المحتوى الرئيسى

يحيى حامد: المساعدات الأمريكية تخنق الديمقراطية في مصر

04/08 15:28

في الوقت الذي تحتضن فيه الولايات المتحده الديكتاتوريه في مصر مره اخري، ربما تجد ان اسلحتها لن تفعل شيئا سوي زياده عدم الاستقرار والتطرف بدلا من ان تمنعهما.

هكذا خلص يحيي حامد وزير الاستثمار في حكومة هشام قنديل في مقال علي موقع "ميدل ايست مونيتور" عن استئناف المساعدات الامريكيه لمصر والذي راي انها ستخنق الديمقراطيه في البلاد.

في الاول من ابريل الجاري، اعاد الرئيس الأمريكي بارك اوباما المساعدات العسكريه الي مصر، ما يُعد تغيرًا كليًا في موقف حكومه واشنطن، التي سحبت المساعدات العسكريه في 2013 في اعقاب الاطاحه باول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا محمد مرسي.

ومع فتح صنبور المساعدات العسكريه مره اخري، فان ما يقرب من 1.3 مليار دولار أمريكى اصبحت متاحه لنظام عبدالفتاح السيسي، وفي القريب العاجل ستكون مقاتلات اف -16 جديده ودبابات ابرامز وصواريخ هاربون في حوزه القوات المسلحه المصريه، وستصبح مصر ثاني اكبر مستورد للاسلحه من امريكا بعد اسرائيل.

ولا يوجد افضل من ذلك ليرمز الي استعاده العلاقات بين واشنطن والقاهره التي تعود الي عقود بشكلها الحالي، حيث تكون السياسه الحقيقه هي دعم الحكام الاقوياء في الشرق الاوسط وتلك السياسه تخدم مصالح الولايات المتحده وتضرب عرض الحائط بالديمقراطيه وحقوق الانسان.

في حقيقه الامر، فان اعلان الاسبوع الماضي يعكس التلاشي التدريجي للاحلام والمثل العليا للربيع العربي، ليس فقط بعوده الانظمه الديكتاتوريه القويه والمصالح الخاصه، بل ايضا باستعداد الدول الغربيه للتعاون مع تلك الانظمه بعد ان اصبحت المخاوف الامنيه الوشيكه تمثل اولويه للغرب عن الديمقراطيه والحريه.

وفي حين ينبغي استئصال سرطان التطرف، فمن الواضح ان الدعم الضمني لاستبداد جديد في مصر هو تضحيه تستعد واشنطن لتقديمها بينما تشاهد الشرق الاوسط يدخل الفصل الاكثر تعقيدا وخطوره في التاريخ الحديث.

ان استئناف المساعدات العسكريه امر لافت بالنظر يعكس الي اي مدي قد تارجح البندول بعيدا عن الاصلاح، فالسيسي قد ارتكب اسوا تجاوزات عصر حسني مبارك بل وذهب لما هو ابعد من ذلك اكثر مما توقعه منتقدوه، وفي الوقت الذي حظي فيه اعتقال صحفيي الجزيره الثلاث باهتمام دولي، لم يكن سوي نقطه في بحر الاستبداد الذي اجتاح البلاد منذ انقلاب عام 2013.

واليوم، بات خروج التظاهرات امرا مستحيلا والسيسي يمسك بقبضه من حديد وسائل الاعلام الحكوميه، واختفي اوكسجين النقد وتم تجريم وذم الساسه المعارضين والاسلاميين السلميين، فضلا عن ان التعديلات التشريعيه الجديده تفرض عقوبات قاسيه علي المنظمات التي تتلقي اموالا وتضر ب "المصالح القوميه".

ويكون العقاب هو السجن مدي الحياه، حيث يهدف ذلك القانون بشكل واضح لقطع التمويل عن المنظمات غير الحكوميه، والسيسي يدرك ان خنق المجتمع المدني ومنظماته امر ضروري لتشديد قبضته علي السلطه.

لكن بيع الاسلحه يثير الكثير من الاسلحه الهامه حول الغرض التي سيتم استخدامها لاجله لاسيما بعد تقارير افادت بها منظمه هيومن رايتس ووتش عن حمله وحشيه عنيفه في معسكر اعتصام مؤيدي الاخوان بالقاهره (اعتصام رابعه) وتم حظر المنظمه من دخول مصر لهذا السبب، اما في سيناء، حيث يشكل التمرد الوليد مشكلات حقيقيه للحكومه، فان الدبابات الامريكيه من طراز "ابرامز" تقوم بقصف مباني المدنيين.

الاحاديث التي تتم في الغرف الخلفيه بين الدبلوماسيين شيء جيد لكن ما الشيء الذي يوضح الصداقه بين بلدين اكثر من بيع اسلحه بمليارات الدولارات؟

ينبغي علي الامريكيين ان يسالوا انفسم عن كيفه دورهم في المنطقه، ففي سبتمبر 2014 وافقت روسيا علي ابرام صفقه اسلحه بقيمه 3.5 مليار دولار مع مصر وفي فبراير الماضي توسطت مصر في صفقه اسلحه بين روسيا وليبيا.

ومع خوض الولايات المتحده في هذه الطفره من الاسلحه، لا يمكن السيسي ان يؤمن بحظه حيث ان الخوف من انهيار الشرق الاوسط يعني ان واشنطن ستلتحق بعدوتها روسيا في اغداق مصر بالعتاد العسكري، ما يبعد ايه فرصه للاصلاح السياسي داخل مصر.

بالتاكيد سوف يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسرورا بنفاق السياسه الامريكيه في حين ان الدراما في اوكرانيا لا تزال مستمره.

علي المدي الطويل، ثمه مفارقه لنهج الولايات المتحده، فاستئنافها للمساعدات العسكريه اساسه الخوف من تزايد عدم الاستقرار في شمال افريقيا والشرق الاوسط، ومنطق الخارجية الأمريكية هو ان وجود مصر قويه سيكون بمثابه الحصن ضد النفوذ الزاحف لتنظيم داعش في المنطقه.

لذا وبعد خيانه الاداره الامريكيه للمثل العليا للربيع العربي وتخليها عن اول حكومه منتخبه ديمقراطيه "حكومه الاخوان المسلمين" والاسلاميين المعتدلين، فان ذلك ترك الملايين من المصريين المحبطين دون خيار.

وفي الوقت الذي يصبح فيه نظام السيسي اكثر وحشيه، سيضطر هؤلاء المظلومون والساخطون للجوء الي التطرف في المشهد السياسي، وينبغي علي واشنطن ان تكون حذره حيث ان افعالها ينظر اليها بياس ملايين المصريين، الذين نادوا بالحريه ولكن تم تجاهلهم داخليا وخارجيا.

ايريك تريجر: اوباما يفسد العلاقات مع القاهره

ستيفن كوك: "التطرف" يهدي مصر وامريكا شهر عسل جديدا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل