المحتوى الرئيسى

أمريكا وإيران عودة للصداقة أم متاجرة بالخصومة؟ (1) | المصري اليوم

04/11 01:06

وكلمه «عوده» مقصوده بذاتها. فتاريخ الدوله الفارسيه منذ نشاتها الحديثه في مطلع القرن الماضي ظل ولامد طويل مرتبطا بصداقه حميمه مع امريكا. وتخفي الوسائل التعليميه الايرانيه اسمين لامريكيين كانا سندا للدوله الفارسيه وهما هوارد باسكرفيل والذي اغتيل في 1909 علي يدي خصوم الديمقراطيه، وايضا وليام مورجان الذي اشرف علي كل الشؤون الماليه في الفتره 1902-1911 معارضا التدخل البريطاني- الروسي الذي حاول تدمير دوله فارس ماليا. واستمرت العلاقه الايرانيه- الامريكيه حميمه حتي اصدر مصدق رئيس الوزراء الايراني في 1953 قرارا بتاميم البترول، وهنا نشا تحالف جديد امريكي- بريطاني تامر لعزل مصدق واعاده رضا بهلوي الي العرش. وانحني بهلوي للتدخل الامريكي الذي تصاعد حتي منح العسكريين الامريكيين العاملين في ايران الحصانه الدبلوماسيه، فتصاعد الغضب الشعبي ضده وازداد الشاه انتشاء بالمسانده الامريكيه التي كانت متورطه في فيتنام بحيث اعتمد نيكسون خطه سماها الركيزتين لتصبح السعوديه وايران مسؤولتين عن امن منطقه الخليج لكن ايران انفردت واقعيا بالطموح لاداء هذه المهمه. حتي شعر الامريكيون بخطر الطموح الامبراطوري للشاه الذي بدا يفقد شعبيته هو وامريكا بصوره متسارعه، وعندما قامت الثوره وهرب الشاه لم يبق امام الثوار سوي العدو الامريكي، وكان احتلال الطلاب للسفاره الامريكيه في طهران (نوفمبر 1979) واحتجاز رهائن، لكن ايران الخوميني واصلت الطموح الامبراطوري مغلفا بالاسلام الشيعي. وكان غزو صدام حسين لايران مصحوبا بالرضاء الامريكي بما زاد من حده الكراهيه لامريكا.

وحتي التوجه النووي الايراني ظل ولم يزل يحظي بتاييد غير معلن من بعض الدوائر السياسيه العربيه. فاسرائيل تمتلك سلاحا نوويا لتهدد العرب فلم لا تمتلكه ايران لتهدد اسرائيل؟ لكن البعض لم يدرك الا بعد فوات الاوان ان التهديد النووي الايراني يتجه بالاساس ضد الجيران العرب ويزداد خطر هذا التهديد عندما يستند الي موقف امريكي مغلف بالحنان تجاه ايران. كما نجحت ايران في توظيف المشكلات المتفاقمه في عديد من البلدان العربيه لصالحها. فبحجه مواجهه داعش اصبحت ايران تقريبا هي المتحكم في العراق، والازمه السوريه تحولت الي سبيل لسيطرتها علي الامور في سوريا، وتحت ستار مسانده بشار اصبحت ايران لاعبا اساسيا لا يمكن تغافله. واتت ايران برجالها في حزب الله اللبناني ليحاربوا نيابه عنها في سوريا، وتنشر وكاله «اكي» الايطاليه ان الحرس الثوري الإيراني يحضر الي سوريا دفعات من مقاتلي الحوثيين للتدريب في سوريا والمشاركه في القتال بحجه اكتساب خبره عملياتيه، ثم كان الانقلاب الحوثي باليمن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل