المحتوى الرئيسى

الجحيم الزاحف وكيف نتجنبه؟ (3)

04/10 01:32

عرضنا في الحلقه السابقه الجزء الخاص من مقال الصحفي الشهير «سيجور هيرش» الذي عرضه الكاتب كوفي كارلوتشي في 6 مارس علي موقع انفرميشن كليرنج هاوس والذي يوضح بالدليل الساطع ان تنظيم القاعدة وعصابه داعش الارهابيه ذراعان لاخطبوط واحد خلقته المخابرات الأمريكية بهدف تفتيت دول الشرق الأوسط الي دويلات متعاديه علي اساس عرقي وديني وطائفي حتي تظل اسرائيل الدوله الوحيده في الشرق الاوسط المتماسكه والقادره علي حمايه مصالح الغرب الاستعماريه وراينا كيف ان ما يسمي جبهه النصر في سوريا وعصابه بوكوحرام في نيجيريا وسرايا القدس في سيناء كلها اذرع لنفس الاخطبوط تحركهما المخابرات الامريكيه كما حركت عصابه الاخوان المسلمين في مصر حتي مكنتها من الوصول مؤقتاً للسلطه في مصر قبل ان تسحقها ثوره الشعب المصري في 30 يونيو سنه 2013 ونستطرد في هذه الحلقه ما فعله الاستعمار الامريكي وحلف الناتو بليبيا كجزء من نفس مخطط تدمير دول المنطقه.

يقول هيرش ان امريكا وشركاءها في حلف الناتو سلموا ليبيا وشعبها عن علم تام وتصميم واضح لتنظيم القاعده، فرغم الماضي الارهابي والحاضر الموثق بلحاج قابله الساسه الامريكيين وغمروه بالمديح وباستمرار الدعم السياسي والعسكري له، وكان ضمن هؤلاء الساسه الامريكيون السناتور ماكين والسناتور لنذري جراهام اللذين صافحاه وهو واقف فوق انقاض ليبيا، وكون كلا السيناتورين جمهوري ويساند الارهاب بجانب رئيس امريكي من الحزب الديمقراطي ومساند بدوره للارهاب يوضح تماما المصالح الخاصه التي تملك وتسيطر علي كلا جانبي السياسه الامريكيه مستخدمين شعارات متعارضه لارضاء كلا الجانبين بينما يحملان نفس الاجنده، وقد زعمت مصادر الاعلام الامريكيه مؤخراً ان بلحاج يقود حالياً عصابه داعش الارهابيه في ليبيا، فقد نشرت «الواشنطن تايمز» مقالا عنوانه: «ثائر تؤيده امريكا يقود الدولة الاسلامية في ليبيا» جاء به: الاخبار الرئيسيه من ليبيا تقول ان عبدالحكيم بلحاج القائد السابق للتنظيم المرتبط بالقاعده والمسمي «المجموعه الاسلاميه الليبيه المقاتله»، واحد كبار اللاعبين في الحمله الامريكيه التي اطاحت بحكم القذافي قد انضم الي الدوله الاسلاميه ويقود قواتها في ليبيا، وقد اكدت ذلك صحفيه الامن القومي ساره كارتر علي «التويتر»، وعلي شبكه فوكس نيوز اكدته المذيعه كاترين هريدج، وقد اعلنت مصادر الاعلام الغربيه في نوفمبر من العام الماضي ان العديد ممن يسمون «ثواراً» في ليبيا قد بداوا في تكوين تشكيلات تحت رايه داعش، وقد اذاعت شبكه CNN في مقال عنوان «داعش تصل ليبيا جاء به ما ياتي حرفيا: علم داعش الاسود مرفوع علي مبان حكوميه وسيارات شرطه تحمل شعار داعش، ويستخدم ملعب الكره المحلي كساحه لتنفيذ الاعلام علنا، هل يحدث هذا في بلده في سوريا او العراق؟ لا بل في مدينه علي ساحل البحر الابيض المتوسط في ليبيا، فالمقاتلون الموالون للدوله الاسلاميه في العراق وسوريا يسيطرون تماماً علي مدينه درنه الليبيه البالغ عدد سكانها حوالي مائه الف شخص لا تبعد كثيراً عن الحدود مع مصر، ولا تبعد عن الشواطئ الجنوبيه لاوروبا ودول الاتحاد الأوروبي باكثر من مائتي ميل، ويستغل مقاتلوها حاله الفوضي السياسيه لتوسيع رقعه منطقتهم نحو الغرب بسرعه علي طول ساحل البحر الابيض كما اكدت المصادر الليبيه لشبكه CNN.

ويعني ذلك ان الساسه الامريكيين قاموا بدور مباشر في تدعيم داعش في ليبيا، سواء ادعوا ان ذلك كان مصادفه او عمداً، كما يزعم هؤلاء الساسه الامريكيون انفسهم بالنسبه لما يحدث في سوريا وما وراءها.

اما تغيير اسم الارهابيين العاملين لحساب حلف الناتو في ليبيا، ومحاولات تدعيم وتسليح تنظيم جبهة النصرة الارهابي التابع لتنظيم القاعده في سوريا فيعني ببساطه ان نزاعا مسلحا علي نطاق واسع علي وشك الاندلاع وستجر اليه مصر جاره ليبيا وايران جاره سوريا.

الجحيم الزاحف علي وشك الانفجار:

نجحت مصر بصعوبه في الافلات من الخضوع للسياده الغربيه التي استخدمت نفس شبكه الاخوان المسلمين التي زعزعت استقرار سوريا وتحاول تدميرها حالياً، فبعد تحريف مسار الثوره التي اندلعت سنه 2011 باسم «الربيع العربي» قام العسكريون المصريون بالوقوف في وجه الاخوان المسلمين وطردهم من السلطه بانقلاب عسكري، وقد تحركت حكومه مصر الجديده بقياده العسكريين بسرعه خاطفه لسحق الاخوان المسلمين بالداخل، فاعتقلت المئات من اعضاء الاخوان بمن فيهم قادتهم وقدمتهم للمحاكمه وحكم عليهم بالاعدام، ولم تبد الحكومه التي يسيطر عليها العسكريون اي مرونه سواء مع الجماعات المسلحه داخل مصر او المظاهرات التي دبرتها منظمات المجتمع المدني التي تمولها امريكا وتستخدمها كغطاء تعمل الجماعات المسلحه من خلفه، وقد تم كل ذلك بشكل حاسم مهما كان وصف الاجراءات التي اتخذت، فقد اتخذت لانقاذ مصر في نفس الصراع الدموي الممتد حالياً في سوريا، وكان فشل «الربيع العربي» الذي نظمه الغرب بسبب سقوط الاخوان المسلمين وما تلاه من عجزهم عن زعزعه الاستقرار داخل مصر بدرجه كافيه، وتلا ذلك الظهور الفجائي لداعش في ليبيا المجاوره وقد ارتكبت فظائع بربريه في ليبيا ضد المصريين الموجودين بها، والهدف الوحيد لهذه الفظائع هو اشعال نيران الطائفيه داخل مصر، وقد ردت مصر علي ذلك بتدعيم القوي العسكريه في ليبيا التي تحارب قوات بلحاج الطائفيه المتطرفه التي ترفع رايه داعش، كما قامت مصر بضربات جويه داخل ارض ليبيا، وبما ان عملاء حلف الناتو داخل ليبيا يقومون بهجمات جريئه استفزازيه ضد مصر فالنزاع يتجه للاتساع جداً، فما ينتظر وهدف كشف وجود داعش في لييا هو موجه عنيفه من الارهاب الذي يدعمه حلف الناتو موجه اساساً للعسكريين المصريين واذا امكن الي داخل عمق الاراضي المصريه.

ونقف عند هذه الفقره من العرض حتي الحلقه القادمه،ولكن قبل ان ننهي هذه الحلقه يستحيل علينا ان نتجاهل تنبيه القارئ الي كيف يدس الاعلام الغربي السم في العسل لارباك الصوره تماما في ذهن شعوب المنطقه، فالتقرير المعروض رغم ايجابيته الظاهره في عرض الوقائع، دُس في عرضه سُمان واضحان نختصرهما هنا:

1- زعم العرض ان اسقاط حكم عصابه الاخوان كان بانقلاب عسكري متجاهلاً تماماً الثوره الشعبيه الكاسحه في 30 يونيو سنه 2013 التي اشترك فيها اكثر من ثلاثين مليون مصري وكانت اكبر مظاهره في التاريخ في اي دوله في العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل