المحتوى الرئيسى

حوار آخر مع الوسواس الخناس

04/08 01:16

لم اسمح له منذ فتره طويله بان يحاورني او يهاجم قلمي، لانني منذ صرفته اخر مره بعد ان وسوس لي في عمليه التصويت علي الدستور «المشموم» في 19 مارس 2013، وحذرني من الاخوان، لم اصدقه وطردته محروقا مذموما رغم ان كلامه صدق، ولكني منذ هذا الحين وانا كلامي من «دماغي» لاني ابسمل واحوقل كلما هممت بالكتابه، ويبدو ان الملعون انساني هذه المره طقوسي ليهاجمني، فما ان هممت بالكتابه، حتي رايته

«متنطعا ومتسلطحا» علي شاشه «اللاب توب» رؤي العين، بقرنيه الملتفين وعينيه الحمراوين وعلي فمه الكريه ابتسامه شماته غريبه، وقد دهن وجهه بلون ازرق كئيب، انقبض قلبي لقدومه ولهذا اللون الازرق القاتم، فكدت ابسمل لاصرفه، ولكنه اللعين توسل بطريقته المسرحيه «لا تصرفيني»، اسمعيني ثم احرقيني.

فبادرته: انت لا تاتي بخير، ثم ما هذا اللون الازرق علي وجهك؟

- اه.. نسيت انك لم تكوني قد ولدتِ عام 62، هذا لون زهره الغسيل الذي ستضعه نساؤكم علي وجوههن قريبا، عندما يعود ابناؤهن في صناديق من اليمن، كما فعلن حين قتل خيره شباب مصر في  حرب اليمن التي غرق في وحلها عبدالناصر.

- اه يا ملعون يابن.. الـ، عرفت سبب قدومك، ارحل، ما يحدث في اليمن الان مختلف تماما عن 62.

- فعلا مختلف في الشكل، لا المضمون، في الحرب الاولي كان عبدالناصر يحارب الملكيه التي كان يطلق عليها «الرجعيه» لتكريس الفكر الثوري في الوطن العربي، ومنها اليمن وثورته ضد المملكه المتوكليه في الشمال، وكانت السعوديه والاردن وبريطانيا تدعم المملكه المتوكليه فاستنزفوا الجيش المصري، وكان «مستنقع» اليمن سبب انهاك الجيش المصري وهزيمته امام اسرائيل في يونيو 67.

- بس كفايه، انت حفظت كلمتين تاريخ وجاي تحكيهم، التاريخ معروف ومحفوظ.

فقال ساخرا: عجيبه لكنكم تعيدون التاريخ بكل خطاياه..

- قلت لك الوضع مختلف.

- قصدك ان الحرب الحاليه من اجل السعوديه والخليح، علي عكس حرب 62.

- مش كده وبس، لو اتقسم اليمن واستولي الحوثيون علي السلطه وهم مدعومون من ايران، سينتشر المد الشيعي في العالم العربي والاسلامي، الحوثيون بيخوضوا حرب بالوكاله عن ايران، وبعدها تسيطر ايران علي باب المندب وتوصلا للبحر الاحمر، وقل علي مصر والخليج وقبلهما الملاحه البحريه الدوليه السلام.

- يا سلام وفاكره ان الجيوش العربيه هتهزم الحوثيين وتعيد الامن والاستقرار ويرجع اليمن «المهلهل» موحدا وسعيدا، وناسيه ان امريكا لها يد خفيه فيما يحدث باليمن، وانها باعت هي والدول الاوروبيه اليمن لايران والحوثيين من اجل عقد الاتفاقيه النوويه مع ايران، ومش صدفه ابدا توقيع الاتفاق في توقيت عاصفه الحزم، يا استاذه ده لعب علي كبير، امريكا فشلت في تفتيت وضرب الجيش المصري زي ما حصل في العراق وسوريا، فخلقت له «الوحل» الذي يغرق فيه في اليمن.

- قلت له وانا اشعر باختناق: يعني كنا نسيب اليمن للحوثيين، ونسيب اشقاءنا العرب في الخليج وحدودهم مهدده، ونسيب المد الشيعي ينتشر، وباب المندب يتسرق، انت ما سمعتش كلمه الرئيس السيسي بعد اجتماعه مع اركان الحرب.

- وانا مالي اسمعه ليه انا سمعت كلام كبير الابالسه، قال لي ان مصر داخله نفق مظلم خطير، وان جيشها هيواجه حرب عصابات بدخوله البري في اليمن زي ما حصل في حرب 62، و مصر لازم تضع في حساباتها، انها بتدخلها في اليمن تخوض حربا ضد رغبه روسيا ذات الصله القويه بايران، ومصر لاتزال  في مهد علاقتها العسكريه والاقتصاديه مع روسيا، ثانيا الازمه اليمنيه ستؤثر علي اقتصاد العالم خاصه الشرق الاوسط ومصر التي تواجه اصلا ازمه اقتصاديه طاحنه، ثالثا مصر تخوض حربًا شرسه مع الارهاب  بالداخل وعلي الحدود الغربيه في ليبيا وكل هؤلاء سينتهزوا  فرصه «الانشغال» باولويه اخري، للانقضاض علي امن مصر، رابعا، الشعب يستعيد بهذه الحرب ذكري خسائره في حرب اليمن الاولي والتي انتهت باستنزاف جيشها وبدون منتصر او مهزوم وكان كفايه علي مصر ضربات جويه زي ما عملت في ليبيا، ولا تتورط برا او بحرا، اشمعني ليبيا لم تتدخل بها مصر بهذه القوه، ولا انتوا قبضتوا تمن الحرب مقدم.

قاطعته غاضبه صارخه: اخرس يا كلب تمن ايه اللي قبضناه مقدم، مصر جيش وشعب لا يقبض تمن الشهامه، ولا تمن الوقوف بجانب الاشقاء وقت الحاجه.

واذا به الملعون يضحك باستفزاز ويقفز علي ساق وساق، وهو يقول، انتوا طيبين قوي، هو المؤتمر الاقتصادي اللي نزلت فيه مليارات الدولارات علي مصر كان صدفه انه ينعقد يوم 13 مارس، وتتدخل مصر عسكريا في اليمن لصالح السعوديه والخليج بعدها بكام يوم، وبالمناسبه ابقي قابليني لو مصر اخدت دولار واحد من كل الوعود الا نقطه نقطه، يعني كلما اكدت ثباتها في الحرب ودفعت بعدد اكبر من جيشها هتاخد المعونات والاستثمارات، ولا اقولك مش هتاخدوا ولا دولار الا بعد انتهاء الحرب في اليمن.. يعني في المشمش!

صرخت في وجهه.. امشي يا مضلل يا افاك، انت جاي تخرب علاقه مصر بالخليج، وتخرب دماغي، الناس دي وقفت جنبنا في ثورتين 25 يناير و30 يونيه، ولولا مساعداتهم لينا كانت مصر انهارت اقتصاديا.. فقاطعني قائلا في ثبات:

- كله بتمنه، لو ضاعت مصر ضاع الخليج، بس مصر بتحارب بالانابه عن الخليج، في معركه هتكون طويله واستنزافيه، ومش عايز اقولك انها خسرانه، مصر عندها مشاكلها، وانت شوفتي بعد ما العمليات الارهابيه هديت شويه، اتشجع الارهابيين تاني مع انشغال مصر والجيش باليمن، فنشطت تاني العمليات الارهابيه الايام اللي فاتت، والضرب والتفجيرات والقتل علي «ودنه»، طبعا.. كنتم منتظرين ايه.. قاطعته وقد فاض بي الكيل ونفد صبري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل