المحتوى الرئيسى

دبي تطمح لتكون عاصمة الإبداع والتصميم في العالم العربي

04/12 17:20

ان الاوان كي تتنحي القاهره وبيروت والدار البيضاء جانبا. فها هي دبي تطلق مساعيها لتصبح من اهم مراكز العالم العربى للفن والتصميم والازياء وهي المجالات التي ظلت تقليديا خاضعه لهيمنه المدن العربيه القديمه خارج منطقه الخليج.

لكن نجاح هذه الجهود ليس مضمونا. فالاماره الغنيه معروفه اكثر بكونها مركزا تجاريا ومصرفيا ومقصدا للتسوق الفاخر اكثر منها مركزا للفنون حيث تفتقر للتاريخ العريق وثقافه المدن الاخري.

لكن لدبي مقومات تجد المدن الاقدم صعوبه في توفيرها مثل الامن واسلوب الحياه العالمي وخطوط السفر الشامله مع بقيه العالم العربي.

وتنفق دبي مئات الملايين من الدولارات وتستخدم احدث التقنيات في جهودها عبر شركات شبه حكوميه معتمده الاسلوب نفسه الذي اتبعته بنجاح لاعطاء دفعه للقطاعات الاخري.

وقالت امينه الرستماني الرئيسه التنفيذيه لمجموعه تيكوم للاستثمارات المتخصصه في اداره مناطق الشركات ويملكها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم "نريد ان نشجع المواهب المحليه والصاعده من المنطقه."

واتاحت مدن اخري بناء احياء يسكنها الفنانون والمصممون علي مر العقود غير ان دبي لا تترك الامر للصدفه اذ تنشئ تيكوم حاليا حي دبي للتصميم وهو "حي ابداعي تم انشاؤه خصيصا لتعزيز نمو قطاع التصميم والموضه والصناعات الفاخره في إماره دبي" تبلغ مساحته مليوني متر مربع.

ومن المفترض ان يضم الحي قاعات للعرض واستديوهات وورش عمل ومتاجر فخمه ومتاحف فضلا عن مساحات مخصصه للمكاتب والسكن.

ويتوقع افتتاح المرحله الاولي من المشروع الذي ستبلغ تكلفته اربعه مليارات درهم (1.1 مليار دولار) هذا العام. وقالت تيكوم ان نحو 220 شركه وافقت علي المشاركه في المشروع.

ويسعي مجلس دبي للتصميم والازياء التابع لحكومه الاماره لانشاء مدرسه للتصميم للطلبه من جميع انحاء العالم علي ان تكون احدي مجالات الدراسه فيها هي التصميم الاسلامي.

ويتطلع المجلس الي ان يكون حاضنا للشركات الجديده العامله في مجال التصميم علي ان يوفر لها الدعم التقني والمشوره. وفي النهايه قد يجري استثمار الاموال الحكوميه بدبي في عدد من المشاريع جنبا الي جنب مع اموال القطاع الخاص.

لكن بالنسبه للعديد من الخبراء يبدو المسار الفوقي الذي تعتمده دبي في مجال الثقافه خانقا او عقيما لكن المديرين التنفيذيين للشركات لا يرون انه يتناقض مع الهدف بل يعتبرون ان دبي قادره بهذه الطريقه علي استقطاب الفنانين والمصممين وصناع الافلام كما اجتذبت التجار والمصرفيين من قبلهم بتوفير البيئه التي يمكن لاعمالهم ان تزدهر فيها.

وقال مالك سلطان ال مالك المدير التنفيذي لمدينة دبي للانترنت ان رحله دبي في مجال التصميم هي التطور الطبيعي لنموها في مجالات اخري مثل تقنيه المعلومات والاعلام والذي اوجد الحاجه الي المصممين.

وقالت ناز جبريل الرئيس التنفيذي لمجلس دبي للتصميم والازياء - والتي اسهمت في اداره اعمال ديفيد وفكتوريا بيكام لست سنوات قبل الانتقال الي دبي - ان "مكونات خلطه النجاح تنبع من الجذور."

واضافت "نوفر الظروف التي تتيح للناس الازدهار والتي لا تتوفر بالضروره في اماكن اخري بالمنطقه."

كان احد اول مشاريع التصميم المبكره في دبي مشروع "بالعربي" لتصميم الحلي الذي افتتحته المصممه اللبنانيه نادين قانصو قبل تسع سنوات.

وباع متجر "بالعربي" نحو 1500 قطعه مصممه بالخط العربى مقابل 810 الاف دولار في العام الماضي.

ووصفت قانصو قطع الحلي بانها "فاخره وبلمسه شرق اوسطيه" لكن لغايه جاده هي سبر اغوار الثقافه العربيه.

واوضحت ان الاستقرار السياسي والامني كانا عاملين اساسيين في قرارها اطلاق مشروعها في دبي اذ ان التوتر الاجتماعي والامني صعبا الامور في بيروت.

وقال ثلاثه اخوه بريطانيين من اصل ايراني في العشرينيات والثلاثينيات من العمر - هم هامان وباباك وفرحان جولكار - انهم اطلقوا علامتهم التجاريه في مجال الازياء الفاخره للرجال في دبي قبل خمس سنوات لاسباب منها حداثه المدينه قياسا الي عواصم الازياء العالميه مما يتيح المجال امام الوافدين الجدد علي المجال.

وبلغت مبيعات علامه امبرور 1688 للازياء الرجالي 3.5 مليون دولار عام 2014 وهي تنمو بمعدلات في خانه العشرات فضلا عن اطلاق خط الازياء النسائيه في العام الماضي. وقال باباك ان دبي تطور تدريجيا خط الازياء الخاص بها الذي يتضمن لمسات باذخه مثل البزات الرجاليه ذات الازرار المطليه بالذهب.

وتباع منتجات امبرور 1688 بشكل خاص في دول الخليج ويخطط الاخوه الثلاث لتطوير خط مبيعات في اوروبا.

واوضح باباك ان قطاع السياحه الذي يجذب ملايين الزوار كل عام الي دبي ربما يساعد المدينه علي تطوير علامات تجاريه عالميه مع قيام السياح بالترويج لهذه السلع الفاخره في بلدانهم.

وقال "علي صعيد قوه مبيعات التجزئه تعد دبي في مصاف اي مدينه في العالم وهذا عامل هام بالنسبه الي اي علامه تجاريه."

اما في مجال صناعه الافلام فقد دفعت موجه اضطرابات الربيع العربي شركات الانتاج نحو دبي حيث تصوير الافلام والمسلسلات اكثر امانا من القاهره او دمشق مع امكانيه استخدام تقنيات الكمبيوتر لوضع الخلفيات اللازمه للمشاهد.

غير ان المخرجين في دبي لا يعملون دائما في ظل الحريه الفنيه التي كانوا يتمتعون بها في بلدانهم الام اذ يتعين علي المنتج الفني في الأمارات العربية المتحدة احترام الثقافه المحليه والحساسيات الدينيه.

فعلي سبيل المثال رفضت دبي طلبا لتصوير فيلم من سلسله "الجنس والمدينه" هناك فانتقل المشروع الي المغرب الاكثر تحررا وجري تصويره هناك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل