المحتوى الرئيسى

التجديد والاجتهاد وتحقيق الوحدة الاسلامية أبرز توصيات الندوة الدولية بسلطنة عمان للعلوم الفقهية

04/08 14:53

اختتمت ندوه تطور اعلوم الفقهيه بسلطنه عمان فعالياتها والتي  عقدت في نسختها الرابعه عشره تحت عنوان: «فقه العصر: مناهج التجديد الديني والفقهي»، واستمرت جلساتها طيله اربعه ايام، من الخامس عشر الي الثامن عشر من جمادى الآخرة لعام 1436من الهجرة النبوية، الموافق له من الخامس الي الثامن من ابريل لعام 2015للميلاد، مسجله التفاعل الذي احدثته علي الساحتين الاقليميه والعالميه، فقد اصبحت بسلسلتها المتتابعه واستمراريتها في كل عام مرجعيه فقهيه وعلميه، تُقدّم الاراء والمناهج للمختصين وفق مقتضيات العصر وحاجياته، ويعتمد عليها الباحثون في اعداد ابحاثهم واطروحاتهم الجامعيه، وشكلت مركز ابحاث متقدمه في تقديم دراسات اساسيه، وثقافات علميه في قضايا مهمه، وموضوعات لا يستغني الواقع عن التامل فيها.

والندوه اذ تنهي اليوم اعمالها لهذا العام فانها تخرج برؤي واستشرافات مستقبليه تتجلي فيما يلي:-

•      اولا: تؤكد الندوه علي اهميه التجديد وانه لا يقتصر علي الاحكام الفقهيه بل يتجاوزها الي مناهج الاجتهاد في اصول التشريع الاسلامي وادوات الاستنباط الفقهي، كالعرف الصحيح، والمصالح المرسله، والاستحسان، وسدّ الذرائع، ونحوها، من اجل اظهار قدره الشريعه الاسلاميه علي اصلاح الحياه، ومراعاه مقتضيات التجدد والتغير والتقدم.

•      ثانيا: تفعيل العمل الفقهي في المجالات كافه، والمشاركه في حركه الاحياء والتجديد التي تستدعيها ضرورات الواقع وتطورات العصر وحاجياته المختلفه، وذلك عبر تنشيط مراكز العلم وهيئات الافتاء، من اجل تعميق الدراسات الفقهيه المتعلقه باستخدام التقنيات الحديثه والاكتشافات المعاصره في المجالات الاجتماعيه والطبيه والقضائيه والماليه، والاسهام في تطوير النظم والتشريعات الفقهيه التي تيسر العمل بها.

•      ثالثا: ان مرتكزات البحث في معالجه فقه العصر قرانيه انسانيه اجتماعيه اخلاقيه، فالقران الكريم في جميع توجيهاته راعي الواقع الانساني، وتعامل مع الانسان انطلاقا من واقعه ومجتمعه المحيط به، ومن هنا تتجدد الرؤيه الواضحه للقضايا المطروحه في هذه الندوات.

•      رابعا: تفعيل مناهج الاجتهاد التي قررها علماء الامه في الكشف عن احكام القضايا المعاصره والنوازل المستجده التي تقع، حتي نجمع بذلك بين قراءه المصادر والاصول وتفهمها واتباعها، والمعاصره في التطبيق والتنزيل.

•      خامسا: توحيد المصطلحات وضبطها في المدارس الاسلاميه لفهم اجتهادات الفقهاء، اذ العيش المشترك لا يتحقق الا بمعرفه الاصول المتفق عليها بينهم.

•      سادسا: تاكيد معالم النهضه العمانيه في اطارها الفقهي والثقافي والعلمي، وتطور مدرستها الفقهيه واسهام علمائها في معالجه نوازل الامه في كل عصر، وعبر الحقب والازمان مما يعطي فكرا دينيا متجددا، وعطاءا انسانيا متدفقا، جديرا بالدراسه التاريخيه والفقهيه استكمالا لهذا الارث، وامتدادا لهذه الحضاره العريقه.

•      سابعا: انّ الاجتهاد في تطبيق النصوص الشرعيه، لا يقل اهميه عن الاجتهاد في فهم نصوص الشريعه، فتطبيق الاحكام يحتاج الي تبصر ونظر، من خلال الالتفات الي فقه المالات، والعلم بطبيعه الواقع، ومراعاه المصالح والمفاسد، وربط الحكم التكليفي بالحكم الوضعي، وذلك حتي يكون تنزيل الاحكام موافقًا لمقصود الشارع منها.

•      ثامنا: اهميه دراسه النماذج الفقهيه التجديديه في تراثنا الفقهي، وتقييمها ضمن اطارها التاريخي، وتحديد منهجيه الاستفاده منها وتطويرها، والتفكير في الافاده من جهود الاجتهاد الانشائي الذي سارت عليه هذه الندوه، وما ظهر وتتابع في الندوات علي مدي العقد ونصف العقد، في انجاز موسوعه جديده تستوعب المناحي التجديديه في فتاوي العلماء ودراساتهم المعاصره، وما قدمته المجامع الفقهيه في شتي الموضوعات المتميزه بالجده والاصاله وعمق البحث، ومواكبه فقه العصر، وما طرا في حياه المسلمين من تغيرات.

•      تاسعا: تعزيزُ الوحده الاسلاميه والاخوه الايمانيه والتعارف الانساني، وابراز القواسم المشتركه بين المدارس الفقهيه والاتجاهات الشرعيه المعتبره؛ وتاكيد كونها مقوم نجاح وعنصر ثراء ومصدر قوه، والعمل علي نبذ التعصب والتفرق، وترك الاختلافات اللفظيه والجدل الذي يورث ما لا تحمد عقباه.

•      عاشرا: ابراز رساله العلماء في تحقيق الوحده والاخوه والتنميه والتزكيه والاصلاح، وتبليغ صوتهم في منع العنف والغلو، وترسيخ قيم الاسلام الحنيف ودعوته الي الرحمه والعدل والرفق والسماحه.

•      حادي عشر: احياء رساله الوعظ والارشاد في العصر الحديث، وتعظيم الرساله الروحيه والتربويه والعلميه للمؤسسات الدينيه والاعلاميه، وتجديد الشان الديني في ذلك، بحيث يكون متصلا بحياه الناس وملامسًا للواقع، ومتابعه المناهج والبرامج التعليميه ومراجعتها دائما، بحيث تكون مؤثره في عقول الشباب ومتفاعله مع قضايا العصر.

•      ثاني عشر: الاهتمام بالنواحي الروحيه والاخلاقيه والتربويه في فهم الكتاب والسنه والاجتهادات الفقهيه، بما يؤدي الي التاثير في الباحثين الشباب بطرائق ايجابيه، ويدخل روحا جديدا في المناهج والطرائق المتبعه في تثقيف الاجيال وتربيتهم وتعليمهم.

•      ثالث عشر: اهميه التعاون بين علماء الفقه الإسلامي وعلماء القانون من اجل ردم الهوه بينهما، وتنظيم لقاءات دوريه لتحقيق التقارب بما يسهم في ترسيخ العداله، مع امكانيه التعاون في تدوين الفقه الاسلامي نتيجه لهذه اللقاءات.

•      رابع عشر: ان الحسبه تحتاج الي تطوير شكلي وموضوعي تحدد فيه اختصاصاتها والعلاقه بينها وبين المؤسسات الاخري، وكيفيه الاستفاده من وجود كل منهم، وان يوجد مركز ابحاث لدراسه الحسبه، والعمل علي تطويرها وكيفيه الاستفاده من وسائل الاعلام في هذا المجال.

حيث رفع العلماء الاجلاء والباحثون المشاركون في الندوه اسمي ايات الثناء والحمد علي ما منَّ الله سبحانه وتعالي به وتفضل من عوده القائد المفدي حضره صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الي هذا الوطن العزيز سالما معافي، ونساله سبحانه ادامه النعمه علي عمان واهلها بطول عمر جلالته وعلو همته والمزيد من الازدهار،كما انهم يتقدمون بالشكر الجزيل علي اهتمام جلالته بهذه الندوه الفقهيه في جميع دوراتها، وسائر الندوات التي تعني بقضايا المجتمع وصون الامه وقضاياها، سائلين المولي القدير لجلالته موفور الصحه والعافيه والعمر المديد.

       وفي الختام توجه المشاركون بخالص  الشكر الجزيل والثناء العطر للشيخ  احمد بن سعود السيابي الامين العام بمكتب الافتاء لرعايته حفل ختام هذه الندوه المباركه و والشكر موصول الي جميع العلماء المشاركين والحضور الكريم علي تفاعلهم ومداخلاتهم في جلسات الندوه واوراق العمل التي قدمت، كما نشكر كل المؤسسات التي شاركت في هذه الندوه، ونخص بالذكر منها وزاره الاعلام والهيئه العامه للاذاعه والتلفزيون ووزاره التربيه والتعليم ووزاره التعليم العالي ووكاله الانباء العمانيه وجميع وسائل الاعلام المحليه والعالميه.

واختتم المشاركين كلمتهم  للدكتور ادريس الفاسي والذي اكد فيها ان ندوتنا هذه  بشان تطور العلوم الفقهية، الهاديه الهادئه، المستمره الملحه، المثابره المجده، لا تنفك تحفز فينا جذوه البحث، وتوقظ فينا عزمه الانخراط في المناط تلو المناط، لمتابعه ما يستجد، ومواكبه الوعي المتنامي، الذي يتجدد به اكتشاف الانسانيه لنفسها، والذي نرجو ان لا يتخلف عنه تفطن الامه لمراشدها، وسمو رسالتها التي حلاها بها المولي تعالي. وما الحليه والوصف الجميل بالوساطه والعداله والخيريه، الا لمن اتصف بها، والحكم يدور مع الوصف وجودا وعدما. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. فهذه اوصاف اذا زالت حلت اضدادها وعضالها، ووبالها ونكالها.

معاشر الاحباب الكرام، ما نبره الوعيد لي بنبره، وقد انزل الله هذا وذاك؛ ولكن قال نبيه الكريم الرحيم عليه الصلاه والتسليم: بشروا ولا تنفروا. وانما في الفم مرارات، وفي الحلق غصات، وفي الجوف زفرات، ويرحم الله العالم الرباني، ابا مسلم العماني، فاني لما ذكرت تلك الصفات الساميات واضدادها

معاشر الحاضرين الكرام، وقد قدمت لالقاء كلمه الختام عن وفدكم، ولعمري ان لكم لمنه، فان امامي لمده، من اجل ان اتامل تمام ما سَطَرتموه، بعد ان سابقت الدقائق لمتابعه ما القيتموه، كفاحاً في هذه القاعه، او مَراحاً عبر شاشه التلفزه، او مُتاحاً عبر هذه الوسائط المحموله.

نعم وكذلك قد اتيحت عن كثب جميع البحوث رهن يد المستعملين للوسائط الالكترونيه، وقد اتيح لجميع مرتاديها ان يشاركوا فعليا في مناقشاتها، وان يتدخلوا بالسؤال والحوار مع الساده العلماء مؤطريها، وهذا ان لم يبلغ في هذه الدوره مداه فاول الغيث قطر ثم ينهمر. وقد زار موقعها خمسون الفا في حدود صبيخه يومها الثاني بحسب ما اطلعت عليه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل