المحتوى الرئيسى

مش هنحرمهم من التعليم..رغم الفقر وعذاب المواصلات

04/11 09:36

اكثر من خمس ساعات تقضيها امهات المعاقين ذهنيا علي ابواب مدارس التربيه الفكريه بالاسماعيليه يوميا في انتظار ابنائهن سواء في حر الصيف

او برد الشتاء. وتضطر الامهات للجلوس طوال هذه الفتره علي الرصيف المواجه للمدرسه للاستراحه من رحلة عذاب تبدا من السابعه صباحا موعد خروجهن من منازلهن حتي الثالثه ظهرا موعد عودتهن.. هذه الرحله اليوميه تكشف قصصا انسانيه لسيدات تحدين مرض ابنائهن والفقر وبعد المسافه.. وقد اعتاد الماره علي هذا المشهد اليومي للامهات اللاتي يفترشن الارض بمنطقه الخامسه امام مدرسه التربيه الفكريه بالاسماعيليه حيث يتبادلن الحديث علي حصيره من الخوص حتي يحين موعد انتهاء اليوم الدراسي لتعود كل واحده منهن مع ابنها او ابنتها الي قريتها في رحله معاناه جديده مع المواصلات.

المصاريف اليوميه لهذه الرحله تتراوح ما بين 15 و20 جنيها يوميا بخلاف الارهاق البدني الذي يتحملنه راضات بما قدره الله وعازمات علي استكمال الطريق مع اولادهن مهما كانت التكلفه ومهما كانت المعاناه. ورغم ان اغلبهن اميات يجهلن القراءه والكتابه الا انهن يحلمن بمستقبل افضل لاولادهن وحريصات كل الحرص علي تعليمهم مهما كانت التكلفه والمعاناه.

تقول ام احمد من سكان «الكيلو 2» استقل يوميا 4 مواصلات في رحله الذهاب الي المدرسه والعوده مع احمد ابني البالغ من العمر 13 عاما.

واضطر لانتظاره حوالي 5 ساعات امام المدرسه حتي موعد الخروج.. وتابعت: يمر علينا الصيف بحره والشتاء ببرده والتراب والمطر واحنا في مكاننا لا بنروح ولا بنيجي ممكن نحتمي بظل شجره في الصيف او في مدخل عماره في الشتاء لما الدنيا تمطر..  واضافت: اعمل بدار المسنين واتقاضي شهريا 500 جنيه اصرف منها شهريا 300 جنيه علي مواصلات المدرسه لاحمد ويتبقي 200 جنيه لعلاجه واشارت ام احمد الي ان ابنها معاق ذهنيا وكان منذ ولادته يعاني من شلل باليد والقدم اليسري وفقدان النطق لكن بعد سلسله من العمليات الجراحيه بدا يتحرك وينطق بعض الكلمات بصعوبه واختتمت حديثها: «انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير انه يتعلم وينفع نفسه انا خايفه عليه بعد ما اموت يتبهدل».

وقالت سليمه سالم احدي الامهات: مات زوجي منذ 10 سنوات وترك لي ناديه 4 اعوام ومحمد 3 اعوام ومنذ ولاده محمد وهو يعاني من اعاقه ذهنيه بسبب اصابته بمتلازمه داون واضافت: الازمه يوميا في رحلته للمدرسه من عزبتنا الواقعه علي طريق الاسماعيليه - بورسعيد حتي مدرسته وانتظره امام باب المدرسه حتي ينتهي اليوم الدراسي لاعود به الي البيت ورغم ان تكاليف المواصلات تصل لـ11 جنيها يوميا بالاضافه لنحو 4 جنيهات مصاريف الحلويات والمتعلقات الشخصيه بمجموع 15 جنيها بالاضافه لـ10 جنيهات مصاريف مواصلات ابنتي لمعهدها الازهري ورغم ذلك فانا حريصه علي تعليمهما ولم اتباطا يوما معهما.

وتقول فاطمه محمد 65 سنه: اقوم بتوصيل حفيدي سيد - 12 سنه - للمدرسه حيث ان والده يعمل ارزقيا ووالدته عامله وليس هناك من يقوم بهذه المهمه غيري، ويوميا اخرج من المنزل بحي السلام في السابعه والنصف صباحا وانتظره امام المدرسه حتي موعد الخروج في الواحده والنصف لانني لا املك وفره من المال حتي اعود للمنزل وارجع مره اخري فاضطر للمكوث امام باب المدرسه مع امهات الاولاد.

اما كريمه السيد من عزبه المنايف بالاسماعيليه فقالت: كل يوم اركب 3 مواصلات من العزبه الي المدرسه بتكلفه 17 جنيها انا وابنتي نجاه - 18 سنه - مصابه بـ«متلازمه دوان» ورغم مشقه المشوار الا انني لم اتوان يوما عن توصيلها للمدرسه كي تتعلم.واضافت ان الظروف المعيشيه الصعبه وقله الموارد قد تمنعني يوما او يومين في الاسبوع عن المدرسه لكنني احرص باقي الايام علي توصيلها حتي تتعلم. ورغم ان المشوار طويل والمواصلات كثيره والقعده امام باب المدرسه تقصم الظهر بس انا مبسوطه عشان بنتي بتتعلم ومستواها الفكري بيتحسن. لكن المصاريف فوق طاقتنا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل