المحتوى الرئيسى

"اليوم السابع"يرصد كواليس عودة المصريين من اليمن عبر عمان..العائدون:السير وسط الحرب والدمار أصعب شىء فى رحلتنا..صاحب فندق عمانى أمر بإخلائه من النزلاء لأجلنا..وضابط عمانى دفع ثمن إقامتنا من جيبه الخاص

04/14 21:17

تدهورت الاوضاع في اليمن، وتدهورت معها احلام وامال المصريين العاملين هناك، وما بين النجاه من الموت قتلاً، وبين النجاه من الموت قصفًا، كان الهروب هو طوق النجاة، والعوده هي الامل الوحيد.

توجه "اليوم السابع" الي الحدود العمانيه اليمنيه لاستقبال عدد من العائدين من اليمن الي مدينه صلاله العمانيه عبر منفذي المزيونه الحدودي بين السلطنه واليمن ورصدت معاناتهم .

البعض حمد الله علي عودته سالمًا بعدما وصل الي عمان وشعر بالامن والامان، وبعضهم تحدث عن المصريين العالقين هناك الي جانب ما حدث لهم من خوف ورعب وما حدث للمصريين هناك خاصه بعد تدهور الاوضاع الامنيه في اليمن .

واعتبر البعض الوصول الي الحدود انتحارًا لبعد المسافات التي قد تصل الي اكثر من 1500 كم، خاصه لو كان معه اسرته .

الزميل محمد سعد في استقبال القادمين من اليمن بعد خروجهم من الحدود

المسافه بين مسقط وصلاله اقرب مدينه للحدود العمانيه اليمنيه اكثر من (2000 كم) الفي كيلو متر ذهابًا وايابًا، والمسافه بين صلاله والمزيونه نقطه الحدود العمانيه اليمنيه اكثر من (350) كم ذهابًا وايابًا، لذلك كان الطريق الوحيد امامنا هو الذهاب بالطائره لكي نستفيد من الوقت، وتقدر مسافه الرحله ساعتين ونصف ذهابًا وايابًا بين مسقط وصلاله .

عندما وصلنا الي مدينه صلاله بصحبه الدكتور عبد الرحمن عاصي، نائب رئيس نادي الجاليه المصريه بمسقط، وكان الاستقبال كبيرًا من قبل الجاليه المصريه هناك، استقبلونا ووفروا لنا كل الامكانيات، واتفقنا علي الذهاب اولا لولايه المزيونه علي الحدود العمانيه اليمنيه لاستقبال 29 مصريًا فارين من اليمن ذلك اليوم، لكي نتعرف عليهم وعلي صعوبه رحلتهم وما يحدث هناك.

وبعد ان قطعنا مسافه كبيره من الطريق، تاكدنا اننا لن نستطيع التصوير هناك بدون تصريح، لذلك توقفنا وعدنا الي صلاله مره ثانيه، وتابعنا اجراءات انهاء سفرهم من هناك، وبعد جهد من البعثه القنصليه بقياده المستشار حازم حنفي، ومساعده السلطات العمانيه، تم انهاء كافه الاجراءات، ولان الوقت تاخر اضطروا للمبيت ليوم الجمعه حتي يؤمن لهم الجيش العماني "باصات" تنقلهم من المزيونه الي صلاله، انتظرنا يومًا كاملاً واضطررنا للمبيت لليوم الثاني، وعندما علمنا بتحركهم، تحركنا لملاقاتهم في الطريق، كانت المقابله في الساعه الخامسه بعد العصر .

وعلي طريق صلاله المزيونه التقينا ورحبنا بهم واصحطبناهم الي فندق "بامصير" مكان اقامتهم في صلاله قبل حجز تذاكرهم ونقلهم الي مطار صلاله ومنه الي مطار مسقط الدولي لسفرهم علي خطوط مصر للطيران .

لنجاح اجلاء المصريين من اليمن، كانت هناك مجموعات عمل بين الحدود وصلاله ومسقط، بقياده البعثه العمانيه التي تتواجد في المزيونه باستمرار وتتنقل بين صرفيت وصلاله بقياده المستشار حازم حنفي وسعيد صديق، بمساعده السلطات العمانيه ووالي المزيونه، الي جانب مصريين من المزيونه وصرفيت وصلاله ومسقط، من اجل استقبال العائدين وانهاء اجراءات سفرهم الي القاهره مع توفير تنقلاتهم واقامتهم وكل سبل راحتهم منذ الوصول وحتي اقلاع الطائره الي مطار القاهره الدولي .

في مدينه صلاله التقينا ببعض القادمين وتعرفنا عليهم وعلي ما حدث لهم، البدايه كانت مع الدكتور ايمن العربي من المنوفيه، الذي قال "كل محافظات اليمن تختلف عن بعضها وهناك قنابل وضرب قوي ومشاكل عديده في بعض المحافظات وهناك محافظات هادئه".

اما "ربيع محمد محمد عزام"، مصري من قريه الجابريه بالمحله الكبري محافظه الغربيه، فقال :"منذ تحركنا من اليمن وحتي وصولنا الي الحدود العمانيه مرت علينا ساعات طويله من الرعب والخوف والقلق، الموقف صعب جداً لا يوجد بترول والوضع سيء وغير قادرين علي التحرك".

وتابع ربيع محمد: "كنت مقيم في مدينه كبيره اسمها المسله، تعتبر اكبر مدينه في الجنوب في حضر موت، يوجد بها اطباء مصريين وكل المستويات ولكن الوضع سيء جدًا، كل شيء مغلق في اليمن، لا يوجد مواصلات ولا وزارات ولا اي شيء، وابتعدنا قدر الامكان عن اماكن القصف والمناطق التي بها الحوثيين او القاعده، شاهدنا وسمعنا الكثير والكثير، مدافع هاون ضربت بجانبنا مباشره وفجرت عماره كبيره باكملها، خسرنا كل شيء".

بعض القادمين من اليمن في باص الجيش العماني

وشاركه في الراي زميله مسعد محمد عزام الذي قام بالتوقيع علي تنازل واقرار باننا تسلمنا جوازات السفر من مكتب شئون الموظفين بسبب الامن المتوتر في البلاد واننا مسئولون عن ذلك ونخلي مجموعه كردوس التجاريه (هايبر المستهلك) مسئوليتهم عنا واننا وبرغبتنا وكامل قوانا العقليه، ووقع الجميع، وبذلك وقعنا اننا اخذنا جميع مستحقاتنا وليس لنا مستحقات عندهم.

وقال "سامي عبد الغني ابراهيم شمسان"، يعمل في مجموعه العمودي للمقاولات: نشكر المسئولين والسيد الرئيس علي اهتمامهم بنا ونشكر الجاليه المصريه في صلاله التي استقبلتنا، وبالفعل نسينا كل شيء صعب بعد وصولنا الي صلاله والحمد لله" .

حكي المهندس محمود محمد رحلته بالتفصيل قائلاً: "رحلتي للحدود كانت طويله، رايت فيها ما لم اكن اتوقعه او اتصوره، رايت مقتل ناس في شمال اليمن، ولكن في الجنوب لم اري شيئا، اكثر من 12 ساعه رعب، لا احد يعلم ماذا يخبئ له القدر، وصلنا الي منفذ المزيونه وشعرنا بالامان".

وضحك محمود قائلاً: "الطريف انهم قالوا لي ان صاحب الفندق عماني، وقد امر باخلاء الفندق من النزلاء فيه، وقام بالغاء حجز لعريس كرامه للمصريين، ولذلك اشكر الجاليه المصريه بعمان وعلي راسهم المستشار حازم حنفي".

بعض المصريين مع بعض ابناء الجاليه في المزيونه علي الحدود

وتابع محمود لـ"اليوم السابع" قائلاً: "نزلنا في فندق هناك والضابط العماني هو من دفع وحجز لنا الفندق، شكرنا الضابط والجنود، صباح اليوم التالي في حوالي الساعه 11 صباحًا تعرفنا علي المهندس محمد، احد المصريين يعمل بصلاله، ورحب بنا جدًا واخذنا كي نصلي الجمعه وبعد ذلك اعادنا الي الفندق بعد اصراره علي تقديم الغداء لنا ولكننا رفضنا حرصًا منا علي العوده الي الفندق" .

واكمل "اقل ما يقال ان المصريين في المزيونه وصلاله الجاليه المصريه كانوا فعلا يعملون علي قدم وساق دون كل او مل والابتسامه دائمًا علي وجوههم الي اني اريد ان اقول انني فخور اني مصري واني فخور بما تقوم به السفاره المصريه ووزاره الخارجيه والجاليه المصريه من مجهود كبير جدًا ومهما قلنا ما وفيناهم حقهم" .

سالنا المستشار حازم حنفي عن اصعب المواقف واكثر طلبات المصريين العائدين فقال: "منذ بدايه اجلاء المصريين القادمين من اليمن ونحن علي الحدود بين المزيونه وصرفيت وصلاله، والحمد لله كل المجموعات التي وصلت نحاول تخليص اجراءاتها وتسفيرها الي مصر بالتعاون الكبير مع السلطات العمانيه".

اما اصعب شيء فهو التاخير في وصول المصريين خاصه وانهم يرون الكثير من المشاكل في طريقهم، ورحله طويله داخل اليمن تصل الي يومين وسط الخوف والقلق، وعندما يصل بعد رحله طويله يكون علي عجاله من تخليص اجراءات سفره ومتوقع انه في خلال ساعه سياخذ التاشيره ويسافر، لكن هناك بعض الاجراءات التي قد تصل ليوم كامل من اجل تخليص اجراءات سفرهم وحجز تذاكرهم وتامين وصولهم الي مصر .

سالنا ابناء الجاليه المصريه عن اصعب المواقف التي سمعوها من بعض المصريين القادمين، فقال عبد الحميد سليمان وهو ممن يستقبلون القادمين من اليمن، عن اصعب المواقف التي شاهدها والتي قالوا له عنها فقال: "الموقف الذي ابكاني شخصيًا عندما وصلت احدي المجموعات المصريه الهاربه من اليمن الي الفندق وكان معهم اطفال صغار دون السادسه ونزل احدهم من الباص وكانه رجل عنده 80 او 90 عامًا والمنظر كان صعبًا عندما رايته يمشي، شعرت بمدي المعاناه التي تعرضوا لها".

استقبال المصريين عند وصولهم لصلاله

وقد اخبرنا احد المهندسين ومعه اسرته انهم باليمن عندما وصلوا الي الباص ليركبوه الي الحدود العمانيه وجدوا الباص قد امتلا فركبوا الباص الثاني وعندما تحركوا ولحقوا بالباص الذي فاتهم وجدوه قد اطلق عليه قذيفه من احد المدافع الحوثيه ودمر باكمله.

قصص اخري عديده قصها المصريون الفارون من اليمن ابكتنا، فمنهم من ضاعت عليه سنوات عمله العديده ولم يعود بشيء، ومنهم من فقد اعز اصدقائه، ومنهم من عاد ولا يعرف عن مصيره القادم شيئا، ولكن في النهايه الجميع حمد الله علي عودته سالمًا الي بلده ووطنه.

اسر مصريه بعد وصولهم للفندق

ترحيب بالمصريين بعد نزولهم من باصات الجيش العماني

عبد الحميد سليمان يتحدث لـ"اليوم السابع"

صوره جماعيه مع المستشار حازم حنفي

باصات الجيش العماني وبها المصريون في طريقهم للفندق

المستشار حازم حنفي يتحدث لـ"اليوم السابع"

صوره اخري للاقرار وعليه بصمات المصريين

ربيع محمد يتحدث لـ"اليوم السابع"

"اليوم السابع" يتحدث مع عاطف صقر

الزميل محمد سعد يتحدث مع ابناء الجاليه المصريه في صلاله

وزير مفوض رانيه البنا والمستشار اشرف شاكر ومها شاهين في استقبال المصريين في مطار مسقط

المستشار حازم في استقبال بعض المصريين القادمين من مطار صلاله

المستشار حازم حنفي والمستشار اشرف شاكر وضياء الدين عمر وابناء الجاليه في مطار مسقط لاستقبال القادمين من صلاله

المهندس محمود محمد مع اصدقائه في اليمن قبل فراره من هناك

صوره قبل مغادره مطار صلاله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل