المحتوى الرئيسى

العثور على سفينة نوح في تركيا

04/18 13:13

ادعي فريق من المستكشفين العثور علي سفينة نوح بالقرب من جبل آرارات في تركيا الذي يظهر في هذه (الصوره الارشيفيه الماخوذه في ارمينيا)

الرحله الاستكشافيه متاكده بنسبه 99.9%، لكن الاخرين غير متاكدين من ذلك.

ادعي فريق من المستكشفين المسيحيين انهم وجدوا بقايا سفينه نوح تحت الجليد والحطام البركاني في جبل ارارات بتركيا، لكن بعض علماء الاثار والمؤرخين لم ياخذوا ذلك الادعاء علي محمل الجد، كما فعلوا مع الادعاءات السابقه للامر ذاته.

 قال بول زيمانسكي عالم الاثار المتخصص في الشرق الاوسط بجامعة ستوني بروك بولايه نيويورك: “لا اعرف اي حمله استكشافيه ذهبت للبحث عن سفينه نوح، وعادت دون ان تجدها”.

كانت مجموعه من المستكشفين الاتراك والصينيين تُدعي (قساوسه سفينه نوح الدوليه) قد ادعت اكتشافها سفينه نوح يوم الاثنين الماضي بهونج كونج؛ مقر المجموعه.

 قال يونج وينج تشونج مخرج الافلام الذي صاحب المستكشفين لجريده “ذا دايلي ميل”: “ليس من المؤكد بنسبه 100% ان ما اكتشفناه هو سفينه نوح، لكننا نعتقد بنسبه 99.9% انها هي”.

الاحتفاظ بموقع سفينه نوح في تركيا سرًّا

 يدَّعي الفريق انه اكتشف بين عامي 2007 و2008 سبع مقصورات خشبيه عريضه مدفونه بعمق 13 الف قدم (4 الاف متر) فوق مستوي سطح البحر بالقرب من قمة جبل ارارات، وعاد المستكشفون الي الموقع مع فريق تصوير في اكتوبر 2009.

  يعتقد العديد من المسيحيين ان الجبل الموجود في تركيا كان المستقر الاخير لسفينه نوح التي يقول الكتاب المقدس انها حمت نوحًا وعائلته وازواجًا من كل انواح الحيوانات الموجوده علي الارض اثناء الطوفان المقدس الذي اباد معظم البشر.

  قال مان فاي احد اعضاء الفريق في تصريح له: “الهيكل مقسم الي مساحات مختلفه، ونعتقد ان البناء الخشبي الذي دخلناه هو البناء نفسه الوارد ذكره في الروايات التاريخيه…”.

 قال الفريق ان الخشب المؤرخ باستخدام تقنيه الكربون المشع، والماخوذ من موقع الاكتشاف ـ الذي لم يكشفوا عنه حتي الان ـ يظهر ان السفينه المزعومه تعود الي حوالي 4800 سنه، وهو ما يوافق تقريبًا الوقت الذي حدث فيه طوفان نوح، كما جاء في الكتاب المقدس.

خشب سفينه نوح.. صغير جدًّا جدًّا جدًّا

  امتدت الشكوك حول سفينه نوح المكتشفه الي عالِم واحد علي الاقل ممن يفسرون الكتاب المقدس حرفيًّا، ومن بينهم عالم البيولوجيا “تود وود” مدير مركز بحوث اوريجينز بجامعه برايان، تينيسي، الذي يدرس البيولوجيا في اطار نظريه الخلق.

 ويؤمن وود ـ بصفته واحدًا من القائلين بنظريه الخلق ـ بان الله خلق الارض واشكال الحياه المتنوعه فيها من العدم منذ حوالي 6 الاف سنه.. وقال: “لو قبلت بالتاريخ الحديث للارض فان التاريخ الناتج باستخدام الكربون المشع لا بد من اعاده تفسيره؛ ذلك لان تلك الطريقه عاده ما تنتج تواريخ اقدم بكثير من 6 الاف سنه”؛ فالتاريخ باستخدام الكربون المشع يقدر اعمار المواد العضويه من خلال قياس النظائر المشعه للكربون 14، والذي يُعرف بانحلاله بمعدل معروف بمرور الوقت.. ومن المعتقد، بشكل عام، ان تلك الطريقه تصل الي حدودها القصوي مع المواد التي تصل اعمارها الي 60 الف سنه، وكذلك من المعتقد ان عمر الارض اربعه مليارات ونصف عام.

 يعتقد “وود” ان التاريخ باستخدام الكربون المشع يحتاج الي تعديله بكل المجالات؛ ليعكس اطرًا زمنيه اقصر.. وقال انه بالنظر الي تلك المبالغه في تقدير التاريخ باستخدام الكربون المشع، فان للخشب الذي وجدته المجموعه لسفينه نوح يعود ـ حسب التاريخ “التقليدي” باستخدام الكربون المشع ـ الي عشرات الاف السنين اذا كان عمر الخشب، حقًّا، 4800 سنه.

 اضاف “وود“: اشك كثيرًا في ان يكون ذلك الهيكل المكتشف راجعًا لسفينه نوح؛ فتاريخ الخشب حديث جدًّا جدًّا جدًّا، ويعتقد ان السفينه لن تكتشف ابدًا؛ لانها “سوف تكون قد اصبحت اخشابًا للبناء بعد الطوفان”.

 قال “وود“: لو انك خرجت لتوك من السفينه، ولم يكن هناك اشجار، فمن اين لك ان تبني بيتك؟

لديك قارب خشبي ضخم وسوف تستخدمه حينها؛ لذلك اعتقد ان السفينه تمزقت واستخدمت كماده بناء بشكل اساسي.

هل وجدت سفينه نوح في البلد الصحيح امام الجبل الخطا؟

  السبب الاخر الذي يجعل العلماء متشككين حول الادعاء الاخير باكتشاف سفينه نوح ان سفر التكوين ـ اول اسفار الكتاب المقدس ـ لم يحدد قطُّ اي قمه جبل قد رست عليها السفينه في تركيا.

قال البروفيسور “جاك ساسون” استاذ التاريخ اليهودي والدراسات الانجيليه بجامعه فاندربيلت ـ تينيسي: “ان المفهوم برُمته غريب؛ ذلك ان الكتاب المقدس يُخبرك بان السفينه قد حطت في مكان ما بالقرب من اورارتو ـ وهي مملكه قديمه في شرق تركيا ـ  لكن الناس لم يربطوا جبل ارارات باورارتو الا في وقت متاخر عن ذلك”.

  وافق زيمانسكي من ستوني بروك علي ذلك؛ حين قال: “لم يربط احد ذلك الجبل بالسفينه حتي القرن العاشر قبل الميلاد”، واضاف انه ليس هناك دليل جيولوجي علي حدوث فيضان في تركيا قبل اربعه الاف عام تقريبًا.

 اضاف زيمانسكي ان “مستكشفي مجموعه (نواز ارك مينيستريز انترناشونال) يلعبون في منطقه مختلفه تمامًا عنا؛ فهو يلعبون دون اي اهتمام بالسجلات الاثريه والتاريخيه والجيولوجيه”.

هل هناك تفسير افضل لهيكل “سفينه نوح”؟

 حتي اذا وجد الفريق هيكلاً خشبيًّا او قاربًا علي جبل ارارات فان هناك تفسيرات اخري لكينونه ذلك القارب.

فمن الممكن مثلاً ـ علي حد قول زيمانسكي ـ ان يكون ذلك المكتشف ضريحًا بناه المسيحيون الاوائل؛ لتخليد ذكري الموقع الذي اعتقدوا ان سفينه نوح رست عليه.

  قال انه حتي في تلك الحاله التخيليه فانه لا يمكن ان تعود السفينه لاربعه الاف عام؛ فالانجيل لم يكن قد كتب بعد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل