المحتوى الرئيسى

هل تموت "السنة" بحذف صحيحي "البخاري ومسلم"؟

04/08 13:14

اشتد مؤخرا الهجوم علي كتابي البخاري ومسلم، وهما كما يطلق عليهما، اصح كتابين بعد كتاب الله "القران"، عند المذاهب السنيه من المسلمين، ويقابلهم عند الشيعه كتاب "بحار الانوار" و"الكافي".

كان مقدم البرامج في قناه القاهرة والناس، اسلام بحيري، اخر من دعا صراحه الي حرق البخاري ومسلم، مع عدد كبير من كتب التراث، واثار كلامه حفيظه المؤسسه الدينيه الرسميه، الازهر الشريف، ما تسبب في تدخلها للمطالبه بمنع برنامجه والتحقيق معه.

فماذا سيفعل المسلمون من اهل السنة والجماعة اذا تم الاستغناء عن كتابي البخاري ومسلم، وحذفهما من علي قائمه كتب الحديث المعتبره؟

يري العالم الازهري، والمتخصص في علم الحديث، الشيخ محمد الجاويش، انه لا يصح ان يقال ان البخاري ومسلم اصح كتبين بعد كتاب الله، ولكن التوصيف الصحيح لهما هو "اصح الكتب في السنه بحسب تلقي الامه لهما بالقبول"، لانه لا يقارن بكتاب الله كتب اخري، مؤكدا ان الحديث لا يصح  فقط لكونه فيهما فضلا عن غيرهما، وانما يصح الحديث اذا صح سنده ومتنه وتواتره.

واضاف الجاويش، في تصريح لـ"دوت مصر"، ان ما يوجه للكتابين من نقد نذر يسير لا يهدمهما، مؤكدا انه لا يقدر احد ان يدعي العصمه للبخاري ولا للمسلم، موضحا انه لو نجحت محاولات هدمهما فان السنه "لن تموت"، وان معظم ما فيهما موجود في غيرهما من كتب الصحاح والسنن الاخري، وبعضها اخذ نفس احاديث البخاري ومسلم ولكن من طرق اخري.

واوضح ان الامه اتفقت علي تسميه 6 كتب بانها "الصحاح السته"، وهي الاعلي مرتبه في تصنيف كتب الاحاديث، وهي مرتبه، فان حدث هدم لاحدها فان التالي يحل محله، مضيفا ان هناك كتب اخري ليست مشهوره ولكن بها احاديث صحيحه، مشددا علي ان بعض كتب الصحاح فيها روايات لو تم تاويل نصوص احاديثها، لخرجنا من هذا المازق.

ياتي في قائمه كتب الاحاديث الصحيحه بعد البخاري ومسلم، 4 كتب اخري، تسمي جميعا بكتب الصحاح السته، واول من اطلق عليها ذلك هو العالم المسلم محمد بن طاهر المقدسي، الذي توفي في القرن السادس الهجري، بعد ان الف كتابه "شروط الائمه السته"، وسار علي منواله باقي علماء المسلمين، وهذه هي الكتب الاربعه التي تاتي بعد البخاري ومسلم:

"سنن ابي داود" كتاب يبلغ احاديثه 4800 حديث، اختارها ابو داود السجستاني من 500 الف حديث جمعها، واقتصر فيه علي احاديث الاحكام، واشتهر "سنن ابي داود" بين الفقهاء لجمعه احاديث الاحكام، وذكر مؤلفه انه عرضه علي الامام احمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه، واثني عليه ابن القيم ثناءً بالغا في مقدمه تهذيبه·

"سنن النسائي" جمعه ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب النسائي، المولود سنه 215 هـ والمتوفي سنه 303 هـ، والف النسائي كتابه "السنن الكبري" وضمنه الصحيح والمعلول، ثم اختصره في كتاب "السنن الصغري" وسماه "المجتبي"، وجمع فيه الصحيح عنده، و"المجتبي" اقل السنن احتواء للحديث الضعيف، درجته تاتي بعد "الصحيحين"، فهو - من حيث الرجال - مقدم علي "سنن ابي داود والترمذي" لشده تحري مؤلفه في الرجال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل