المحتوى الرئيسى

«الشروق» تنشر شهادة الفريق عبدالمنعم خليل عن العملية 9000 للجيش المصرى فى اليمن (1)

04/10 10:51

• حشد التاييد للثوره كان يتم بقوه السلاح او بقوه الريال واحيانًا بقوه الذهب

• واجهت تمرد قبائل ارحب وجيحانه باوامر من المشير عبدالحكيم عامر

• كلما حاصرنا قبيله يرفع اهلها الاعلام البيضاء ومعهم عجول وخراف لاثبات الولاء

• السادات اول من اقترح ارسال قوات مصريه لليمن لاجبار القبائل علي الولاء للثوره

• مصر انشات جسرًا جويًا وبحريًا عبر الاف الكيلومترات لنقل الرجال والعتاد والاسلحه والمهمات والتعيينات والذهب الي المسرح اليمني

• قطع الطرق علي «الارتال» الاداريه الخاصه بامداد قواتنا بالذخائر والاسلحه والتعيينات والمياه كان من اخطر الصعاب التي واجهتنا

• العقيد طيار حسني مبارك كان المسئول عن الدعم الجوي للقوات نتيجه ظروف القتال الرهيب وتوزيع قواتنا في المناطق الجبليه الوعره

مره اخري يعود اليمن لتصدر المشهد العربي بمشكلاته الداخليه، التي لها ارتباطات حصريه بموازين القوي في الاقليم، ذلك ان هذا البلد بحكم موقعه الاستراتيجي الذي يحزم ويطوق الجزيره العربيه من الجنوب، ويطل علي مضيق باب المندب، الذي يتحكم في جزء كبير من حركه التجاره بين الشرق والغرب، يغري دوما القوي الاقليميه والدوليه لمحاوله بسط النفوذ فيه واختبار القوه علي اراضيه.

ومنذ ان بدات عمليه «عاصفه الحزم» التي تقودها السعوديه بمشاركه مصر و7 دول عربيه اخري بالاضافه الي باكستان؛ لمواجهه انقلاب الحوثيين الموالين لايران علي شرعيه نظام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي؛ في محاوله لتعزيز النفوذ الايراني في هذا البلد العربي المهم، عاد الي اذهان المصريين تلك التجربه التي خاضتها مصر دعما للثوره اليمنيه سنه 1962، والتي اضطرت علي اثرها بالدفع بالقوات المسلحه المصريه لنصره هذه الثوره الوليده، التي قامت لازاحه نظام ملكي كان ينتمي للعصور الوسطي.

ورغم مرور عشرات السنين علي هذه التجربه، الا ان معالجات جاده لتقييمها لم تحظ بالاهتمام الكافي، واعتبرتها انظمه الحكم المختلفه صفحه وطويت بما لها وما عليها، وهذا ليس بجديد علي حكومات تخشي علي الدوام مواجهه الحقائق؛ فتهيل عليها التراب، ضاربه بعرض الحائط حقوق الاجيال جميعا في معرفه حقيقه ما جري في الحقب المختلفه لاستخلاص الدروس والعبر.

ستعرض «الشروق» شهاده الفريق عبدالمنعم خليل، عن الحرب التي خاضها الجيش المصرى في اليمن، وهو قائد عسكري مرموق، خاض هذه الحرب من موقع رئيس عمليات القوات المصرية التي قاتلت علي ارض هذا البلد الشقيق.

ما يميز هذه الشهاده انها كاشفه الي حد بعيد عن الصعوبات التي واجهها قائد ميداني مصري علي المسرح اليمني، الذي يختلف عن المسرح المصري علي صعيد طبيعه الخصم والارض وربما الطقس، وكلها عوامل اساسيه تدخل في حسابات القاده عند تقديرهم للموقف اثناء القتال او التخطيط له. كما تكشف الي اي مدي ادي تدافع الحوادث الي تورط مصري كامل في اليمن بعد ان كان الهدف في البدايه محدودا جدا، عبر عنه حجم القوات المحدود الذي ذهب للاراضي اليمنيه، ثم ما لبث ان اخذ في الزياده حتي وصلنا الي انتشار للقوات المصريه في معظم الاراضي اليمنيه.

ونؤكد ونحن نعرض لشهاده الفريق خليل عن حرب اليمن ــ التي عرضها في كتابه المهم «حروب مصر المعاصره في اوراق قائد ميداني»، الصادر عن دار المستقبل العربي ــ علي ان دافعنا الرئيسي لنشرها في هذا التوقيت هو ايماننا بحق اجيال لم تعاصر هذه الحقبه المهمه من تاريخنا في معرفه شهاده عن تجربه مصر في اليمن في ستينيات القرن الماضي خصوصا ونحن نوشك ربما علي اتخاذ قرار مماثل .

اما ما يخص ارسال قوات بريه مصريه ضمن عمليه «عاصفه الحزم» الي الاراضي اليمنيه في اللحظه الراهنه بعد ان تغير العصر وتغيرت الظروف وتغيرت وسائل التدخل، فهو امر متروك لتقدير القياده السياسيه المصريه الحاليه التي بين يديها المعلومات والبيانات الكافيه والدقيقه الكفيله باعانتها علي ان تتخذ من القرارات ما يحافظ علي الامن القومي المصري، والعبره دوما بالنتائج، والحكم للتاريخ. كل ما نرجوه من خلال عرض هذه الشهاده هو ان نتدبر التاريخ ونفهمه ونحن بصدد التعامل مع الحاضر او المستقبل.

وفيما يلي نص ما جاء في شهاده الفريق خليل في كتابه تحت عنوان «مصر وثوره اليمن.. العمليه ٩٠٠٠ ــ ١٩٦٢ ــ ١٩٦٧».

كانت القاهره خلال شهر اغسطس ١٩٦٢ علي علم بوجود تنظيم للضباط الاحرار في اليمن يقوده العقيد علي عبدالمغني، وان هذا التنظيم يرتب للقيام بانقلاب علي حكم الامام احمد بن يحيي حميد الدين الطاغيه كما كانوا يسمونه هناك، وكان انور السادات علي علاقه ببعض اليمنيين هنا وهناك، وكان تقدير مصر الرسمي في حاله حدوث ثوره يمنيه ضد حكم الامام احمد هو ان السعوديه في الشمال والانجليز في عدن في الجنوب قد يقفون ضد الثوار ويدعمون موقف الامام احمد، ولما توفي خلفه ابنه الامير محمد البدر ولي العهد وفي صباح يوم ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ اذاعت صنعاء ان العميد عبدالله السلال قاد الانقلاب ضد الامير محمد البدر ــ إمام اليمن الجديد ــ واستولي الجيش اليمني علي السلطه بعد معركه مسلحه قيل ان الامام البدر قد قتل فيها.

واعترفت مصر بالنظام الجمهوري في اليمن، وقرر جمال عبدالناصر التعرف علي الموقف في اليمن علي الطبيعه فارسل السادات ومعه كمال رفعت عضوي مجلس الثوره لاستطلاع الموقف ومعهما وفد من ضباط العمليات، ولما عاد السادات من صنعاء بعد ٣٦ ساعه كان تحمسه للتدخل المصري في اليمن واضحا؛ فقد اقترح ارسال سرب من الطائرات المصريه الي اليمن، فهو وحده كفيل باجبار القبائل علي التجمهر (اي تاييد الجمهوريه، التي جاءت علي انقاض الملكيه). وكانت هذه الفكره بدايه التدخل الاجباري الجوي والبري والبحري بالرجال والعتاد والسلاح والمال والذهب وكل شيء.

وكان الامير الحسن عم الامام محمد البدر قد عاد الي السعوديه، حيث اتخذ نجران قاعده لامداد القبائل بالذهب والريالات والسلاح والذخيره والمعدات، للوقوف مع الملكيه ضد الثوره، وكان الذهب له بريقه الخاص في جذب النفوس الي تحقيق ما تريده اليد التي تعطي.

من اليمنين: انور السادات وعبد الله السلال وعبد الرحمن البيضاني والضابط المصري كمال رفعت

ومع بدايه الثوره لمع بريق الذهب مع قبائل الشمال وهاجمت صعده عاصمه الشمال مما اجبر رجال الثوره علي تحريك قوه من الجيش اليمني تقدر بنحو كتيبه مشاه للدفاع عن صعده، ودارت معارك هناك كان نتيجتها بعض القتلي وعلي راسهم العقيد علي عبدالمغني الذي قيل عنه انه المحرك والقائد الحقيقي للثوره اليمنيه ضد الامام.

وهذا القتال الذي حدث في الشمال ونتائجه دعا المشير السلال ورجال الثوره الي طلب معاونات اكثر من مصر، واستجابت مصر وجاءت القوات تحملها الطائرات وسفن الاسطول المصري الحربي والتجاري الي صنعاء والحديده في سياق لدعم الثورة اليمنية.

وكان القتال في اليمن ضد القبائل التي لم تؤيد الجمهوريه يحرك قواتنا الي حيث ترغم هذه القبيله او تلك علي التجمهر واعلان الولاء بقوه السلاح او بقوه الريال واحيانا بقوه الذهب! او تصمد ضد هذا التيار الجديد لان ذهب الامير الحسن ربما يكون اكثر لمعانا واسلحته اشد فتكا.

وحاربت قواتنا في اليمن اصنافا كثيره من البشر ومرتزقه من كل مكان.. وكنا لا نعرف العدو من الصديق هل هذا جمهوري؟ ام ملكي؟

قامت ثوره اليمن في ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ وطلب مجلس قياده الثوره اليمنيه مساعدات عسكريه من الجمهوريه العربيه المتحده (اسم مصر في ذلك الوقت) وبدات مصر بعد ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢ في الاستجابه لهذه الطلبات وارسل المشير عبدالحكيم عامر نائب رئيس الجمهوريه والقائد العام للقوات المسلحه اللواء ا.ح علي عبدالخبير ومعه بعض الضباط من الصاعقه والمظلات وغيرهما الي اليمن لمقابله اعضاء مجلس القياده ومعرفه مطالبهم، وبدات مصر في ارسال بعض سرايا من رجال الصاعقه والمظلات للمعاونه في حمايه الثوره في اول ايامها، ثم تطور الموقف بسرعه غير متوقعه وكلف اللواء ا.ح علي عبدالخبير وهو في اليمن بتولي مسئوليه مسانده الثوره وبدا يفكر في تكوين قياده صغيره لتعاونه للقيام بالمهمه المكلف بها فقد يحتاج الامر الي مزيد من القوات المصريه ترسل الي اليمن.

وقد اختار اللواء ا.ح سعدي نجيب رئيسا للاركان، ثم اختارني مديرا للعمليات، واختار العقيد ا.ح نوال سعيد مديرا للامداد والتموين والعقيد محمد تمام مديرا للتنظيم والاداره وشئون الافراد، وسافرنا نحن الثلاثه في طائره «انتينوف» الي مطار صنعاء وصلناه فجر يوم ١٨ اكتوبر ١٩٦٢ وقابلنا اللواء ا.ح علي عبدالخبير في المكان الذي اختاره مؤقتا للقياده، وهو منزل ريفي صغير في صنعاء قرب مبني مركز قياده الثوره برئاسه المشير السلال، وبدانا العمل منذ وصلنا كل في اختصاصه، وكان مكاني دائما مع اللواء علي عبدالخبير نعمل في المندره في مدخل المنزل والاستراحه في المقعد اعلي الدار وسارت الامور هكذا عده ايام وخلال هذه الفترات كان يحضر لزيارتنا يوميا او عده مرات في اليوم المشير السلال حاملا رشاش تومي قصير وهو بملابسه الرسميه، ومعه حرسه من الاخوه اليمنيين بالبنادق والخناجر والرشاشات، وكان يطلب ان تقوم الطائرات المصريه بضرب منطقه كذا او منطقه كذا لانها لم تتجمهر (اي تؤيد الملكيه). كما كان يطلب قوات لارسالها الي مناطق نفوذ قبائل اليمن المتعدده لارغامها علي التجمهر واعلان الولاء للثوره.

اللواء انور القاضي والمشير عبد الحكيم عامر وبينهما عبد الرحمن البيضاني نائب رئيس مجلس الثوره اليمنيه

وفعلا تم ارسال كتيبه صاعقه الي صرواح، وبقيت كتيبه صاعقه وكتيبه مظلات في صنعاء للدفاع عن مقر السلال ومركز قياده الثوره وقيادتنا وارسلنا الكتيبه ٧٧ مظلات الي عمران.

وكان الموقف قد تطلب التقدم الي مارب عاصمه مملكه سبا القديمه، وتم اسقاط سريه مظلات قبل غروب شمس يوم ٢٢ اكتوبر ١٩٦٢ شرقي صرواح، وتقدمت كتيبه صاعقه من صنعاء برا للاتصال بها وتدعيمها ولكن للاسف الشديد تشرد عدد كبير من رجال المظلات في عمليه الاسقاط، حيث لا توجد خرائط واضحه لليمن وحتي الخرائط التي امكن الحصول عليها لا توضح الا المعالم الرئيسيه وكلها جبال ووديان ومرتفعات وخيران.

وللاسف ايضا وقعت عناصر كتيبه الصاعقه في تقدمها الي صرواح في كمين عند راس العرقوب واضطررنا الي اصدار اوامر لها بالعوده الي جيحانه، ولكنها وصلت صنعاء ثم اصدرت لها الاوامر مره اخري بالعوده الي جيحانه علي طريق صنعاء ــ راس العرقوب ــ صرواح ــ مارب وكانت كل الاتصالات بالبرق المدني وبالطبع باليمني والله اعلم كيف كانت تصل التعليمات.

وفي ٢٨ اكتوبر ١٩٦٢ وصل المشير عبدالحكيم عامر الي صنعاء واخترنا له منزلا مواجها للدار التي كنا نتولي إدارة العمليات منها وهو بجوار مبني السفاره المصريه، وعقدنا مؤتمرنا (اجتماعنا) وكان الفريق انور القاضي قد سبقه الي اليمن في مهمه ويعود بعدها للقاهره، ولكن صدرت الاوامر له ان يتولي قياده القوات العربيه (يقصد القوات المصريه، حيث ان مصر كانت اسمها الجمهوريه العربيه المتحده) في اليمن والتي اصبح يتدفق عليها يوميا وحدات واسلحه ومعدات من القاهره. وفي المؤتمر الذي عقده المشير في استراحته كان كل ما يدور هو كيفيه معاونه ثوره اليمن وتامين قواتنا.

وحضر المؤتمر بعد ذلك المشير السلال وبعد ايام قلائل انتقلنا الي مبني اكبر يستوعب عددا اكبر من اسره القياده التي بدات تنمو وتنمو الي عشرات الضباط ومئات الجنود والصف ضباط والمدنيين المصريين والعربات الحربيه والمدنيه والمدرعات والمركبات المصفحه!

وبدات بشائر افراد المظلات الذين اسقطوا في صرواح تصل الي صنعاء بعضهم سيرا علي الاقدام وبعضهم مع افراد من القبائل بركبون الدواب وامرني المشير بتوزيع ريالات لكل من يحضر جنود مظلات، وبالطبع ملايين الريالات لا تساوي شيئا امام عوده جندي مصري سالما الينا. والحمد لله تم تجميع معظم افراد المظلات عدا من استشهد او شرد ولم يصل الا بعد فتره طويله.

العقيد عبد المنعم خليل ينظر في اوراقه وبجواره المشير عامر

وهكذا تورطت مصر في اليمن وبدات في انشاء جسر جوي وبحري ضخم عبر الاف الكيلومترات لنقل الرجال والعتاد والاسلحه والمهمات والتعيينات والذهب الي ارض اليمن التي ابتلعت خيره وحدات القوات المسلحه واهلكت افرادها ومعداتها واسلحتها وطائراتها واستنفدت انفاسها!

وبدات عمليات قطع الطرق علي قواتنا خاصه القولات الاداريه التي كانت تتحرك لامداد القوات بالذخائر والاسلحه والتعيينات والمياه الي بعض المناطق وبالطبع الزيوت والوقود والشحومات، واذكر في نوفمبر ١٩٦٢ قامت قبيله تسمي «بني مطر» بقطع طريق الحديده ــ صنعاء عند الكيلو ١٣٥ من الحديده، ولكن تم فتح الطريق بعد نحو ٤٨ ساعه متحملين بعض الخسائر في الارواح والسيارات.

وكانت الحكومة اليمنية تطلب من القياده العربيه (يقصد القياده المصريه) مزيدا من القوات للمعاونه في السيطره علي مناطق اليمن المتعدده والمتراميه الاطراف سواء الي صعده شمالا او مارب شرقا او تعز جنوبا او الحديده غربا، او ميدي في الشمال الغربي او حجه في اعلي جبال اليمن بمهمه ايقاف عمليات التسلل وتهريب الاسلحه والمعدات والاموال الي داخل اليمن، واظهارا للقوي واجبار القبائل علي اعلان الولاء للثوره.

وثبت رسميا وصول الاسلحه الاتيه الي داخل اليمن للعمل ضد ثورتها حتي نهايه عام ١٩٦٣ ــ

ــ ١٣٠ الف بندقيه اي تسليح مائه وثلاثين الف جندي

ــ 5 الاف مدفع رشاش متنوع الاحجام

ــ ١٣٠ مدفعا مضادا للدبابات

ــ 90 مدفع هاون خفيف

ــ 16 مدفعا مضادا للطائرات

ــ ٨٦٠٠ لغم مضاد للدبابات.

واضطرتنا ظروف القتال الرهيب وتوزيع قواتنا في معظم مناطق اليمن الجبليه الوعره الي ضروره دعم القوات العربيه بمزيد من طائرات النقل «اليوشين» الروسيه الصنع والهليكوبتر «مي 4»، و«مي 8»، ثم «مي ٦» وهي التي مكنها نقل مدافع ومعدات وسيارات ثقيله.

وكذا اسراب من الطائرات القاذفه المقاتله المعاونه في تامين قواتنا مما دعا الي تكوين قياده كبيره للقوات الجوية المصرية في اليمن.

وجاءت الحاجه الي طائرات اكبر، ووافق المشير عامر علي تخصيص عناصر من الطائرات الروسيه بعيده المدي «انتينوف/ تي يو ١٦» لتقوم من مطاراتها بمصر لتلبيه طلباتنا في اليمن والعوده الي الوطن. وكان الاسم الكودي الذي اصطلحت القياده العامه عليه لطلب هذه الطائرات هو «مبارك»، حيث كان يقود هذا السرب العقيد طيار ا.ح محمد حسني مبارك.

في اوائل رمضان تمردت قبيله ارحب وقامت قوه مصريه مكونه من 3 دبابات ومعها فصائل مشاه ورشاشات بالتقدم تجاه بيت مران في ارحب بقياده الرائد ابراهيم العرابي لفك حصار القوات اليمنيه والتي كان يقودها النقيب حمود بيدر من اعضاء مجلس قياده الثوره اليمني وتم تخليص القوه اليمنيه والسيطره علي المنطقه بعد قتال مرير.

وفي الايام الاولي من رمضان ايضا وكنت اشغل رئيس عمليات القوات العربيه باليمن، وكان موقف القبائل مظلما ومحيرا واذا بالمشير عامر يطلبني ويقول لي «قبائل جيحانه قلبت وقطعت طريق الامداد الرئيسي للقوات واحنا بنستبشر بيك يا منعم وعليك فتح الطريق واختار ما تشاء من قوات والعقيد طيار ايوب معك لمعاونتك في استطلاع المنطقه».

نزلت مع العقيد طيار ايوب وركبنا معا طائرته الصغيره ذات المقعدين وطاف بي فوق المنطقه وتمكنت من استطلاع بعض الدروب والوديان التي تلتف حول المواقع المحتمل ان يكون العدو قد احتلها وقطع منه الطريق.. وعدت الي القياده واذا بالمشير يقول لي ان الوزير الزبيري سيكون معك في هذه المهمه ايضا اتصل به ونسق معه.. وتم تكوين قوه من 3 دبابات «ت ٥٤» من القياده المصريه وعربه مدرعه تسمي «ب ت ر» روسيه الصنع وفصيله مشاه وبعض الرشاشات واخذت طبيب القياده لمرافقه القوه وبعض عربات نقل الجنود.

وكان المقدم صلاح خيري مرافقا معي لقياده قوات المشاه والاسلحه المعاونه وتحركنا في اليوم التالي مع الفجر علي طريق (صنعاء ــ جيحانه) وعند قريه «ريمه حميد» الصغيره توقفنا حيث بدا الكمين القول الاداري المصري منها.. وامرت قائد الفصيله المشاه النقيب قدري بدر بالتقدم وتقدم القائد امام الجنود واقتحم القريه.

وبعد تامين القريه قررت اتخاذها قاعده للانطلاق بباقي قواتي الي مهمتها واخترت التقدم من الجنوب الشرقي في المدقات التي تم استطلاعها جوا في اليوم السابق، وما كدنا نتقدم نحو كيلومتر او اكثر قليلا حتي قابلتنا مظاهره ضخمه من الرجال والنساء والاطفال يرفعون الاعلام البيضاء رمزا للتسليم ومعهم 3 عجول وعدد من الخراف وهي عاده في اليمن لاثبات الولاء للاقوي! وكان معي دليل يمني قال ان هذه عاده يجب قبولها ولكني اعطيتهم الامان، وطلبت منهم العوده الي قراهم علي ان يخطروني باي متسلل غريب عنهم وموجود في منطقتهم.. وعند هذه المنطقه اعتذر الوزير الزبيري عن مواصله التقدم معنا وعاد الي صنعاء.

وتطوع احد افراد هذه القبيله ليعمل دليلا معي ليرشدني علي مسالك المنطقه الي جيحانه علي الطريق الي مارب، وخلال هذه الفتره مر الوقت بسرعه وكانت الساعه تقترب من الواحده بعد الظهر، وكنا في شهر رمضان وكنت والحمد لله صائما كعادتي دائما، فالصيام يعطيني قوه وصمودا وجربت هذا في حرب فلسطين عام ١٩٤٨.

وتحركت ميلا اخر واذا بي اشاهد نفس المظهر السابق من قبيله اخري في مظاهره تضم الرجال والنساء والاطفال، وحدث ما تم مع المجموعه الاولي من امان واطمئنان وقرات في عيونهم الفرح وسمعنا زغاريد النساء تدوي في المكان.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل