المحتوى الرئيسى

كارولين هيرشل.. القصيرة التي طالت السماء

04/18 09:41

اشهر فلكيه في التاريخ بعد هيباتيا-الاسكندريه، واول امراه تكتشف المذنبات، وصلت الي 8 مذنبات بخلاف التجمعات السديميه، وقد ساعدت اخيها "وليم هيرشل" في اكتشاف كوكب أورانوس،  اول امراه تحظي باعتراف رسمي كفلكيه في اوروبا، وشريكه في اعداد الدليل العام الجديد للسماء، ما زال يمثل ارثا عظيما لكل المهتمين بعلم الفلك حتي الان.

ولدت "كارولين لوكريشيا هيرشل" في 16  مارس عام 1750م في هانوفر- بروسيا (المانيا حاليا)، لاب يعمل عازف موسيقي بالجيش، وام ربة منزل تؤمن بان البنات خلقن للزواج والانجاب ومهام المنزل وحياكه الملابس.

في سن العاشره، اصيبت "كارولين" بمرض التيفوس الذي اثر علي نموها، وظلت اثاره ظاهره علي جسدها النحيل طوال حياتها، فلم يزد طولها عن 130 سنتيمترا فقط.

قدر لها ان تكون "سندريلا" خادمه البيت، لكنها تعلمت من ابيها سرا، علي غير رغبه الام، وهو العزف علي الكمان والغناء، وربما وجدت في الموسيقي والغناء العزاء والسلوي من حياتها غير السعيده.

بسبب الحروب هاجر اخوتها الكبار، وبقيت هي في هانوفر في انتظار اللحظه المناسبه لتعلن عن وجودها واهميتها ودورها، الذي يتجاوز الاعمال المنزليه وحياكه الملابس.

بعد 5 سنوات من وفاه الاب، واتتها الفرصه، في عمر الـ 22، عندما تلقت دعوه من اخيها الاكبر، فريدريك وليم، لتلحق به في مدينه باث بانجلترا، رغم معارضه الام، وهناك اتقنت الغناء وبدات تظهر كمطربه في فرقه اخيها الذي يعمل بالغناء والموسيقي، وسرعان ما اصبحت المطربه الاولي للفرقه، بالاضافه الي اهتمامها برعايه منزله.

بالاضافه الي نجاحه كموسيقي محترف، كان "وليم" مولعا بمراقبه السماء ليلا، وفي منتصف عقده الثالث، اهتم  بدراسه علم الفلك، ونجح في تصميم تلسكوبات عاكسه لسبر اغوار النظام الشمسي، وبدات شهرته كواحد من اهم صناع التلسكوبات في انجلترا، وبدات "كارولين" تساعده في صقل وتلميع وضبط المرايا، وهي مهمه تحتاج الي دقه كبيره.

فتح لها "وليم" بابا واسعا علي السماء، فبدات في دراسه نظريات علم الفلك وعلم الجبر والمعادلات الرياضيه اللازمه والضروريه للحسابات والتحويلات الفلكيه، كاسس لمراقبه النجوم وقياس المسافات الفلكيه، وقد استغرقها ذلك العالم الجديد تدريجيا، لتجد نفسها شريكه لوليم في ولعه الخاص بمراقبه السماء ورصد ما يجري فيها.

في 1781م، اكتشف وليم، بمساعده كارولين، كوكب اورانوس، وفي نفس العام تم تعيينه كفلكي في بلاط الملك جورج الثالث، انتقل بعدها الي المرصد الملكي في "وندسور"، وقد كان علي "كارولين" ان تختار بين الاستمرار في احترافها للغناء والموسيقي، او ان تعمل كمساعد فلكي لاخيها، فاختارت ان تذهب معه الي "وندسور".

في عام 1783م، بدا "وليم" بدراسه استغرقت 20 عاما لمسح السماء ليلا، فدرس اجزاءها واحدا واحدا، وعملت "كارولين" معه في مسح مواقع النجوم وبعدها عن بعضها البعض، باستخدام تلسكوب عملاق كانا قد صمماه سويا.

كانت "كارولين" تقضي النهار كله في تقييم ملاحظاتها الليليه وتدقيق الحسابات الفلكيه اليوميه، قبل ان تبدا مع "وليم" في اعداد لائحه او كتالوج للمجموعات النجميه "عناقيد النجوم" والبقع السديميه، وكلما سمح لها الوقت، كانت تعمل بمفردها في ابحاثها الفلكيه الخاصه بها، باستخدام تلسكوب نيوتوني عاكس واسع المجال لدراسه السماء، كانت قد شاركت "وليم" في صناعته.

في 26 فبراير 1783م، رصدت "كارولين" عنقودا او تجمعا مفتوحا يعرف اليوم باسم NGC2360، ثم اكتشفت 14 سديم جديد من بينها السديم NGC205 المرافق لمجره المراه المسلسله" اندروميدا"، والسديم هو سحابه تتكون بشكل اساسي من الغبار وغازي الهليوم والهيدروجين.

في 1 اغسطس 1786م، رصدت "كارولين" جسما يتحرك ليلا ببطء في السماء، كما رصدته مره اخري في الليله التاليه، واعلنت عن اكتشافها كما وصفت مسار حركته، لتصبح "كارولين" اول امراه تكتشف مذنبا.

 ولاحقا جمع الاخوان، وليم وكارولين، 2500 من السدم والتجمعات النجميه في لائحه، تم توسيعها فيما بعد، وسميت الدليل العام الجديدNEW GENERAL CATALOG ، واصبح يشار للاجسام غير النجميه بالرقم الذي تحمله في هذا الدليل.

وبعد ان كانت "كارولين" لسنوات مساعده غير رسميه لاخيها، اصبحت خبرتها كعالمه فلك موضع تقدير، فقام الملك جورج الثالث بتوظيفها رسميا، في عام 1788م، ما جعل منها اول امراه في انجلترا تحظي بوظيفه فلكيه  مدفوعه الاجر.

في نفس عام توظيفها، تزوج "وليم"، مما يعني انه سوف يقضي وقتا اقل في المرصد، لذلك كرست "كارولين" وقتا اطول للدراسه والرصد، لتكتشف 7 مذنبات اخري، واحد منها يحمل اسمها حتي الان، كما سجلت اكتشافها للمجره الحلزونيه الجميله NGC-253 ، وقامت بتحديث واعاده تنظيم دليل النجوم الذي جمعه سابقا الفلكي البريطاني الشهير "جون فلامستيد"، وقد اضافت "كارولين" 560 نجما اليه، لم تكن موجوده في النسخه الاصليه، ونشرته الجمعيه الملكيه في 1798م، وما زال مستخدما حتي الان.

بوفاه "وليم"، في عام 1822م، عادت "كارولين" الي مسقط راسها في هانوفر، وهناك اكملت دليل السدم بالتعاون مع "جون"، ابن زوجه اخيها الراحل، والذي تضمن 2500 تجمعا سديميا.

وفي هانوفر، اصبح بيتها مزارا للعلماء من كل مكان ، فزارها كثير من العلماء، ومن بينهم الفلكي الالماني العظيم "كارل فريدريك جاوس".

سواء بمفردها او بمشاركه اخيها "وليم"، قدمت "كارولين" اكتشافات مهمه جلبت لها الاعتراف بانجازها والشهره والجوائز، خلال حياتها وبعد موتها، ففي 1828م، منحت الجمعيه الملكيه للفلك "كارولين" ميداليتها الذهبيه، ثم اختيرت مع "ماري سومرفيل" كاول عضوتين في الجمعيه الملكيه، كما عينت عضوا في الجمعيه الملكيه للعلوم في ايرلندا، وفي عيد ميلادها السادس والتسعين منحها ملك بروسيا "النمسا حاليا" الميداليه الذهبيه لاكاديميه بروسيا للعلوم، كما كرمها ملك الدانمرك بميداليه ذهبيه اعترافا بدورها.

وبعد رحيلها، تم تكريمها باطلاق اسمها الاوسط "لوكريشيا" علي كويكب تم اكتشافه في العام 1889م، كما تم اطلاق اسمها الاول "كارولين" علي فوهه بركان، تم اكتشافه في عام 1935، كما تم اطلاق اسمها الاول علي العنقود النجمي NGC-7789، والذي يعرف باسم "ورده كارولين".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل