المحتوى الرئيسى

تصريحات لهولاند تجلب عليه الغضب بالجزائر

04/08 12:39

اثارت تصريحات ادلي بها الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند مؤخرا غضب واستياء الجزائريين، وطالبه بعضهم باعتذار رسمي عن "اهانته لهم"، في حين طالب اخرون بـ"اعاده النظر جذريا" في العلاقات القائمه بين فرنسا والجزائر، وراي طرف ثالث ان الامر لا يستدعي اعتذارا رسميا لان ما صدر عن هولاند كان مجرد "هفوه".

ويتهم الجزائريون هولاند بالخروج عن الاعراف الدبلوماسيه، حينما قال الاثنين الماضي خلال احتفاليه للمجلس التمثيلي للهيئات اليهوديه بفرنسا عن وزير داخليته مانويل فالس -الذي رافق رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت للجزائر- انه "عاد سالما من الجزائر، وان عودته معافي تعد في حد ذاتها انجازا".

هذه التصريحات اثارت حفيظه الجزائريين الذين طالبوا سلطات بلادهم برد "عنيف" علي سخريه هولاند، خاصه وانها جاءت بعد زياره رئيس حكومته الذي حصل من الجزائر علي مشاريع استثماريه بالمليارات، وجاءت ايضا بعد الاستقبال غير المسبوق لهولاند نفسه خلال زيارته العام الماضي للجزائر.

موضوع "الاهانه الفرنسيه" تحول الي ماده نقاش دسمه لرواد شبكات التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا بشده الموقف الجزائري تجاه "اهانه بلادهم"، وحسب البعض فان هولاند من خلال "مزحته الثقيله" صور الجزائر علي انها بلد تفتك به الحروب والنزاعات.

كما نددت الطبقه السياسيه بشده بتصريحات هولاند واعتبرتها "اهانه بحق الجزائر"، وطالب سياسيون سلطات الجزائر باعاده النظر في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وخاصه في شقها الاقتصادي، وانتقدوا بالمقابل الموقف الرسمي من خلال تصريح وزير الخارجيه امس رمطان لعمامره، واعتبروه "غير كاف" حينما اكد ان التصريحات هي "تقليل من قيمه الروح التي تلف العلاقات بين البلدين".

واعتبر لعمامره -حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية- ان تصريحات هولاند "يمكن ان تبدو ارتجالا لمزحه"، لكنه اشار الي ان "الارتجال غالبا ما يكون محفوفا بالمخاطر".

واضاف قائلا "اختتمت سنه 2012 بزياره دوله ناجحه للرئيس هولاند الي الجزائر، ولا نرغب في ان تختتم 2013 بخطوه متعثره".

من جانبه انتقد بشده الدكتور عبد الرزاق قسوم -رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين- ما بدر عن الرئيس الفرنسي، مؤكدا علي ان موقفه من تصريحات هولاند "لا يشذ عن موقف كل السياسيين والوطنيين والمجاهدين والمثقفين وكل العلماء المخلصين في الجزائر".

وقال قسوم للجزيره نت انه في الوقت الذي تبذل فيه جهود لتحسين العلاقات بين البلدين، وفي وقت تقدم فيه تضحيات وتنازلات من طرف المسؤولين الجزائريين لنظرائهم الفرنسيين لدعم فرنسا اقتصاديا وسياسيا، وبعد الاستقبال غير المسبوق لهولاند خلال زيارته العام الماضي للجزائر، من خلال منحه هدايا اقتصاديه ثمينه، يقول انه اذا عاد وزير داخليته سالما من الجزائر فان ذلك يعد انجازا كبيرا. وتابع "هذه اهانه كبيره لبلدنا ولمسؤولينا ولشعبنا ولكل المجتمع".

وطالب الحكومة الجزائريه بان ترد بعنف علي هذه التصريحات، وان تنبه السلطات الفرنسيه علي ان تصريحات رئيسها "عدوان علي الجزائريين"، و"عليه تقديم اعتذار رسمي للشعب الجزائري علي اساءته وعدوانه عليهم".

واكد ان رد وزير الخارجيه الجزائري غير كاف، وان علي السلطات الجزائريه ان تتخذ خطوات عمليه باستدعاء السفير الفرنسي لديها للاحتجاج، ويقدم السفير الجزائري بفرنسا احتجاجا مكتوبا لدي الخارجيه الفرنسيه.

من جانبه شن اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد رئيس اكاديميه شرشال لمختلف الاسلحه سابقا (اكبر مدرسه عسكريه بالجزائر) هجوما حادا علي الرئيس هولاند، ووصف تصريحاته بـ"الوقحه"، وقال للجزيره نت ان هولاند "ليس في مستوي شخص يتولي منصب رئاسه الجمهوريه".

ودعا مجاهد سلطات بلاده الي ردع فرنسا من خلال مراجعه جذريه لعلاقاتها معها، وحسب رايه فان غياب الردع من الطرف الجزائري سمح لهولاند بالتطاول علي الجزائر وشعبها، لذلك يجب برايه قطع العلاقات الاقتصاديه مع فرنسا، والتعامل مع دول اقوي منها علي غرار المانيا والصين وروسيا.

بالمقابل اكد الناطق الرسمي لحزب جبهه التحرير الوطني (الحزب الحاكم) السعيد بوحجه ان موقف حزبه متطابق مع الموقف الرسمي الجزائري.

وفي تقدير بوحجه فان تصريح هولاند يضرب ويزعزع النوايا الصادقه التي تهدف الي اقامه علاقات قويه بين البلدين، لذلك يعتقد ان "السلطه الجزائريه يقظه وستبقي كذلك في تعاملها مع فرنسا او غيرها من الدول الغربيه"، لكنه يؤكد للجزيره نت ان هذه التصريحات لا تضر بالعلاقات بين البلدين، لان كل بلد بحاجه الي الاخر، والامر برايه لا يستدعي اعتذارا رسميا من الرئاسه الفرنسيه، لان ما صدر عن هولاند برايه يمكن اعتباره مجرد "هفوه".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل