المحتوى الرئيسى

تحويل موقع "مجزرة سبايكر" في العراق لمزار مقدس لاستذكار ضحايا تنظيم داعش

04/17 13:00

تحول موقع اعدام تنظيم داعش مئات المجندين العراقيين عند ضفاف نهر دجلة في مدينه تكريت، مزارًا "مقدسًا" يستذكر فيه العشرات "مجزره سبايكر"، احدي اسوا عمليات القتل الجماعيه التي نفذها التنظيم.

ووضع في المكان نصب تذكاري رمزي احيط بالشموع والورود المصنوعه من البلاستيك، تخليدا لذكري مئات من المجندين، غالبيتهم من الشيعه، ابان هجوم كاسح شنه في العراق في يونيو، وسيطر خلاله علي مساحات واسعه في الشمال والغرب.

وبعد اكثر من اسبوعين علي استعاده القوات العراقية ومسلحين موالين لها مدينه تكريت (160 كلم شمال بغداد) من التنظيم، تحول الموقع الرئيسي لما عرف بـ "مجزره سبايكر"، نسبه الي القاعده العسكريه التي اعتقل المجندون علي مقربه منها شمال تكريت، الي محجه لشرائح واسعه من العراقيين.

ويزور عشرات المقاتلين يوميًا الرصيف الضيق الملاصق للنهر، والواقع داخل مجمع القصور الرئاسيه الشاسع في تكريت، والذي شيد في عهد الرئيس الاسبق صدام حسين المتحدر من قريه مجاوره لتكريت.

كما يزور الموقع اقارب لمجندين لم يتم العثور علي جثثهم بعد في المقابر الجماعيه التي وجدت في المجمع، قادمين من مناطق مختلفه في العراق، اضافه الي وفود من رجال الدين والطلاب والفنانين.

واثارت هذه "المجزره" التي فقد خلالها ما يصل الي 1700 شخص، سخطًا وغضبًا عارمين لا سيما لدي الشيعه، وشكلت احد ابرز الاسباب التي دفعت عشرات الالاف منهم لحمل السلاح والقتال الي جانب القوات الامنيه، لاستعاده السيطره علي المناطق التي سقطت بيد الجهاديين.

وتحمل الزيارات الي الموقع مزيجًا من مشاعر التضحيه والفخر بالضحايا.

ويقول الشيخ ضرغام الجبوري لوكاله فرانس برس "(في) هذا المكان سطرت دماء الشهداء"، ولذلك يجب ان يصبح "رمزًا للشهاده، رمزًا للتضحيه من اجل هذه التربه العظيمه". ويضيف "يجب ان يكون هذا المكان متحفا لجميع العراقيين".

وبكي هذا الشيخ الذي لف راسه بعمامه بيضاء وارتدي عباءه سوداء، وهو ممثل لوكيل المرجع الشيعي الاعلي السيد علي السيستاني في بغداد، تاثرًا وهو يتلو الفاتحه عن ارواح الضحايا قرب النصب التذكاري الرخامي.

ويقارن الجبوري بين قتل المجندين في تكريت، وواقعه مقتل الامام الحسين في كربلاء علي يد جيش يزيد بن معاويه في القرن السابع ميلادي، مرددا قول الامام الحسين خلال تلك المعركه "هيهات منا الذله".

وقبل ايام من زياره الجبوري، شدد معين الكاظمي وهو قيادي في "منظمه بدر" التي يعد جناحها العسكري من ابرز الفصائل الشيعيه المقاتله الي جانب القوات الحكوميه، علي اهميه الحفاظ علي الموقع.

وقال من المكان نفسه كالجبوري "ستستمر هذه الزيارات، وسنؤهل هذه المنطقه لتكون رمزًا للجريمه التي ارتكبها هؤلاء الداعشيون (في اشاره الي عناصر التنظيم الذي يعرف باسم داعش) ومن تحالف معهم (...) لتكون علي مر التاريخ وصمه عار في جباه هؤلاء".

وبين زوار المكان ايضًا، كاظم عبد الحسن الذي فقد في مجزره سبايكر، احد اقاربه الذي كان مجندًا في القاعده، دون ان يعرف مصيره حتي الان.

ويقول عبد الحسن انه تلقي اتصالًا هاتفيًا من قريبه في يونيو يبلغه فيه انه نقل الي مجمع القصور الرئاسيه، قبل ان ينقطع الاتصال به.

وبعد سيطره الجهاديين علي مساحات واسعه من البلاد، انضم عبد الحسن الي "كتائب جند الامام"، وهي فصيل شيعي يقاتل الي جانب القوات الامنيه لاستعاده المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش.

ويتولي هذا الشاب المولود في العام 1985، مراقبه الموقع الذي يعتبره "مقدسا". ومن علي شرفه مطله علي النصب، تطارد الذكريات عبد الحسن الحامل رشاشا من نوع "كلاشينكوف" يوجهه نحو النهر.

ويقول "اتذكرهم (الضحايا) واقضي بعض الليل بالبكاء لانه منظر مؤلم، وامر ليس سهلًا. 1700 نفر (شخص)... ودمهم لا يزال موجودًا امامنا".

ونشر التنظيم المتطرف في يونيو، صورًا واشرطه مصوره توثق عمليات القتل الجماعيه بحق المجندين، بينها مشاهد يقتاد العشرات منهم الي حافه النهر، قبل اطلاق النار علي مؤخره راس كل منهم، قبل رميه في المياه. ولا تزال اثار الدماء ماثله عند الحافه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل