافلام بشده خلال الفتره الماضيه، لكن شركات اخري استطاعت النجاه مثل "كوداك" التي واصلت صناعه افلام التصوير، وكذلك شركه "الفرود" البريطانيه للافلام الابيض والاسود يبدو انها في حاله جيده رغم مرور عقد من تدخل الاداره لانقاذ الشركه من الافلاس.

وكان هناك عمليه انقاذ اخري في ايطاليا العام الماضي، قام بها الموظفون السابقون بشركه فيرانيا.

وشهدت انجلترا دليلا علي ارض الواقع، ففي الوقت الذي اختفت فيه العلامات القديمه المالوفه فان شركات اخري بدات صناعه افلام وتصدرت الاخبار، مثل ادوكس في المانيا واجفا جيفيرت في بلجيكا.

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل