المحتوى الرئيسى

كل ما يجب أن تعرفه عن جيوش بلدان المغرب العربي..تسليحها وطبيعتها وعقيدتها القتالية - ساسة بوست

04/09 12:50

منذ 14 دقيقه، 9 ابريل,2015

تزايد الاهتمام بالمؤسسه العسكريه في العالم العربى في السنوات الاخيره، حيث تعرضت لاختبار لعقيده الجيش خلال ثورات الربيع العربيه، وها هي الان تجتاز محك القوه العسكريه ارتباطًا بمواجهه التهديدات الامنيه سواء من الجماعات والمتطرفه او اطراف الخارجيه.

في هذا التقرير سنتطرق الي الجيوش المغاربيه، التي يلفها كثير من الغموض والسريه، وسنكتشف قدراتها العسكريه وعقيدتها القتاليه.

عرف الجيش المغربي في السنوات الاخيره عمليه تحديث واسعه، في العتاد والتقنيه والتدريب، حيث اعلن الملك محمد السادس، ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، منذ سنه 2006 عن انطلاق مخطط خماسي، يهدف الي النهوض بالقوات المسلحة الملكية، تجهيزًا واداريًّا وتقنيًّا.

وبالفعل توالت منذ تلك الفتره صفقات سلاح ضخمه، شملت استيراد طائرات حربيه اف 16 الامريكيه، وانظمه صواريخ ارضيه وجويه، وقطع بحريه، منها فرقاطه “محمد السادس” الفرنسيه الصنع FEMMK، بالاضافه الي اسلحه اخري عززت خزينه السلاح المغربيه.

القوات المغربيه في احدي مناوراتها العسكريه

وتعد فرنسا المورد الاول منذ عقود للسلاح بالنسبه للمغرب، الذي تجمعه مع الدوله الفرنسيه علاقات استراتيجيه، بالرغم من بعض الازمات السياسيه التي قد تكدر سماء العلاقات بينهما احيانًا، الا ان صفقات السلاح لا تتاثر بذلك، مثلما اصبح المغرب زبونًا مهمًا في السنوات الاخيره لشركات الاسلحه الامريكيه، حيث اعتمد عليها اساسًا في تجديد اسطوله الجوي، وفي تزويده بانظمه صواريخ متعدده المهام، كما انفتح المغرب ايضًا في الفتره الاخيره علي سوق السلاح الروسي والصيني.

وينهج المغرب استراتيجيه نوعيه لاستشراف مستقبله العسكري، حيث اصبح يركز علي التكنولوجيا وتطوير العتاد القتالي، بدل مضاعفه عدد الجنود واستيراد الاسلحه التقليديه.

وتتوقع وكاله الامن الخارجي، التابعه للاستخبارات الامريكيه، في الاربع سنوات القادمه ان يعقد المغرب صفقات حربيه في مجالات تهم اجهزه نظم الاستخبارات الامريكيه المعروفه بـ”سي فور اي اس ار”، وطائرات بدون طيار، وكذا معدّات مراقبه ورصد الغواصات والسفن البرمائيه، ومعدات لتعزيز البنيه التحتيه لترسانه بناء البوارج الحربيه والطائرات وكلّ الانظمه الداعمه المتعلّقه بها، بالاضافه الي مروحيات متطوّره.

ويعتمد المغرب النظام الفرنسي المتسم بالصرامه في تدبير شؤونه العسكريه، وان كان ينوع مورداته من الاسلحه، مثلما يحيط شؤونه العسكريه بجدار من السريه والكتمان، عكس بعض البلدان التي تفضل استعراض قواتها المسلحه.

عسكريون مغاربه وهم يحرسون المؤسسات الحيويه

يخصص لميزانيه الدفاع المغربي ما يفوق 3 مليار دولار، وهي نسبه تقارب 8% من الميزانيه العامه للدوله المغربيه، ويرتقب مستقبلًا ان يستمر التمويل العسكري في الصعود.

ويرجع الانفاق العسكري الضخم للمغرب، لما يعتبره الاخير وجود تهديدات خارجيه تمس وحدته الترابيه، سواء تعلق الامر بالجزائر او البوليساريو، بالاضافه الي تنامي عصابات المخدرات ومافيا الاتجار بالبشر، وايضًا تهديدات الجماعات المتطرفه بشمال افريقيا.

وكانت منظمه الشفافيه الدوليه (ترانسبرانسي) اشارت الي وجود اختلالات في المؤسسه العسكرية المغربيه، تهم غياب الشفافيه في قضايا الدفاع القومي المغربي والسياسات الامنيه والتدقيق العسكري المالي.

وحسب بعض المراقبين، فان قوه الجيش المغربي تكمن في تدريبه الجيد، وخبرته العسكريه حيث خاض حربين، حرب الرمال مع الجزائر خلال الستينيات، وحرب الصحراء مع البوليساريو ابان السبعينيات والثمانينيات، الا انه يؤخذ عليه وجود اعداد من الجنود اكثر من احتياجاته مع مستواهم التعليمي المتدني، كما ان اغلب الضباط الحاليين لم يسبق لهم ان شاركوا في الحروب.

اما بالنسبه للعقيده القتاليه للقوات المسلحه الملكيه فيفصل دستور 2011 وظيفه القوات في الذود عن حوزه الوطن الترابيه والدفاع عن المقدسات الثلاث للمغرب: النظام الملكي، والدين الاسلامي، والمبادئ الديموقراطيه”، كما يشارك الجيش المغربي في عمليات حفظ السلام، التي تقوم بها الامم المتحده بالبلدان الافريقيه التي تعرف صراعات مثل رواندا، بالاضافه الي انه اكتسب سمعه طيبه داخل الشعب المغربي من خلال مساهمته الفعاله في اغاثه المواطنين المنكوبين جراء الكوارث الطبيعيه التي تصيب احيانًا المغرب، مثل الفيضانات والثلوج التي تحاصر ساكنات بعض القري.

ويشارك الجيش المغربي بست طائرات اف 16 في العملية العسكرية الاخيره “عاصفه الحزم” التي تقودها السعوديه، في محاوله لردع الحوثيين في اليمن.

لتعرف السبب اقرا عاصفه الحزم: ما الذي يريده المغرب والسودان وباكستان من مشاركتهم

يصنف موقع “غلوبل فاير” الجيش الجزائري كثاني قوه عسكريه عربيًّا وافريقيًّا بعد مصر، نظرًا لتزود قواته بعتاد حربي وبشري هائل في السنوات الاخيره.

ويعد الجيش الوطني الشعبي الجزائري بشكله الحديث، كامتداد لنواه جيش التحرير، الذي كان يقاوم المستعمر الفرنسي انذاك باسلحه تقليديه، غير انه عرف بعد الاستقلال تطورًا مطردًا في التجهيز والتدريب والتمويل، خصوصًا بعدما رفع الحظر الدولي علي الاسلحه عن الجيش الجزائري خلال العشريه السوداء في التسعينيات.

الجيش الجزائري في استعراض عسكري

وقد اعلنت الحكومه الجزائريه السنه الماضيه انها تنوي “تنفيذ اجراءات نوعيه لتطوير المؤسسه العسكريه وتجهيزها باعلي التكنولوجيات الحديثه في العالم، لمواجهه التحديات الامنيه المرتبطه بمكافحه الارهاب والجريمه المنظمه التي تهدد الجزائر ومنطقه المغرب العربي”، حيث وعقدت مجموعه من صفقات التسلح من بينها صفقتان تقدران بقيمه 13 مليار دولار امريكي لشراء منظومات صاروخيه ودبابات ومقاتلات وطائرات تدريب. بالاضافه الي منظومه كامله من التقنيات البحريه العسكريه والزوارق والسفن حربيه، وتحديث الغواصات، الي جانب عقد صفقه اخري مع مؤسسات حكوميه روسيه لتزويد الجيش الجزائري بـ 23 الف عربه عسكريه، مثلما تعزم السلطات الجزائريه علي عقد اتفاق مع شركه “راينميتال” الالمانيه لانتاج داخل الجزائر 980 دبابه من طراز “فوكس2″، تقدر الصفقه ب 10 مليار يورو.

وتعد روسيا بدرجه اولي ثم الصين المصدرين الاساسيين للسلاح الجزائري، غير انه في السنوات الاخيره اصبحت الجزائر تنفتح علي اسواق اسلحه جديده، من بينها شركات فرنسيه وامريكيه والمانيه.

بخصوص ميزانيه الدفاع، فالجزائر تعتبر اكثر دول شمال افريقيا والبحر الابيض المتوسط انفاقًا علي السلاح بفضل الموارد النفطيه المتاحه، اذ كانت ميزانيه الجيش قبل 2008 لا تتجاوز المليار دولار، لكن سرعان ما ارتفعت بسرعه جنونيه في السنوات الاخيره لتصل الي ما يقارب 13 مليار دولار في السنه الجاريه!

تبرر السلطات الجزائريه هذا الانفاق الضخم بضروره مواكبه التسليح الحديث لمواجهه الاخطار الارهابيه والحفاظ علي تراب الجزائر، لكن محللين يرون ان الجزائر تطمح لتحقيق تفوق نوعي حاسم في منطقه شمال افريقيا.

وتجدر الاشاره في هذا الصدد الي ان العلاقه الجزائريه المغربيه متوتره وتطبعها الحيطه والحذر وانعدام الثقه منذ حرب الرمال في الستينيات من القرن الماضي، رغم كل مبادرات الصلح، ما يشعل سباق تسلح محموم بينهما تحسبًا لاي حرب قادمه،

اقرا كل ما يجب ان تعرفه عن الصراع المغربي الجزائري: مسبباته وتداعياته وسيناريوهاته المستقبليه؟

وينتهج الجيش الجزائري في نظامه العسكري النموذج الروسي فهو مشبع بثقافه سوفيتيه، اذ ارسلت الجزائر في بدايه تاسيس جيشها بعد الاستقلال مئات الضباط للتدريب ولجلب الخبره العسكريه الروسيه الي الداخل الجزائري.

وتبدو علاقه الجيش الجزائري بالدوله ملتبسه، فمن جهه تشتغل الجزائر في الواجهه بنظام مدني يتمثل في تعدديه الاحزاب والرئاسه في شخص عبد العزيز بوتفليقه الذي يتراس الجيش الشعبي، ومن جهه ثانيه تتمتع اركان هذا الاخير بنفوذ متجذر في السلطه نظرًا لانه يحظي بمشروعيه تاريخيه مرتبطه بحرب التحرير وبناء الدوله الجزائريه الحديثه رغم اتهامات الفساد التي تلاحقه، ما يجعل البعض يصف النظام السياسي هناك بكونه عسكريًّا صرفًا، لكن ربما يبدو ان الجزائر بدات تتجه الي نظام رئاسي مدني خصوصًا بعدما اصبح الرئيس بوتفليقه يسحب بساط السلطه من تحت جنرالات العسكر لصالح القوات السياسيه المدنيه.

ويحصر الدستور الجزائري مهام الجيش في الدفاع عن تراب الجزائر لا غير، ما حدا بالحكومه الجزائريه الي اعلان تحفظها عن العمليه العسكريه باليمن “عاصفه الحزم”، عندما دعتها الرياض للمشاركه، بمبرر ان القوات الجزائري لا تقاتل خارج تراب الجزائر، اقرا عاصفه الحزم: لماذا تخلفت الجزائر وعمان عن المشاركه؟، ونفس الشان حينما طلبت القاهره من الجامعة العربية تشكيل قوه عربيه مشتركه لمواجهه تحديات الامن القومي العربي.

يتمتع الجيش التونسي بسمعه طيبه داخل تونس وخارجها بفضل ادائه الاستثنائي خلال ثوره الياسمين، والتزامه بعمله الاحترافي الممثل في الدفاع عن الحدود ومواجهه العنف، علاوه علي ذلك عدم تدخله في الصراعات السياسيه بين المكونات التونسيه.

جندي تونسي يحذر شرطي من الاعتداء علي المتظاهرين خلال ثوره الياسمين

وتحاول الحكومه التونسيه تقويه جيشها عددًا وعده لمواجهه موجات العنف والتطرف التي تجتاح بلاد الزيتونه في السنوات الاخيره.

وينتظر ان تتسلم تونس في العام الجاري 12 مروحيه “بلاك هوك” الامريكيه، بعد عقد الحكومه التونسيه منتصف السنه الماضيه صفقه عسكريه بقيمه 700 مليون دولار، حيث ستكون هذه الحوامات القتاليه مجهّزه بصواريخ موجهه بالليزر وبقاذفات ورشّاشات وتجهيزات كشف بالاشعّه ما فوق الحمراء وتجهيزات رادار وانذار، بالاضافه الي انه يجري الحديث عن عقد تونس صفقه مع شركه سويديه لشراء طائرات من نوع “ساب جاس 39 غريبن”، وقد تزود الجيش التونسي السنه الماضيه بمجموعه من الرشاشات والمناظير الليليه.

ولا تتجاوز ميزانيه الدفاع التونسي 550 مليون دولار، ورغم الحاجه الي تعزيز قوه الجيش لمواجهه المتطرفين بتونس، فان الحكومه التونسيه لا تبدو متسرعه في الرفع الجنوني من ميزانيه الجيش المتواضعه للغايه، معتبره ان الاولويه الان لتونس تحسين الاوضاع الاقتصاديه والاجتماعيه، وان لديها من الاسلحه والجنود ما يكفي للقضاء علي الجماعات الدينيه المتطرفه.

وتفضل تونس حتي قبل الثوره السوق الاوروبيه والامريكيه للتزود بالسلاح عن السوق الروسي او الصيني، حيث فرنسا موردها الاول لعتاد الحرب.

بالنسبه للعقيده القتاليه للجيش التونسي فيقول دستور ثوره الياسمين: “يضطلع وزير الدفاع الوطني تحت سلطه رئيس الجمهوريه القائد الاعلى للقوات المسلحة (الذي هو القائد السبسي حاليًا) ‏بمهمه اقرار سلامه التراب الوطني وكيانه وحمايه حياه السكان”.‏

وقد لعب الجيش التونسي دورًا تاريخيًّا في انجاح الربيع العربي بتونس، فسر محللون هذا الاستثناء في الجيوش العربية المسيسه والمتوغله في السلطه، بكونه تشرب عقيده الولاء للدوله والديموقراطيه وليس للاشخاص، وكان الرئيس بن علي الهارب قد تعمد اضعافه لصالح جهاز الامن الداخلي من خلال تفقيره والتنكيل ببعض قياداته، غير ان ذلك لم يمنعه من الحفاظ علي عقيدته الديموقراطيه، وفي الحقيقه تعود قوه الجيش التونسي وخصوصيته في تلقي افراده تعليمًا – شانه شان مواطني تونس- جيدًا خلال فتره حكم الرئيس الحبيب بورقيبه، وان كان الاخير حريصًا علي كبح جماح قوته العسكريه خوفًا من محاولات انقلابيه، الامر الذي كان شائعًا انذاك في البلدان العربية.

ويحصر الجيش التونسي مهمته في الدفاع عن الحدود والمشاركه في استتباب الامن والمساهمه في عمليات الانقاذ في حال حدوث كوارث.

واقعيًّا ليس لدي ليبيا جيش نظامي كما هو متعارف عليه دوليًّا، سواء قبل سقوط القذافي او بعده، حيث قبل 17 فبراير كانت هناك مجرد كتائب شعبيه مسلحه يراسها ابناء القذافي، وتدين الولاء التام “للقياده التاريخيه” بالنسبه لهم الممثله في القذافي.

لكن بعد ثوره 17 فبراير الليبيه، تم دحر تلك الكتائب بعد سقوط عشرات الالاف من القتلي، لتبدا ليبيا مرحله جديده حافله بالاضطرابات السياسيه والحروب الاهليه، اما الكتائب المسلحه الحاضر علي ارض ليبيا حاليًا فهي مجرد فصائل شعبيه شارك معظمها في الثوره ضد القذافي متعدده التوجهات السياسيه والقبليه وتدين بالولاء لاطراف مختلفه، تتصارع فيما بينها للاستحواذ علي السلطه، والبعض يري ان هناك حربًا بالوكاله في ليبيا.

وبالنسبه لما يعرف بالجيش الليبي الذي يقوده العسكري خليفه حفتر، فهو متكون من جنود انشقوا عن النظام القذافي ومتطوعين شعبيين، وهذا الجيش تابع للحكومه الليبيه المعترف بها دوليًّا، وتؤيد عملياته القتاليه ضد بعض الفصائل ذات التوجه الاسلامي بعدما ترددت في البدايه.

وتحاول الحكومه الليبيه المؤقته منذ مده ان تطلب من المجتمع الدولي رفع الحظر الذي يفرضه مجلس الأمن علي تسليح الجيش الليبي منذ الاطاحه بنظام معمر القذافي في عام 2011، لمواجهه ما تسميه الحكومه التنظيمات المتطرفه في البلاد، وقد عقدت مباحثات مع مجموعه من شركات الاسلحه لاستيراد طائرات ودبابات وذخائر، حيث تنوي الحصول عليها بمجرد رفع الحظر.

يقاتل حاليًا الجيش الليبي تنظيم انصار الشريعه المصنف عالميًّا كتنظيم ارهابي شرقًا، وكتائب ثوار اسلاميه غربًا. لفهم اعمق لساحه العسكريه بليبيا اقرا ما الذي يحدث في ليبيا؟ 5 اسئله توضح لك، وثلاثه وعشرون كيانًا مسلحًا منتشره في ليبيا، اين ينتشرون ولمن يدينون بالولاء؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل