حكاية شم النسيم عند المصريين

شم النسيم عيد فرعوني يرجع الي عصر ما قبل الاسرات ، وتسميته ترجع الي الكلمه الفرعونيه “شمو” وهو عيد يرمز الي بعث الحياه

واضيفت اليه كلمه “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو ، وفيه يتساوي الليل والنهار، فيما يعرف بالانقلاب الربيعي .

وبما ان المصريين يعشقون الاكل ، فارتبط كل عيد لدينا باصناف الطعام المختلفه كي تعبر عنه وتمثله ، فمثلا عيد الاضحى يمثل لنا اللحم بجميع انواعه ضاني وعجالي والجملي ، وعيد الفطر ارتبط بالكعك والبسكوت ، ورمضان بعزوماته واكلاته الدسمه ، وفي عيد الربيع البيض الملون ، والرنجه والفسيخ ، وجميع انواع السمك مع البصل الأخضر ولكل صنف من اصناف وجبات شم النسيم اثرا تاريخيا يرجع اليه

اتخذ المصريون القدماء البيض رمزا للولاده والخصب واستمرار الحياه ، وكانوا يتهادون بالبيض حتي وصل بهم الامر الي دفن البيض في قبور موتاهم ، وقد فعل الاغريق والرومان ذلك ايمانا منهم بالاسطوره التي تقول - ان الحياه تاتي من البيضه .

وجدير بالذكر ان المسيحين يصومون قبل عيد الفصح المجيد عن كل منتج حيواني ، لهذا يفسر البعض ان البيض هو اول منتج حيواني يتناوله الصائم ، اضافه الي رمزه للميلاد توافقاً مع قيامه السيد المسيح عليه السلام.

وقد تفنّن الناس في الرسم علي البيض او تغليفه فقام الصائغ الشهير بيتر كارل بصناعه اثمن بيوض الفصح عام م1880 من الذهب ، وقد صنع ثلاثه واربعين بيضة يقدر ثمنها باربعه ملايين دولار ، وهي ما تزال محفوظه حتي اليوم في متاحف العام .

فقد ظهر الفسيخ، او السمك المملح من بين الاطعمه التقليديه في العيد في الاسره الفرعونيه الخامسه عندما بدا الاهتمام بتقديس النيل ” نهر الحياه ” (الاله حعبي) عند الفراعنه و الذي ورد ذكره في المتون المقدسه لديهم ” الحياه في الارض بدات في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنه حيث ينبع –حسب زعمهم-.

وقد كان للفراعنه عنايه بحفظ الاسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعه الفسيخ والملوحه واستخراج البطارخ .

وكان المصريون القدماء ياكلون السمك المملح في اعيادهم، ويرون ان اكله مفيد في وقت معين من السنه، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد، اطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذي حور في اللغه القبطيه الي (يور) وما زال يطلق عليه حتي الان.

عادات وتقاليد المصريين في شم النسيم