المحتوى الرئيسى

مدحت الزاهد يكتب: علي عبدالله صالح.. من الشاويش إلى المشير.. ومن الرياض لطهران

04/13 12:03

قد يكون من الظلم تحميل الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح مسئوليه كل ما جري في اليمن فجلاديه ومنهم رموز في البلاط الملكي السعودي اليوم كانوا شركائه بالامس قدموا له كامل الدعم ليحكم اليمن لاكثر من ثلاثين عاما متصله منحته عن جداره لقب عميد الحكام المستبدين العرب .. كما منحته من الثروه ما افرغ خزائن اليمن ومن السلطه ما جعله يتنكر لابن عمه اللواء علي محسن الاحمر ليفتح الطريق لنجله احمد علي راس الحرس الجمهوري تمهيدا لتوريثه .. وقفزت به المقادير من رتبه الشاويش الي رتبه المشير .. وكان طريقه الي السلطه مفروشا بالدم حيث حامت جوله الشبهات بقتل الرئيس الحمدي عام 79 ثم الرئيس الغاشمي عام 80 بمساعده شيوخ القبائل وعناصر الاستخبارات السعوديه.

ومن التحالف مع الشيخ عبد الله الأحمر زعيم قبيله حاشد (السنيه التي انتمي صالح الي احد بطونها الفقيره) الي الزعيم عبد الملك الحوثي زعيم جماعه انصار الله الشييعيه .. ومن الرياض الي طهران نبدلت تحالفاته .. وقد ظل وفيا لشئ واحد : علي عبد الله صالح .. وقد استبد به جنون العظمه وزين له شيطانه ان الرعاه في الوديان يهتفون "صالح" والفلاحون في الحقول يهتفون "صالح" والثكالي في البيوت تهتفن "صالح" وحتي الوديان والانهار تهتف باسمه "صالح" "صالح" فما كان للشعب ان بثور عليه وما كان للسلطه ان تبتعد عنه وفي سبيلها يهون كل غالي ونفيس .. حتي لو غرقت البلاد في بحر من الدماء .. وكان مصيرها الحرب الاهليه والتقسيم.

 وُلد علي عبد الله صالح في 21 مارس 1942 في قريه بيت الاحمر، منطقه سنحان، محافظه صنعاء، لاسره فقيره، وعاني شظف العيش بعد طلاق والديه في سن مبكره. عمل راعياً للاغنام، واجيراً عند احد المشايخ في المنطقه، وتلقي تعليمه الاولي في (معلامه) القريه، ثم هرب ليلتحق بالجيش في سن السادسه عشره.

 كان الجيش مهرباً لعلي عبد الله صالح من الفقر وسوء المعامله" فالتحق بمدرسه صف ضباط القوات المسلحه في 1960 (ومن هنا اكتسب لقب الشاويش) وشارك في احداث ثوره 26 سبتمبرفي 1963 ورقي الي رتبه ملازم ثان

في 1975 اصبح القائد العسكري للواء تعز، وقائد معسكر خالد بن الوليد

بعد توليه مسئوليه امن تعز، اصبح علي عبد الله صالح من اكثر الشخصيات نفوذاً في اليمن الشمالي، وارتبط بعلاقه قويه مع شيوخ القبائل اصحاب النفوذ القوي في الدوله كالشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني وكان علي علاقه قويه بالنظام السعودي

وفي 1974 وصل الرئيس ابراهيم الحمدي الي السلطه باجنده مختلفه رافعاً مبادئ تنحو نحو التصالح مع النظام الحاكم في جنوب اليمن، وتبني رؤي اشتراكيه للتنميه في اليمن الشمالي، والدفع في اتجاه الوحدة اليمنية، مما ادي الي تقارب كبير مع النظام الجنوبي، وحركه المد القومي العربي، كما ادي الي ارتفاع شعبيه الحمدي في الشارع اليمني الذي شعر بان الحمدي يدفع اليمن نحو تنميه حقيقيه تنعكس علي المواطن العادي. ودخل نظام الحمدي في صدام مع نظام المشائخ القبلي في اليمن هدد باقتلاعه في فتره قياسيه، كما مثل تهديدا قويا للنظام السعودي الذي اعتاد تبعيه نظام الشمال له خصوصاً مع تمرد الحمدي ودعوته لاستعاده الاراضي اليمنيه التي استولت عليها السعوديه

في 11 اكتوبر 1979 قُتل ابراهيم الحمدي وشقيقه في ظروف غامضه عشيه سفره الي الجنوب لاجل توقيع اتفاقيه بشان الوحده اليمنيه، وسُجلت القضيه ضد مجهول، ونشرت صحيفه الثوري الناطقه بلسان الحزب الاشتراكي معلومات عن اغتيإل ألحمدي تقول ان علي عبد الله صالح القائد العسكري لتعز اطلق الرصاص علي الحمدي بمعونه عبد الله بن حسين الاحمر ومشاركه احمد الغشمي والسعوديه.

خلف احمد الغشمي الحمدي في رئاسه الجمهورية العربية اليمنية لاقل من سنه واحده، ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامراه غير واضحه الابعاد ، وبعد اقل شهر من مقتل الغشمي، اصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسه رئيس الجمهورية العربيه اليمنيه بعد ان انتخبه مجلس الرئاسه بالاجماع ليكون الرئيس والقائد الاعلي للقوات المسلحه اليمنيه

لم يكن الحفاظ علي كرسي الحكم امراً سهلاً في اليمن الشمالي وقتها، ففي اكتوبر 1979 قام مجموعه من الضباط المتاثرين بافكار وطروحات الحمدي، وبالافكار الناصريه بالانقلاب علي علي عبد الله صالح لتصحيح مسار الثوره واعادتها الي مبادئها التي حادت عنها، وذلك بقياده عيسي محمد سيف ومحمد فلاح..

استعاد علي عبد الله صالح السيطره علي الدوله لتبدا فتره مروعه علي المثقفين اليمنيين، فالامن السياسي اعتقل منذ اواخر السبعينات جل المثقفين اليمنيين الناصريين او المتعاطفين مع الناصريه، او الذين لا تعرف انتماءاتهم السياسيه، وخضع بعضهم لتعذيب مروع، خصوصاً من كانت له منهم علاقات بالانقلابيين، او عرف عنه تعاطفه معهم

اما عن علاقته بالحوثيين فلم تكن سمنا علي عسل بل خضعت لنفس التوجهات البرجماتيه التي تعتبر المثل الاعلي لصالح ..ففي بدايه الصراع مع الحوثيون الذي احتدم فيما يسمي بالحرب الاولي عام 2004 كان الرئيس صالح مصمم علي تحجيم الحركه او القضاء عليها. وكان الدافع في ذلك شعور صالح بخطوره الحركه علي نظامه، لكن توجهات التوريث غيرت خططه.

 تمكن صالح بعد معارك - اصعب مما كان مخطط لها - من قتل زعيم الحركه ومؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، وسيطره القوات الحكومه علي جميع المناطق التي كانت تحت سيطرته. ومع اندلاع الحروب اللاحقه (الثانيه ..... حتي السادسه) اتخذ الصراع بين صالح والحوثيين منحي جديد حين تم توظيف الصراع لمارب خاصه بتقويه نظام صالح وتثبيت اركانه. وفي هذا الشان؛ تم استخدام الحروب مع الحوثي كاداه لاضعاف نفوذ اللواء علي محسن، والذي كان يعد الرجل الثاني في نظام صالح حتي صعود نجم نجل الرئيس ، الذي كان يهيئه لخلافته، وهي الخلافه التي كانت ستتم علي حساب سلطه اللواء علي محسن ونفوذه. ولكون منطقه الحرب مع الحوثيين تتم في المناطق الخاضعه للاشراف المباشر للواء محسن فقد حاول صالح تحريك القوات العسكريه التابعه لمحسن والمتمركزه في العاصمه ومحيطها، وابعادها باتجاه محافظه صعده وجوارها، واحلال قوات الحرس الجمهوري التابعه لنجل صالح مكانها، وهو ما كان سيجعل العاصمه ومحيطها تحت السيطره العسكريه المباشره لصالح واسرته الصغيره. ولادراك اللواء محسن لمرامي صالح فانه لم يشرك الا جزء بسيط من قواته المتمركزه في صنعاء ومحيطها، وهو ما ساهم في فشل القوات التابعه له من حسم الصراع مع الحوثيين في تلك الحروب

يضاف الي ذلك؛ ان صالح، ونجله تحديدا، لم يوفرا للواء علي محسن ما كان يطلبه من عتاد وجنود وصلاحيات وموارد، ولم يكونوا راغبين في تمكين اللواء محسن من هزيمه الحوثيين، والذي كان سيمثل رصيدا لصالح اللواء محسن ويعزز من نفوذه، وفي نفس الوقت يبقي قوات محسن علي حالها وفي مناطقها. وقد استفاد الحوثيون من هذا الصراع والتنافس، وتفادوا الهزيمه العسكريه وعززوا من وجودهم خلال تلك الحروب واكتسبوا خبرات قتاليه

الي جانب ذلك؛ استثمر الرئيس صالح الحركه الحوثيه لتعزيز مكانته لدي دول الجوار، حين اصبح صراعه مع الحوثيين جانب من الصراع الايراني السعودي/الخليجي في المنطقه، وقد خاض الحوثيون حربا ضد السعوديه واستولوا لفتره علي جبل الدخان ولم تكسرهم المواجهه

وبفضل الحركه الحوثيه اصبح لصالح دور يؤديه لهذه الدول، بعد ان انتهي دوره السابق المتمثل في مواجهه الشيوعيون الذين كانوا يحكمون اليمن الجنوبي قبل الوحده. ومن اجل استمرار قيامه بهذا الدور فان صالح لم يكن يريد القضاء نهائيا علي الحركه الحوثيه، حيث اصبح بقائها يخدمه، حيث يمنحه الدور، ويوفر له الموارد والدعم السعودي/الخليجي خاصه في المجالات العسكريه والامنيه.وادت هذه التوجهات الي تعزيز قوه الحركه الحوثيه ونموها حتي انفجار ثوره الشعب في  17 فبراير  2011

وحين انفجرت ثوره فبراير ضد الرئيس صالح كانت صراعات السلطه علي اشدها وتعرض الرئيس صالح لعمليه اغتيال بتفجير المسجد الرئاسي بين النهدين واصيب بجروح بالغه حيث انتقل لتلقي العلاج في السعوديه وعاد بعدها الي صنعاء ليتابع تطبيق المبادره الخليجيه التي ابقت علي حكمه ,, من خلال اتفاقيه شراكهبين الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي) واحزاب اللقاء وتولي نائب الرئيس مهام الرئيس

استثمر الحوثيين ذلك الوضع بالانضمام للقوي المنتفضه علي صالح، والذين رحبوا بانضمام الحوثيين الي خندقهم، رغم خلافهم الايديولوجي وحروبهم السابقه. وقد عزز الحوثيين من مواقعهم العسكريه والسياسيه خلال تلك الاحداث، بالاتفاق الفعلي او الضمني مع خصوم صالح. وما ان استقال الرئيس صالح حتي كان الحوثيون قد احكموا سيطرتهم العسكريه والسياسيه علي كل محافظه صعده تقربيا وبعض المناطق من محافظتي عمران والجوف .. ومع تحول اتجاه الريح ادرك صالح ان مصالحه مع الحوثيين، وانه عبر التحالف معهم يمكنه ان يعيد الحياه الي مشروع توريث ابنه العميد احمد علي عبد الله صالح الدي ابعده ابوه عن رئاسه الحرس الجمهوري حتي لا تلتهمه صراعات السلطه .. حيث تم نقله الي السلك الدبلوماسي سفيرا لليمن في الامارات.

ولم يختفي صالح عن المشهد فقد جاهر بتحالفه مع الحوثيين، بل انه استغل الهجوم الجوي علي اهداف يمنيه ليعيد تقديم نفسه كبطل وطني حيث وجه خطابا الي الشعب اليمني قال فيه:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل