المحتوى الرئيسى

"ماركيز".. من الفقر للعالمية.. رحلة في أنفاق العزلة خلّدها قلم!

04/17 14:59

استطاع ان يكتسب موهبته الادبيه من الحكايات الشعبيه والخرافيه، التي كان يسمعها من جدته، ورغم فقره وضعف الامكانيات نجح في الوصول للعالميه، ليصبح من اشهر الشخصيات، وحصل علي جائزة نوبل للآداب، انه الكاتب الامريكي، غابرييل غارثيا ماركيز- الذي كان يعرف باسم "غابو"-.

انفرد ماركيز بنموذجه الخاص لتكوين خليط من الخرافه والتاريخ، فهو يخلق عالمًا يمكن فيه تحقيق اي شيء، وتصديق كل شيء، بلغه جذابه مليئه بالالوان.

ولد بمدينه اركاتاكا شمال كولومبيا في الـ 6 من مارس عام 1927، وتقول عنه المصادر انه عاش معظم حياته في المكسيك واوربا، عمل صحافياً ليتنقل في عده بلدان من العالم اهمها روما، وباريس، كان بلا مال، حتي انه لم يتمكن من قراءه روايته "الاستسلام الثالث"، التي نشرتها صحيفه الاسبيكتادور عام 1960 لانه لم يكن يملك خمسه سنتات ثمن الصحيفه.

تعلم ماركيز من جدته الحكايات الشعبيه والخرافيه، التي حدثته فيها عن الاسلاف الموتي والاشباح والارواح الراقصه باسلوب تجريدي تبناه لاحقًا في رواياته.

وكتب ماركيز اولي رواياته في سن 23، متاثرًا فيها باعمال ويليام فولكنر، لكنها قوبلت بالكثير من النقد.

وفي عام 1965، لاحت لماركيز فكره كتابه اول فصول روايه "مائه عام من العزله" اثناء قيادته في الطريق الي مدينه "اكابولكو"، فاستدار في الطريق وعاد الي منزله وعزل نفسه في غرفته، مستهلكًا ست علب من السجائر في اليوم.

وخرج من عزلته بعد 18 شهرًا، ليجد عائلته مُدانه بـ 12 الف دولار، ولحسن حظه، كان قد كتب روايته الرائعه المكونه من 1300 صفحه، التي حققت الطبعه الاسبانيه الاولي منها اكبر نسبه مبيعات خلال اسبوع، لتصل مبيعاتها بعد ذلك لاكثر من 30 مليون نسخًه، وتُرجمت الي اكثر من30 لغًه.

ورغم الجدل السياسي المتزايد، تاكدت موهبه ماركيز الادبيه المتفرده بنشر روايته "الحب في زمن الكوليرا" عام 1986، التي تحكي قصه رجل يزداد ولعه بامراه علي مدار 50 عامًا حتي يصل اليها في النهايه.

تقدم ماركيز لخطبه زوجته، ميرسيدس بارشا، وعمرها 13 عامًا، وعاش الزوجان في المكسيك لاكثر من نصف قرن.

وانخرط ماركيز في العديد من المناظرات السياسيه، ابرزها مع الكاتبه سوزان سونتاغ، بخصوص دفاعه عما راه النقاد القمع المتزايد في كوبا، وتسبب ذلك في منعه من دخول الولايات المتحده لبعض الوقت، ورُفع هذا المنع لاحقًا، رافًه بحالته الصحيه، تلقي العلاج من مرض سرطان الغدد الليمفاويه.

تباطئت ابداعات ماركيز مع الوقت، واستغرق كتابه "مذكرات غانياتي الحزينات" عشره اعوام من الكتابه حتي صدر عام 2004، وفي اوائل عام 2006، اعلن عدم قدرته علي كتابه الروايات.

فازت روايه ماركيز "مائه عام من العزله"، بنوبل للاداب 1982، وله روايه شهيره ايضاً "الحب في زمن الكوليرا" 1985، الي جانب روايته الصغيره "ليس لدي الكولونيل من يكاتبه" 1961، وروايه "الجنرال في متاهته"، و"خريف البطريرك" 1975، و"قصه موت معلن" 1981، وقصصه القصيره في كتاب "عن الحب وشياطين اخري" 1994.

رفض ماركيز ان تتحول اعماله الروائيه الي افلام سينمائيه واطلق تصريحاته " انا افضل ان يتخيل قارئ كتابي الشخصيات كما يحلو له ان يرسم ملامحها مثلما يريد ليحلق في مخيلته دون قيود، اما عندما يشاهد الروايه علي الشاشه فان الشخصيات ستصبح ذات اشكال محدده هي اشكال الممثلين وكما يود المخرج ان يصورهم، وهي ليست تلك الشخصيات التي يتخيلها المرء اثناء القراءه".

عرفت الجماهير ماركيز في مختلف اصقاع العالم وقد ترجمت اعماله الي عشرات اللغات، من بينها العربيه، كان ماركيز احد المدافعين الرئيسيين عن الواقعيه السحريه، وهو اسلوب ادبي قال انه يجمع بين "الاسطوره والسحر وغيرها من الظواهر الخارقه للعاده".

وقالت الاكاديميه الملكيه السويديه عند منحه جائزه نوبل في العام 1982: "ان ماركيز يقودنا في رواياته وقصصه القصيره الي ذلك المكان الغريب الذي تلتقي فيه الاسطوره والواقع".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل