المحتوى الرئيسى

أسامة شلتوت سفير مصر بالخرطوم لـ"بوابة روزاليوسف": السودان لم يدعم الجانب الإثيوبي على حساب القاهرة في أزمة سد النهضة

04/15 11:49

 - السيسي اعاد العلاقات بين مصر والسودان الي وضعها الطبيعي

- التبادل التجاري بين مصر والسودان يشهد نقله نوعيه خلال الفتره المقبله

حاوره في الخرطوم : اسلام عوض

في ظل الاحداث المتلاحقه التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط والوطن العربى وما يشهده من صراعات وتحديات للنيل من وحده صفوفه وامنه القومي كان لنا هذا الحوار مع السفير اسامه شلتوت سفير مصر بالسودان والذي لقبه الاشقاء السودانيون ب"عمده المصريين" بالسودان، والذي تناول حقيقه العلاقات المصرية السودانية منذ قيام ثوره 25 يناير مرورا بفتره حكم المجلس العسكرى للبلاد ، ثم فتره حكم الاخوان ، ثم ثوره 30 يونيو وصولا لحقيقه العلاقات المصريه السودانيه بعد تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر ..  والي نص الحوار :-

حدثنا عن بدايه عملك بالسلك الدبلوماسي ؟

- بدات عملي في اداره المعلومات والبحوث بوزاره الخارجيه عام 1989 ، ثم عملت سكرتيرا ثالثا وقنصلا لمصر في اندونيسيا عام 1992 ، وكان ذلك لمده اربع سنوات ونصف ، وعملت بعد ذلك بمكتب مساعد وزير الخارجيه للعلاقات متعدده الاقطار ، ثم عملت رئيسا للمكتب السياسي بالسفاره المصريه بالكويت منذ عام 1997 ، وحتي عام 2001 ، ثم عينت مديرا لمكتب مساعد اول وزير الخارجيه ، الي ان عملت قنصلا لمصر في فرانكفورت من عام 2002 وحتي عام 2004 ، ثم نائبا للسفير المصري بالخرطوم ، لمده اربع سنوات ، وعدت مره اخري للعمل بوزاره الخارجيه مديرا لاداره المنظمات غير الحكوميه ونائب مساعد الوزير للشئون البرلمانيه ، ثم توليت مؤخرا منصب سفير مصر بالخرطوم .

ما هي اهم التطورات التي شهدتها العلاقات المصريه السودانيه خلال فترتي عملك بالخرطوم ؟

- العلاقات المصريه السودانيه مرت بمراحل عديده ومختلفه صعودا وهبوطا ، فعند قبام ثوره 25 يناير بادر الرئيس عمر البشير بزياره مصر كاول زعيم عربي افريقي مهنئا المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحه ائذاك، علي نجاح الثوره الشعبيه التي وقف بجانبها وحماها الجيش تنفيذا لاراده الشعب المصري ، وقام بتقديم منحه لمصر عباره عن 500 راس ماشيه واطنان من السمسم السوداني ، مباركه منه علي نجاح ثوره يناير ، مما يؤكد علي عمق العلاقات التاريخيه بين شعبي وادي النيل ووقوف القياده والشعب السوداني بجانب اراده الشعب المصري ، في التغيير والتي كانت محل اشاده من دول العالم ، ثم جاءت زياره الدكتور عصام شرف للخرطوم في اول زياره لرئيس وزراء مصري بعد الثوره علي راس وفد رفيع المستوي تاكيدا علي اهتمام مصر باحداث نقله نوعيه في العلاقات المصريه السودانيه ، وتراس مع النائب الاول للرئيس السوداني اللجنه العليا المشتركه للبدء في ارساء مباديء جديده للتعاون بين شعبي وادي النيل ثم مرت العلاقات المصريه السودانيه بمرحله جديده عند تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم ، حيث كان الجانب السوداني يتطلع لان تشهد العلاقات تطورا كبيرا وتعاونا وثيقا علي كافه الاصعده ، ولكن فوجيء الجانب السوداني بحدوث عكس ذلك ، مما مثل صدمه للاشقاء في السودان ، جعلت العلاقات بين البلدين تمر بمرحله من الترقب والحذر ، واتضح ذلك من خلال نبره الاستياء في احاديث القيادات الفكريه السودانيه ، خاصه بعد تجاهل الرئاسه القيام بزياره رسميه للخرطوم الا بعد مرور عشره اشهر علي وصول مرسي للحكم مما اثار تساؤلات عديده حول اولويات السياسه الخارجية المصرية في القاره الافريقيه ثم مرت العلاقات المصريه السودانيه بمرحله اخري عقب ثوره 30 يونيو ، وكانت هي الاصعب في تاريخ العلاقات بين البلدين ، وعندها قامت الدبلوماسيه المصريه بجهد كبير لتوضيح الحقائق للجانب السوداني الذي اعلن رسميا احترامه وتاييده مجددا لاراده الشعب المصري وعدم تدخله في الشان المصري .

ما هي اهم الانجازات الدبلوماسيه التي حققتها منذ توليك المسئوليه عقب ثوره 30 يونيو ؟

-  لقد قمنا كدبلوماسيه مصريه بالسودان ببذل الجهد لعوده العلاقات الي مسارها الطبيعي ودفعها للوصول لمستوي متميز يشكل دعما رئيسيا لشراكه مصريه سودانيه حقيقيه تعكس عمق العلاقه التاريخيه بين شعبي وادي النيل حتي تعود ثمارها علي البلدين ، وساعد في ذلك استعداد الجانب السوداني لرفع مستويات التعاون مع مصر علي كافه الاصعده ، واقراره عدم التدخل في شئون مصر الداخليه واحترام اختيارات شعبها ، فهناك علاقات متنوعه ومتشابكه بين مصر والسودان علي كافه المستويات سواء الحكوميه او الحزبيه او منظمات المجتمع المدني اضافه الي الدبلوماسيه المصريه الشعبيه التي كان لها دور كبير في بعض المراحل التي مرت بها العلاقات بين البلدين ، فهي دائما ما تكون بمثابه صمام الامان للعلاقات المصريه السودانيه .

حدثنا عن نتائج زياره الرئيس عبدالفتاح السيسي للسودان ، وهل بدا البلدان جني ثمار هذه الزياره ؟

- قبل ان اتحدث عن نتائج الزياره ، اريد ان اسلط الضوء علي بدايه العلاقه ما بين الرئيسين السيسي والبشير ، وهي بدات عقب الانتخابات الرئاسيه في مصر ، وفوز الرئيس السيسي بمنصب رئيس الجمهوريه ائذاك قام المستشار عدلي منصور بدعوه الرئيس البشير لحضور مراسم حفل تنصيب الرئيس ، وحينها قام البشير بالاتصال بالسيسي لتهنئته وتقديم الاعتذار عن عدم امكانيه حضوره للاحتفال نظرا لظروفه الصحيه التي كان يمر بها ، وهي نفس الظروف التي منعته ايضا من حضور الافريقيه وقتها ، وقام بايفاد النائب الاول لرئيس الجمهورية السوداني لحضور الاحتفال تاكيدا منه مباركه القياده السودانيه لخيار الشعب المصري ، ورغم ذلك ترددت اشاعات مغرضه حاولت النيل من العلاقات الاخويه بين البلدين ، ثم جاءت زياره الرئيس السيسي للسودان في اول جوله خارجيه له لتقضي علي كافه الاشاعات المغرضه ، لتؤكد بدء مرحله جديده في العلاقات بين البلدين ، وتناولت هذه الزياره جميع القضايا الدوليه والاقليميه ذات الاهتمام المشترك ، وبحث سبل التعاون في كافه المسارات وتجنب اثاره القضايا الخلافيه بين البلدين ، وكان ذلك مسار ترحيب متبادل من الرئيسين ، ووجه السيسي دعوه لنظيره السوداني لزياره مصر ، اما عن ثمار نتائج زياره السيسي للخرطوم ، جاء علي راسها افتتاح المعبر البري "قسطل اشكيت" بين البلدين ، وهذا المعبر يعد نقله نوعيه في العلاقات التجاريه بين البلدين ، حيث ان الطريق البري سيزيد من فرص التبادل التجاري ويفعل تجاره الترانزيت في اطار اتفاقيات الكوميسا ، وسوف يقلل ذلك من تكلفه النقل والشحن للحركه التجاريه بين البلدين بنسبه تتراوح بين 60 و 70 % مقارنه بتكلفه النقل البحري والجوي ، ثم اعقب ذلك تلبيه البشير للدعوه لزياره مصر، حيث اتفق اثناء الزياره علي ترفيع اللجنه المشتركه بين البلدين الي المستوي الرئاسي ، وهي بذلك تعد اول لجنه عليا مشتركه لمصر تعقد علي المستوي الرئاسي ، ثم تلي ذلك مشاركه البشير بالمؤتمر الاقتصادي والقمه العربيه بشرم الشيخ ، اضافه الي حرص السيسي للالتقاء بالرئيس عمر البشير خلال القمه الافريقيه الاخيره ، فضلا عن تلبيه الرئيس السيسي لدعوه اخيه الرئيس البشير لزياره السودان والتوقيع علي اتفاق المبادئ الخاص بسد النهضة بين مصر والسودان واثيوبيا ، وهذا التقدم الكبير في العلاقات بين مصر والسودان من اهم نتائج  الزياره .

هناك اتهامات موجهه للسودان بالاضرار بحقوق مصر التاريخيه في مياه نهر النيل ، وعدم مسانده مصر في موقفها من مشروع سد النهضه .. ما حقيقه ذلك ؟

- السودان ومصر تربطهما اتفاقيات تاريخيه تحفظ حقوق المياه للبلدين ، وهناك هيئه فنيه مشتركه برئاسه وزيري الموارد المائيه بالبلدين تجتمع بصفه دوريه للاشراف علي مجري نهر النيل في مصر والسودان، وانطلاقا من اهتمام القياده المصريه بملف الامن المائي ، اوفد الرئيس السيسي وزير الموارد المائيه حسام مغازي بعد تكليفه بالوزاره بايام قليله  الي السودان، حيث شهدت هذه الزياره الاتفاق علي تفعيل المسار الفني لسد النهضه وعقد اجتماعات فنيه مشتركه ثلاثيه الاطراف بالخرطوم بين القاهره والخرطوم واديس ابابا لوضع خارطه طريق للانتهاء من الدراسات التي اوصت بها لجنه الخبراء الدوليين ، مما ينفي عدم صحه ما تردد عن دعم القياده السودانيه للجانب الاثيوبي علي حساب الجانب المصري .

استطيع ان اؤكد لك بكل وضوح وصراحه ، ان السودان شريك ايجابي في المباحثات الفنيه الثلاثيه، ويبذل جهدا كبيرا من اجل حل الكثير من العقبات التي كانت تعتلي المسار الفني لمشروع سد النهضه ، وكان يقف في صف المؤيد بقوه لوجهه النظر المصريه ، مما كان له كبير الاثر في حل الكثير من النقاط الخلافيه التي اعترضت عليها مصر في الاجتماعات الفنيه المشتركه .

حدثنا عن الاستثمارات المصريه في السودان ، ودوركم في ايجاد الحلول لما تواجهها من صعوبات ؟

- اود ان اوضح لك ان الاستثمارات المصريه المتراكمه في السودان منذ عام 2000 وحتي عام 2015 ، بلغت قرابه 11 مليار دولار ، منها مليارا دولار منصرف فعلي بمشروعات قائمه، فالمناخ الاستثماري بالسودان يشجع علي جلب المزيد من الاستثمارات في المجالات المختلفه ، وايمانا من الرئيس البشير باهميه الاستثمارات المصريه بالسودان ، التقي خلال مشاركته في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ كبار المستثمرين المصريين والمهتمين بالاستثمار في السودان ، وناقش معهم كل المشاكل التي تواجههم ، ووعد بتذليلها من خلال خلق بيئه تشريعيه جديده تكون اكثر جاذبيه للمستثمر ، كما اعاد طرح مبادرته لتنفيذ مشروع الامن الغذائي العربي اثناء اعمال المؤتمر .

  اؤكد لك اننا كدبلوماسيه مصريه تقوم بدور الدفاع والحفاظ علي حقوق المستثمر المصري بالسودان ، ولا ندخر جهدا في تقديم العون لاي مستثمر مصري .

  وهناك مساعي مصريه لمساعده السودان في انهاء العقوبات الاقتصاديه المفروضه عليه من قبل بعض الاطراف الدوليه، من خلال تواصل القاهره مع شركائها الدوليين ، فضلا عن تخفيف الديون الخارجيه علي السودان واعاده جدولتها بنادي باريس ، ايمانا من القياده المصريه باهميه وعمق العلاقات الاستراتيجيه بين البلدين .

اثناء المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ طالب البشير مصر بازاله القيود الاداريه والجمركيه بين البلدين لزياده الحركه التجاريه .. هل هناك جديد بشان هذا المطلب ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل