المحتوى الرئيسى

مسرحية فلسطينية تستعيد حصار كنيسة المهد

04/14 10:51

في ربيع 2002، كان مقاومون فلسطينيون يضيفون تاريخا جديدا لكنيسه المهد في بيت لحم، اكثر الاماكن المقدسه حول العالم، عندما لجؤوا اليها صدفه بعد ملاحقه جيش الإحتلال الإسرائيلي، فقتل من قتل وصار الباقون جزءا من الماضي، لكنه ما زال ممتدا حتي اليوم.

وبعد 13 عاما، يعيد مسرح الحرية في جنين تذكير الجيل الجديد بتاريخ كنيسه المهد، لكن مع قيمه مضافه، هي قصه حصار 39 مقاوما لمده اربعين يوما مع اكثر من مائتين من الرجال والنساء والاطفال والرهبان.

وعُرضت القصه في مسرحيه "الحصار" للمخرجين الفلسطيني نبيل الراعي والبريطانيه زوي لافرتي، علي خشبه مسرح الحريه بمدينة جنين وفي مسرح القصبه برام الله، وتستقبلها مدينه بيت لحم في عرضين قادمين ايضا قبل ان تنتقل للعرض في بريطانيا.

ويدخل القادم لمشاهده العرض علي اصوات ترانيم الكنيسه قبل ان ينضم الي جوله في تاريخها بدعوه من دليل سياحي سرعان ما يكتشف المتفرجون انه احد ممثلي المسرحيه.

ويقدم الدليل تاريخ الكنيسه منذ بناها الامبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي، وصولا الي حصارها عندما لجا اليها مقاومون فلسطينيون لاحقهم الجيش الإسرائيلي بعد اجتياح مدينه بيت لحم، في ما عرف بعمليه السور الواقي (اجتياح الضفه الغربيه) في ابريل/نيسان 2002.

وتستخدم المسرحيه ارشيفا تلفزيونيا يضع المشاهد في صوره المعركه التي خاضها المقاومون قبل لجوئهم الي الكنيسه، ثم الانتقال السلس الي مواجهه الممثلين علي المسرح الذي استوحي ديكوره من احد ردهات كنيسه المهد باقواسها وقناديلها وضوئها الخافت.

يستقبل احد الرهبان المقاومين، وبينهم مصاب بالرصاص الاسرائيلي، متسائلا: ما الذي اتي بكم هنا؟ فيردون: اضطررنا لذلك بعد حصار كل جزء في بيت لحم، ولن نبقي هنا بدون رضاكم. ويبقون مع رهان الجيش الاسرائيلي علي تسليم انفسهم "بعد نفاد دخانهم".

لكن محاوله الاحتماء بالكنيسه طالت وتخللتها -في مشاهد مختزله لقصه طويله هناك- الاشتباكات وسقوط الشهداء والجوع وحتي اكل اوراق الشجر.

وكان المقاومون يتلقون اتصالات من اعلي المستويات السياسيه الفلسطينيه بدات بدعمهم اللامتناهي، وانتهت برساله مكتوبه تطلب منهم الموافقه علي الابعاد الي قطاع غزه او اوروبا ضمن اتفاق غير واضح.

يقول المخرج نبيل الراعي ان المسرحيه هي "محاوله تذكير بما حدث لان قصه المحاصرين في كنيسه المهد لم تنتهِ ولا تزال حيه في قلوب كل المبعدين".

ويوضّح الراعي للجزيره نت ان الحصار الذي تعرضه المسرحيه لا يقتصر علي ما حدث في كنيسه المهد، ولكنه يقدم فكره اوسع عن واقع الفلسطينيين جميعا.

وتركز المسرحيه في عده مشاهد علي فكره رفض اللجوء، او التذكير بماساته، وعلي السنه المحاصَرين الذي صاروا مبعدين، وتعيد في نهايتها التذكير بان الابعاد ليس سوي تجديد للجوء الفلسطينيين اللاجئين اصلا.

ويري الراعي في عرض "الحصار" نمطا من المسرح السياسى الذي يحاكي الواقع باعتباره اداه سؤال حيه ودائمه عن حياه الناس ومصائرهم.

واستند القائمون علي المسرحيه الي بحث استمر عام ونصف العام، زارت خلاله المخرجه البريطانيه المبعدين في اليونان وايرلندا واسبانيا وايطاليا، وقامت بتسجيل شهاداتهم واعاده دراستها مع الممثلين وطاقم المسرحيه، وكذلك دراسه قصص 26 مبعدا الي قطاع غزه.

ويشارك في روايه القصه الدراميه عن الحصار ست شخصيات رئيسيه تحكي روايه الحصار والابعاد. والغرض كما يقول المخرج "اعاده طرح السؤال عن مصيرهم امام الجهات المسؤوله".

ويقول المخرج ان احد المبعدين اجاب في مقابله معه قائلا "لو خيرت بالعوده لعدت امس ولن انتظر اليوم"، وهو التعبير المقارب لحال المبعدين جميعا حين تحدثت شخوص المسرحيه في نهايه العرض عن امالهم في العوده الي البيت والام والعائله.

احد الممثلين في العرض المسرحي هو فيصل ابو الهيجاء (26 عاما)، جسّد دور المقاوم المصاب الذي فضّل بتر قدمه علي ان يخرج طالبا الاسعاف من الجيش الاسرائيلي.

ورغم غياب اسماء المقاومين الحقيقيين عن العرض، فان "ابو الهيجاء" كان يقوم بدور المبعد الي ايرلندا جهاد جعاره، وظهر كشخص يخوض التجربه عن وعي وطني واصرار علي مواصله القتال.

يقول ابو الهيجاء "كان عمري 13 عاما اثناء حصار كنيسة المهد، وكنا وسط معركه مخيم جنين، وما سمعته عن الحادثه ليس سوي اخبار قصيره مثل اجيال كثيره بحاجه لمعرفه ماذا حدث، وهنا نعيد تذكير وتعريف الجيل الجديد بما حدث فعلا ولماذا قاتل هؤلاء ولماذا استشهد بعضهم".

وهي بالنسبه للممثل والمشاهد مناسبه ليطالب الناس بفحوي الاتفاق المجهول الذي ابعد بناء عليه هؤلاء المقاومون علي اساس العوده بعد عامين وتنصلت اسرائيل من ذلك حتي بعد 13 عاما من ابعادهم.

ويقول ابو الهيجاء ان المسرحيه لم تقدم شخوصا باسمائهم او تنظيماتهم لان مسرحيه "الحصار" لا تعرض قصه شخص دون الاخر، وانما تعبر عن قصه مئات كانوا يعانون ويتعرضون للرصاص والجوع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل