«هرر» و«هايتي» و«لاسا».. ثلاث من أشهر المدن الدينية في العالم - ساسة بوست

منذ 30 دقيقه، 16 ابريل,2015

الدين لله وحق الاختيار للجميع, ودائما ما يبحث الناس في طقوسهم الدينيه عن الامان والراحه النفسيه واسبابٍ لتحمل مشقه الحياة اليوميه، علي اختلاف الطقوس الدينية بين الشعوب والاديان المختلفه.

«هرر» احفاد بيت النبي محمد

تخيل مدينه توقفت عند الف عام مضت منذ انتشار الإسلام بها, والف عام ايضًا هو عمر مساجدها, مدينه هرر الاثيوبيه مدينه الاولياء التي توقفت فيها عقارب الساعة منذ اسلام النجاشي ملك الحبشه, لكن اليوم لا يدين حاكمها بالاسلام, فهي المدينه الافقر معدومه الخدمات تحت حكومه نصرانيه, 82 مسجدا صغيرا بالمدينه التي تحتضن اكثر من مائه من قبور الاولياء والاضرحه مزار جنسيات مختلفه وملجا اهل المدينه في الحوائج.

يعتقد ان المهاجرين العرب هم من اسسوا البلده في القرن العاشر الميلادي ومنها اصبحت اشهر مدينه اسلاميه ومزارًا لحاملي كل الاديان حتي ان بها بيتًا بناه تاجر هندي يحمل اسم الشاعر الفرنسي الشهير ارثر رامبو وهو يجاور منزلًا اقام به الشاعر الفرنسي اثناء زيارته لهرر وكتابته عن مدينه توقف الزمن عندها مازال اهلها يتخذون من الماشيه وسيله نقل ومعينًا علي الحياه ويبنون بيوتهم من الطين ويلعبون مع الضباع في عروض تجذب الكاميرات.

ازقتها مشرقه بالالوان الزاهيه ونساؤها يرتدين فساتين برتقاليه صارخه وزرقاء واحمر صريحًا, امير هرر هو الامير عبد الله بن محمد، اخر امراء وقاده هرر الـ72, وبواباتها الست مقر بضاعتها فهي المشهوره بالقهوه لكن الحكومه الاثيوبيه تمنعها من توسيع نشاطها بها فتعتمد علي الحطب المستخدم كوقود مصدرًا للرزق.

تم ادراج هرر في قائمه التراث العالمي في عام 2006 من قبل منظمه اليونسكو فهي رابع مدينه مقدسه للاسلام مع 82 مسجدا يرجع تاريخ ثلاثه منهم الي القرن العاشر الميلادي و102 ضريح هما كل ما يملكه ابناء المدينه السعداء.

«الفودويون» في هايتي خادمو الارواح

يؤمن الفوديون بـ‹بونديه› الهًا خالقًا بعيدًا ومجهولًا لكنه لا يشفع في امور البشر، لذا لم تكن عبادتهم خالصه له بل وجهوها تجاه الارواح الخاضعه له فيما يسمي باللوائيه، وتكون كل لوائيه مسئوله عن جانب معين من الحياه، وتتمتع بمميزات شخصيه ديناميكيه ومتغيره تعكس العديد من الاحتمالات في جوانب الحياه التي يوجهونها وشفعاء لكل طلب.

يعتقد الفودويون بان ارواح ذويهم المتوفين ترتفع للاله وهي تحمل طاقتها التي تخمد بمرور السنين ولجعلها منيره وعونًا لاهل الارض في حاجتهم يذبحون من اجلها الحيوانات ويجددون طاقه الروح وتتم طقوس الذبح لارضاء الاله “لوا” ومن اجل مزاوله النشاط اليومي، يؤسس الفوديون علاقات شخصيه مع اللوائيه من خلال تقديم القرابين وعمل الذبائح الشخصيه والاهداف التعبديه والمشاركه في الاحتفالات المعقده من الموسيقي والرقص وامتلاك الروح.

نشات الفودو في القرن الثامن الميلادي عن مستعمره العبيد الفرنسيه “القديس دومنيك” عندما تم قمع الممارسات الدينيه الافريقيه بفعاليه، واجبار الافارقه علي اعتناق المسيحيه, لكن اليوم تعود ديانه الفودو الي غرب افريقيا مرتبطه بديانات ورموز منتسبه لشعوب افريقيه اخري مثل “يوربا” و”باكونجو” و”تاهينو” مع المسيحيه الرومانيه والماسونيه الاوروبيه.  

«لاسا» ارض الرهبان ومدينه شمس البوذيه

عندما سمعت ‹زونيم› ووالدتها ‹ياجندا› بنبا طفل يدعي انه الديلاي لاما الجديد تذكرتا علي الفور الاب الذي غادر قبل عام متجها الي العاصمه “لاسا” مشيا علي الاقدام للحج لكنه لم يعد حتي الان, ساعد الاسره الصغيره في حياتها اعتمادها علي الثور التبتي الذي يؤمن كل شيء، فالخيمه مصنوعه من جلده، ويتدفؤون بواسطه برازه، ويشربون حليبه، او يقايضونه مقابل اشياء اخري ويعيش حولهم الكثير تقوم حياتهم علي ما يجود به الاخرون.

الصغير الذي ادعي البركه يعيش في معبد بوذي بقلب جبال الهمالايا لا يعرف من وسائل اللهو سوي المخطوطات الحاويه لتراث يزيد عمره عن الف سنه ومنذ راودته روح الديلاي لاما بداخله لجا الي “درامسالا” واتخذها منفي ليعلن منها رسالته لمدينة الشمس وارض الالهه “لاسا” عاصمه اقليم التبت وسقف العالم التي ترتفع عن سطحه 3600 متر.