المحتوى الرئيسى

القوة العسكرية العربية المشتركة دروس التاريخ وحتمية الحاضر والمستقبل

04/11 09:03

تعلمنا دروس التاريخ ان الامم والدول التي تتعرض لتهديدات معاديه مشتركه، يتحتم عليها ان توحد جهودها لتشترك في مواجهه ودفع هذه

التهديدات، هكذا كان الحال عندما تعرضت الأمة العربية للغزوه الصليبيه في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، عندما نجح صلاح الدين الأيوبي في توحيد الجيشين المصري، والسوري في مواجهه الجيوش الصليبيه، فنجح في هزيمتهم في معركه حطين عام 1187م، ثم استعاد القدس بعد هذه المعركه بعده شهور، وقد فعل الامر نفسه سيف الدين قطز حاكم مصر في زمن اكتساح التتار لبلدان اسيا والمشرق العربي في القرن الثاني عشر، وتقدم الي غزه مستهدفين دخول مصر، فتصدي لهم الجيش المصري في غزه وطاردهم حتي وقعت المعركه الرئيسيه ضدهم في عين جالوت الشهيره بعد ان امن قطز تحركات الجيش المصري بالاتفاق مع امراء فلسطين والشام، واذا انتقلنا الي العصر الحديث فقد تعرضت البلدان الاوروبيه في اربعينيات القرن الماضي الي غزوات الجيوش النازيه الالمانيه بقياده هتلر، واحتل عده بلدان كبري من ابرزها فرنسا، فماذا فعلت الدول الاوروبيه؟ تحالفت جميعها مع الولايات المتحده لضرب قوات النازي وطردهم من بلدانهم الي المانيا حيث تم اسقاط الدوله النازيه في اغسطس 1945 وقد ضم هذا التحالف دولا متناقضه ايديولوجيا مثل روسيا الشيوعيه ولكن جمعتهم ووحدتهم جميعا، وحده التهديدات النازيه ضدهم.

وعلي المستوي العربي في العصر الحديث، لعل الانتصار الاكبر الذي حققه الجيش المصري في حرب اكتوبر 1973 باشتراك الجيش السوري معه في الحرب ضد اسرائيل، واجبار الاخيره علي القتال في جبهتين علي عكس نظريه امنها التي ترفض ذلك، خير دليل علي اهميه التعاون العسكري العربي في مواجهه عدو مشترك لاسيما وقد شاركت دول عربية اخري في الحرب بجهود اخري، منها اليمن التي ساعدت مصر في اغلاق مضيق تيران، ومنها السعوديه التي استخدمت سلاح النفط في المعركه ضد امريكا واوروبا، والجزائر التي ساعدت بالتمويل في تعويض الخسائر في الاسلحه والمعدات فضلا عن مشاركه الكويت والسودان والمغرب بقوات لتامين العمق الاستراتيجي والاتزان العسكري في مسرح العمليات.

من هنا يتاكد لنا اهميه التعاون العسكري العربي - بل وحتميته - بين الدول العربيه لمواجهه العدائيات المشتركه وما اكثرها في زمننا الحالي، حيث تضم الارهاب الذي يضرب جنبات الدول العربيه دواخلها، وايران التي تريد امامه امبراطوريه فارسيه علي حساب الدول العربيه، وتركيا التي تريد استعاده الامبراطوريه العثمانيه القديمه، واسرائيل التي تريد ان تكون القوه الاقليميه العظمي الوحيده في المنطقه واقامه دوله اسرائيل الكبري علي حساب الدول العربيه ومسانده امريكا التي تريد بسط هيمنها علي المنطقه من خلال مشروع الشرق الاوسط الجديد باسلوب الفوضي الخلاقه واعتمادا علي منظمات الاسلام السياسي وعلي راسها جماعه الاخوان المسلمين التي لا تعترف بالاوطان وعلي استعداد لبيعها مقابل ان تضمن لهم امريكا استمرار حكمهم.

ومع تزايد التهديدات والمخاطر والعدائيات التي يتعرض لها الامن القومي العربي اليوم في مستوييه القطري والقومي في الداخل ومن الخارج، كان لابد من تشكيل قوه عربيه عسكريه مشتركه وفاعله قادره علي مواجهه هذه التحديات والعمل كـ«راس رمح» او «مفرزه متقدمه» للجيوش العربيه، بعد ان وصل الامر الي اغتصاب السلطه الشرعيه في بعض الدول العربيه - مثل ليبيا واليمن - لصالح قوي معاديه في الدائرتين الاقليميه والدوليه، وقد دق الرئيس عبدالفتاح السيسي ناقوس الخطر في نوفمبر الماضي مطالبا بتشكيل قوه انتشار سريع عربيه وهو الاقتراح الذي استجابت له معظم الدول العربيه واقرته القمه الاخيره بحيث تكون المشاركه في هذه القوه اختياريه، علي ان يجتمع رؤساء اركان جيوش الدول التي وافقت علي المشاركه خلال شهر لبحث الموضوع، وتقديم تقريرهم الي رئاسه القمه خلال ثلاثه اشهر، بحيث يشمل اليات تنفيذ قرار القمه في هذا الشان، وقد عارضت كل من العراق والجزائر وتونس وقطر هذا القرار خشيه ان تكون مثل هذه القوه العربيه المشتركه طرفا في اي خلافات داخليه سواء داخل الدوله المعرضه للتهديد او بين الدول العربيه بعضها بعضا، وهو الوضع القائم حاليا في اليمن وليبيا وسوريا.

ومن الواضح ان الازمه اليمنيه ومحاوله الحوثيين حصار عدن لمنع عوده الرئيس منصور هادي لها، فرض اولويه بحث موضوع القوه العربيه المشتركه واقرارها في القمه، باعتبار ان تشكيل هذه القوه هو جزء من خيارات الحل العسكري للازمه اليمنيه، والذي صار الحل الوحيد الباقي لحلها بعد ان فشلت جميع الطرق السلميه حيث استمرت الحوارات عده شهور، وثبت ان الحوثيين يريدون الاستفاده من الوقت في توسيع دائره انتشارهم ونفوذهم في اليمن، والحصول علي مزيد من الاسلحه والذخائر والمعدات من ايران وتكديسها في جبال اليمن واستعدادا لحرب طويله، ناهيك عن تهديداتهم المكشوفه باكتساح السعوديه والوصول الي المقدسات الاسلاميه في مكه والمدينه وبسط هيمنتهم عليها، وهو ما ترجموه بنشر صواريخ باليستيه ووحدات مدفعيه موجهه نحو جنوب السعوديه، حيث اصبح التهديد الحوثي داهما وواقعا، خاصه انه سبق في عام 2011، ان اعتدي الحوثيون علي قوات حرس الحدود السعودي في مناطق جيزان ونجران القريبتين من شمال اليمن ومعقل الحوثيين في صعده.

اما في ليبيا فان الوضع لا يختلف كثيرا عن الوضع في اليمن وان اختلفت وتعددت القوي اللاعبه فيه، فرغم وجود برلمان منتخب باسلوب ديمقراطي، وحكومه وطنيه وجيش وطني، فقد نجحت الجماعه الارهابيه المتاسلمه خاصه «انصار الشريعه» و«فجر ليبيا» في اجبار الحكومه والبرلمان علي مغادره طرابلس ونقل مقر اعمالهم الي طبرق، وصار القتال يوميا بين الجيش الليبي الوطني بقياده الفريق خليفه حفتر والجماعات الارهابيه في بنغازي من اجل رغبه الاخيره في السيطره علي حقول النفط ومنشاته وموانئ تصديره في شرق ليبيا، وحيث تتلقي هذه الجماعات دعما بشريا وتسليحيا وتمويليا من قطر وتركيا والسودان، بل وايضا مرتزقين افارقه من مالي وتشاد ودول افريقيه اخري يتم نقلهم الي طرابلس ومصراته، وقد فشلت جهود المبعوث الدولي من اجل الوصول بالحوار الي حل هذه الازمه وقد زادت خطوره الامر في ليبيا ان قوي دوليه علي راسها الولايات المتحده وقوي اقليميه علي راسها تركيا وقطر، ودول اخري مجاوره لليبيا - تونس والجزائر ترفض المطلب المصري بتسليح الجيش الوطني الليبي ليكون قادرا علي حسم الصراع مع الجماعات الارهابيه في ليبيا والتي تعدت 500 جماعه جميعها تحصل علي الدعم المالي والتسليحي من خارج ليبيا، بل ويطالبون بحل سياسي يؤمن اشراك هذه الجماعات الارهابيه بصوره او باخري في الحكم، وهو ما يعد تكريسا لفكره تقسيم ليبيا الي ثلاث دويلات.. دويله برقه في الشرق، ودويله فزان في الوسط والجنوب، ودويله طرابلس في الغرب. من هنا جاء تصدي مصر لهذا المخطط التامري لاسيما بعد ان اعلن الارهابيون في درنه التي تقع علي مسافه 65 كيلو مترا من الحدود المصريه مبايعتها لزعيم «داعش»، وصارت تتلقي التكليفات من «داعش» لارتكاب اعمال ارهابيه ضد مصر كان اخطرها واكثرها وحشيه اعدام 21 مصريا منذ شهرين في درنه، وهو ما ردت عليه مصر بشن ضربه جويه مركزه ضد معاقل «داعش» في هذه المنطقه، وصارت مصر وحدها هي المسئوله عن تسليح ودعم جيش ليبيا الوطني.

اشارت وكاله «اسوشيتدبرس» في تحليلها لخبر تشكيل قوه عسكريه عربيه مشتركه الي ان هذه القوه سيكون من مهامها مواجهه المسلحين الاسلاميين، وضد انتشار وتمدد النفوذ الايراني، بل وردع ايران عن الاستمرار في سياستها التوسعيه، واضافت ان هذه القوه العربيه المشتركه سيصل تعدادها الي حوالي 40000 مقاتل من صفوه القوات وان مركزها سيكون في القاهره او الرياض وستدعمها مقاتلات جويه وسفن حربيه واسلحه خفيفه.

ويتضح الهدف الذي ستشكل من اجله انها ذات طابع دفاعي وليس هجوميا، وتستند الي اتفاقيه الدفاع العربي المشترك التي ابرمتها 58 دولة عربية سنه 1950، وهي الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية انذاك، وتقضي هذه الاتفاقيه بدفاع الدول العربيه عن بعضها البعض بواسطه  جيش عربي موحد، وهو الذي تم تشكيله لمحاربه اسرائيل عام 1948، ثم اعقبت هذه المحاوله اتفاقيات ثنائيه بين مصر والاردن ومصر وسوريا بعد 1956 ضد عدوان اسرائيل كان متوقعا انذاك، ثم اخذت الاتفاقيات المصريه مع سوريا شكلا اعمق بعد اعلان الوحده بين البلدين عام 1959، والتي انتهت بالفشل. كما برزت تجربه فاشله اخري في اليمن.. عندما ارسلت مصر قواتها الي اليمن لدعم ثورتها عام 1962، واستمرت خمس سنوات حتي عام 1967، حيث تم سحبها عقب اتفاقيه جده بين «ناصر» و«فيصل» عام 1967، والتي قضت بسحب القوات المصرية كلها من اليمن.

الا ان تجارب اخري لتشكيل قوات عسكريه مشتركه نجحت في تحقيق اهدافها.. منها التحالف المصري - السوري في حرب 1973، وتجربه حرب تحرير الكويت عام 1990، عندما ارسلت مصر فرقتين احداهما ميكانيكيه والاخري مدرعه وقوات خاصه الي السعوديه للاشتراك مع قوات عربيه وغربيه اخري الي السعوديه لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي ونجحت في ذلك في مارس 1991.

وعلي الرغم من زوال الاتفاقات الفرعيه والثنائيه فان اتفاقيه الدفاع المشترك مازالت قائمه ولم تزل حتي الان، وان كانت غير مفعله، الا انها لاتزال تشكل الاساس القانوني لاي تعاون عسكري عربي علي اساس ثنائي او ثلاثي او جماعي جزئيا او كليا، ومن ذلك قرار القمه العربيه الاخيره بتشكيل قوه عسكريه عربيه مشتركه الذي اشار الي هذا الاساس القانوني، فضلا عن ميثاق الجامعة العربية.

اما في دول الخليج التي تواجه عدوا ايرانيا مشتركا متمثلا في ايران، وعددها 6 دول تقع جميعها علي الساحل الغربي للخليج العربي في مواجهه التواجد الايراني علي الساحل الشرقي للخليج وفي الجزر، كما تسيطر علي مضيق هرمز، فضلا عن استيلائها علي جزر حاكمه عند مدخل هذا المضيق وهي: ابوموسي وطنب الكبري وطنب الصغري، وهي السعوديه والامارات والكويت وعمان والامارات وقطر، حيث شكلت قوات «درع الجزيره» ذات قياده موحده للدفاع عن هذه الدول ويجري بينها تدريبات مشتركه وقد نجحت في دخول البحرين عام 2011 للمحافظه علي امن واستقرار حكومه البحرين في مواجهه تحريض ايران لشيعه البحرين علي القيام بانقلاب مسلح علي النظام القائم واستبداله بنظام حكم شيعي موالٍ لايران.

لذلك لا تنطلق فكره تشكيل قوه عربيه مشتركه من فراغ، وانما ترتبط بالتطورات القائمه والتي تتعلق بقيام دول عربيه باضطلاع مهام امنيه خارج حدودها، سواء في صوره فرديه او ثنائيه او جماعيه، وفي هذا الاطار يبرز التعأمل المصري مع الحاله الليبيه، وتشكيل تحالف اقليمي دولي للتعامل مع «داعش» في العراق وسوريا، كذلك في التحالف العربي لمواجهه الانقلاب الحوثي في اليمن، حيث ارسلت عشر دول عربيه وحدات جويه وبحريه وبريه لمحاصره الحوثيين والعمل علي اعاده الشرعيه اليها.

غالبا ما ستكون قوات القوه العربيه المشتركه ذات طبيعه دائمه وليست تجمعات عسكريه مؤقته تجسد توافق ارادات عده دول لمجابهه تهديد محدد،. وهي جزء من قوات قائمه بالفعل وليست مستقله، وقد يكون تمركزها في مكان واحد او في عده دول، تجتمع في توقيتات محدده للتدريب علي المهام القتاليه التي ستكلف بها، كما تجتمع قياداتها في توقيتات محدده ايضا لدراسه تقديرات الموقف خاصه علي الصعيد الاستخباراتي، ولتنقيح خطط العمليات. هذا مع العمل علي اعداد مسرح العمليات بما يخدم اهداف ومهام القوه المشتركه، وتاكيد قدراتها علي التعامل مع الازمات الطارئه والتعاون فيما بينها لمواجهتها، هذا بالتوازي مع تكثيف التعاون مع القيادات والهيئات والادارات العسكريه التابعه لهذه الدول.

لذلك فان الطبيعه المرنه لتشكيل هذه القوه من حيث الاطراف المشاركين فيها، وارتباط تدخلها الميداني بالطلب الاختياري من الدول العربيه، ستكون سمه تشكيل وتكوين هذه القوه العربيه المشتركه، وستكون قوه الانتشار السريع التي دشنتها مصر في 25 مارس 2014، نواه القوه العربيه المشتركه بجانب وحدات اخري مماثله في الدول العربيه المعنيه.. تتصف بالخفه وسرعه الحركه جوا وبرا وبحرا مع قوه نيرانيه ضخمه ومتنوعه, لها وسائل نقل سريعه تكفل حشد هذه القوه في اجناب وعمق مسرح العمليات لتنفيذ مهام قتاليه متعدده.

يتوقع الا يقل عددها عن 40-60 الف مقاتل، تتشكل من وحدات مشاه ميكانيكيه ووحدات صاعقه ومظلات بريه وبحريه مسلحه بدبابات خفيفه وعربات قتال مدرعه وصواريخ فرديه مضاده للدبابات، وصواريخ خفيفه مضاده للطائرات محموله علي الكتف، تساندها وحدات مدفعيه حقيقيه ذات قوه نيران ضخمه وذاتيه الحركه، مثل الصواريخ المجروره متعدده المواسير، فضلا عن وحدات مهندسين واستطلاع واشاره وخدمات لوچيستيه «نقل، صيانه، اصلاح، مياه وغذاء، وقود، مهمات، خدمات طبيه، انذار، وتطهير كيماوي».

ويتوقع ان تشكل القوه العربيه المشتركه في هيئه 3 - 4 فرقا مختلطه تعمل مجمعه او موزعه طبقا لطبيعه المهام القتاليه، علي ان يخصص لكل قوه بريه طائرات مسانده من مقاتلات قاذفه ومقاتلات اعتراضيه ومروحيات نقل واخري هجوميه طبقا لطبيعه المهمه القتاليه، واذا ما تقرر ان تعمل هذه القوه بجوار الساحل فسيتم دعمها بنيران فرقاطات بحريه ولنشات صواريخ وقد يتم نقلها بسفن انزال، وقد تستخدم الغواصات لنقل ضفادع بحريه تكلف بمهام قتاليه ضد اهداف للعدو علي الساحل، وتعتبر السانده النيرانيه سواء بواسطه المقاتلات او المدفعيه او الفرقاطات - عن بعد اساسيا لانجاح مهام القوات المشتركه التي تعمل بعيده عن قواعدها في مسرح العمليات.

ولان النقل بالطائرات او المروحيات يعتبر اسرع الطرق لنقل مثل هذه القوات الي مناطق عملها، ينبغي تدعيمها بمروحيات هجوميه اثناء تحركها وتنفيذ مهامها القتاليه مع حمايتها بمقاتلات اعتراضيه او متعدده المهام من التعرض لطائرات العدو.

ويتوقف نصيب كل دوله عربيه من حجم هذه القوه علي اجمالي قواتها المسلحه وطبيعتها وانواعها وعناصر التميز فيها، وما تستطيع ان تخصصه من حجم هذه القوات المسلحه من اجل تشكيل القوه العربيه المشتركه، حيث تتميز بعض الدول العربيه - مثل مصر - بحجم متميز وكبير من القوات البريه في حين تتميز السعوديه والامارات بوجود قوات جويه حديثه وقويه فضلا عن قطع بحريه حديثه.

تتولي القياده والسيطره علي هذه القوات الدوله التي يتفق عليها الجميع، والتي غالبا ما يكون لها النصيب الاكبر من المشاركه في القوه العربيه المشتركه، فقد تكون مصر وقد تكون السعوديه وقد يكون تداول القياده بين الدول المشاركه امرا يتفق عليه الجميع، مع تثبيت هيئه الاركان التي تشمل افرع استخبارات وتخطيط واداره عمليات ومسانده جويه وبحريه وتنظيم اتصالات ودعم هندسي وتامين لوچيستي وكيماوي.. ويفضل ان يكون مكان المركز الرئيسيللقياده والسيطره متواجداً في منطقه متوسطه في مسرح العمليات، وقد يتفرع من مركز القياده الرئيسي مراكز قياده فرعيه في اماكن اخري من المسرح اذا ما انقسمت القوه المشتركه الي عده قوي عسكريه فرعيه كل تعمل في محور منفصل.

- ويتوقع ان تمارس القوه العربيه المشتركه مهامها في واحد او اكثر من ثلاث مسارح عمليات فرعيه:

ا - مسرح العمليات النوعي الاول: ويشمل منطقه حيث بلدان دول الخليج وايران والعراق.

ب - مسرح العمليات الفرعي الثاني: ويشمل منطقه حوض البحر الاحمر، حيث تتواجد مصر والسودان والسعوديه واليمن واريتريا واسرائيل والاردن ولاطلالها علي البحر الاحمر عبر ميناء العقبه.

جـ - مسرح العمليات الفرعي الثالث: ويشمل دول ساحل البحر المتوسط، حيث تتواجد قطاع غزه، اسرائيل، مصر، ليبيا، تونس، والجزائر، والمغرب، فضلا عن المياه الاقليميه المصريه في البحر المتوسط.

المهام والتخيط واداره العمليات والميزانيه

- ان استناد القوه العربيه المشتركه علي عدد من الاجراءات القانونيه، ابرزها تصديق برلمانات الدول المشاركه فيها، وتصديق القمه العربيه، يجعل عملها لا يقتصر فقط علي مواجهه تهديدات خارجيه، مثل عدوان خارجي - ضد اي من الدول العربيه المشتركه، وانما ايضا لمواجهه تهديدات داخليه (الارهاب وحفظ النظام)، مما يجعلها قوات ذات مهام متعدده الهدف منها الحفاظ علي سياده واستقلاليه الدول العربيه المشتركه في هذه القوه.

- لذلك فان المهام القتاليه التي ستكلف بها القوه العربيه المشتركه..شن ضربات استباقيه ضد عدائيات تستعد لشن عمليات عدائيه ضد احدي الدول العربيه المشاركه او عدد منها، كما قد تعمل هذه القوه كراس رمح - او معززه مقدمه - لقوات عربيه رئيسيه لاحدي الدول المشاركه فيها، سواء التصدي دفاعيا ومبكرا لهجمات معاديه، او بتبني الدفاع السريع علي محاور رئيسيه لمنع هجمات معاديه متفوقه، وحتي تستكمل جيوش الدول العربيه اتخاذ اوضاعها الدفاعيه، وقد تقوم القوه المشتركه بعمليات جراحيه خاصه لتدمير اهداف ذات اهميه خاصه او قتل وخطف شخصيات معاديه، او استنفاذ رهائن، او الاستيلاء علي هدف حيوي حتي تصل اليهم القوات الرئيسيه.. الخ.

- لذلك يجب ان توضع خطط عمليات هجوميه ودفاعيه علي كل الجبهات والمحاور المتوقع تنفيذ عمليات مثاليه فيها. سواء هجوميه او دفاعيه، وذلك في ضوء تقديرات اجهزه الاستخبارات عن الانشطه المحتمله للعدائيات في مسرح العمليات الحالي، والمستقبلي، مع رسم اسوا السيناريوهات وكيفيه مواجهتها. وتقدير عدائيات الشق الدولي في المواجهه وعدائيات النسق الثاني في الخلاف وكيفيه وتوقيت ومكانها اقحامها في المعركه (علي سبيل المثال: يوجد في حرب اليمن الدائره حاليا ميليشيات الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح والاخوان المسلمين والقاعده في الشق الاول، وايران في الشق الثاني). هذا مع التجديد الدقيق لابعاد مسرح العمليات الجوي والبحري والبري، وقد تختلف ابعاد ومساحه مسرح علميات كل فرع من هذه الافرع القتاليه عن الاخر. فغالبا ما تكون ابعاد مسرح العمليات الجوي والبحري ابعد عن البري بحكم طبيعه عمل الاسلحه الجويه والبحريه, حيث تتعامل الطائرات اساسا مع العدائيات في العمق، وكذلك السفن الحربيه والغواصات في بحار مفتوحه لحمايه خطوطنا البحريه التجاريه واعتراض خطوط بحريه العدو، ثم تترجم خطط العمليات الي مهام قتاليه تكلف بها جميع عناصر القوه المدنيه المشتركه، بما فيها عناصر المسانده والدعم النيراني واللوجيسي، ثم يتم التدريب علي تنفيذها دوريا، ويفضل ان يكون التدريب في ارض العمليات.

- وفي ضوء تحديد مسرح العمليات يتم اعداده هندسيا من حيث انشاء المطارات، ومواقع الدفاع الجوي، ومراكز القياده والانذار والسيطره، والموانئ البحريه، والمواقع الدفاعيه، ومناطق تحرك قوات الاحتياط، وشبكه الطرق التي تخدم تحركات القوات، والمستودعات والمخازن والمستشفيات والمنشات اللوجيستيه الاخري، وانظمه المواقع الارضيه المرتبطه بخطوط فتح احتياطيات المضاده للدبابات لصد هجمات مدرعه معاديه. هذا الي جانب انشاء شبكات اتصالات متنوعه للسيطره علي القوات، ويجري اعداد مسرح العمليات بالتنسيق مع خطط كل دوله عربيه لاعداد مسرح العمليات الخاصه بها، مع الاستفاده من التسهيلات الموجوده في المسرح.

- ومن البديهي ان يتم تخصيص ميزانيه محدده لهذه القوه.. تستخدم في تجهيز واعداد مسرح العمليات المستقبلي، وتدريبها واستمرار المحافظه علي كفاءتها القتاليه، وبما لا يقل عن 3 مليارات دولار. وتعد ميزانيه القوات السعوديه هي الاكبر علي المستوي العربي، حيث تبلغ 18 مليار دولار، تليها الجزائر 6٫4 مليار دولار، ثم مصر 4٫5 مليار.

- مما لا شك فيه ان تشابك مصالح بعض الدول العربيه وتعارضها في بعض الاوقات بين المصلحه الذاتيه مع المغرب في مقابل المصلحه العربيه- مثل قطر - لهو او يعترض تكوين اجماع الدول العربيه مجتمعه علي التصويت واقرار فكره الجيش العربي المشترك.

- كما تتعدد المعوقات بسبب الخبرات السابقه وتباين مواقف الدول العربيه منها، وبشان مجمل التطورات السياسيه والامنيه عبر الاقليم، وتضارب اجندات هذه الدول بشان السياسات الايرانيه والاسرائيليه والتركيه وبالتالي الغربيه والروسيه، وما نشا عن ذلك من محاور تربط بعض الدول العربيه بدول اخري غير عربيه في الدائرتين الاقليميه والدوليه قد تشكل عائقا في تنفيذ المهام القتاليه المنوط بها القوه العربيه المشتركه.

- وقد تنشا المعوقات نتيجه معارضات قوي سياسيه محليه داخل الدول العربيه، ترفض من حيث المبدا فكره التعاون العسكري المشترك، وقد تفضل تعاونا عسكريا اخر مع قوي اقليميه مثل ايران وتركيا، حيث تسعي الاولي لاحياء الامبراطوريه الفارسيه، في حين تسعي الاخري لاحياء الامبراطوريه العثمانيه.

- كذلك من المعوقات تباين الرؤي السياسيه في جميع الدول العربيه تجاه قضيه الارهاب، والتعامل مع المنظمات الدينيه الارهابيه، ففي حين تري بعض القوي السياسيه ان منظمات الاسلام السياسي جميعها تشكل تهديداً امنيا خطيرا للدول، خاصه مع وجود روافد لها خارج الدول العربيه، مثل: التنظيم الدولي للاخوان، تري قوي سياسيه اخري داخل الدول العربيه ان هذه التنظيمات ذات الطبيعه الدينيه لا تشكل تهديدا لاي دوله عربيه، بل هي قوي سياسيه ذات طابع ديني واجتماعي يجب عدم التصدي لها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل