المحتوى الرئيسى

بعد صمت 14 عاما.. قصر الأمير محمد علي بالقاهرة يعاود سرد تاريخ 3 حضارات

04/07 13:53

القاهره/ مروه جمال/ الاناضول-  

مدخله يحاكي الحضاره الفارسيه، وساعته مستمده من الحضاره الاندلسيه، ومسجده مبني علي الطراز العثماني، بينما تكسو جدرانه الزخارف الشاميه والعثمانيه.

ربما لا تجتمع هذه الحضارات الانسانيه الثلاث (الفارسيه، والاندلسيه، والعثمانيه) في مكان واحد، مثلما تجمعت في قصر الأمير محمد علي، نجل الخديوى توفيق (حكم من 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1852 الي 7 يناير/ كانون الثاني 1892)، بمنطقه المنيل بوسط القاهره، والذي افتتحه رئيس الوزراء إبراهيم محلب اوائل شهر مارس/ اذار الماضي، بعد اغلاق دام 14 عاما لاجراء عمليات ترميم.

واغلقت ابواب القصر عام 2001 امام زواره جراء التردي الاثري له ولمقتنياته، وظلت اعمال الترميم مستمره حتي مطلع عام 2015، ومع بدايات الشهر الماضي، فتح القصر ابوابه من جديد لزواره.

وشُيد القصر خلال الفتره من عام 1901 وحتي 1907 في منطقه المنيل بالقاهره ليطل علي الفرع الشرقي للنيل علي مساحه تقدر بـ61 الفا و711 مترا مربعا، ويعده اثريون نموذجا لتلاقي الحضارات، لجمعه بين مختلف صنوف فنون العماره في العالم، وهو ما يرجعه المرشد السياحي محمد خليل الي شخصيه مشيد القصر نفسه.

وفي تصريحات لوكاله الاناضول، قال خليل: "كان الامير الراحل (محمد علي) من محبي السفر والترحال، وجاب دولا كثيره، وظهر ذلك في قصره الذي يُعد تحفه فنيه تجمع مختلف صنوف فنون العماره في العالم".

"ويعبر القصر عن فتره مهمه من تاريخ مصر الحديث، ويعكس صوره حيه لما كانت عليه حياه واحلام امراء الاسره الملكيه السابقه (اسره محمد علي باشا)، ويصورها بعنايه فائقه"، بحسب خليل.

واضاف المرشد السياحي ان "مدخل القصر مستوحاه فكرته من الحضاره الفارسيه، فتراه علي شكل ثلاثي يُعرف باسم "عقد مدائني"، حيث انه من المعروف عن فن العماره في هذه الحضاره (الفارسيه) ان الزخرفه البارزه فيها تاتي علي شكل مثلث، وهي من اعظم الحضارات التي سادت قبل العصر الاسلامي".

المرشد المصري لفت الي ان "القصر يضم قاعه تسمي (قاعه العرش)، وهي القاعه التي تشير الي حلم الامير (ولد بالقاهره عام 1875م، وتوفي عام 1954م) بان يصبح ملكا علي مصر، وهو الحلم الذي كان قاب قوسين او ادني لكن لم يحالفه الحظ".

والامير محمد علي كان وصيا علي العرش بعد وفاه عمه فؤاد الاول في عام 1936، حيث لم يكن نجله، الملك فاروق، قد بلغ السن القانونيه لتولي العرش، ولجات الاسره المالكه الي استصدار فتوي من الازهر يتم بمقتضاها حساب عُمر الملك فاروق بالسنين الهجريه، حيث انها اقصر من السنين الميلاديه حتي يسارعوا في وضعه علي العرش.

وبعدها اصبح الامير محمد علي وليًّا للعهد مره اخري الي ان انجب فاروق نجله الامير احمد فؤاد الثانى فحُرم الامير محمد علي من حكم مصر خاصه بعد اندلاع ثوره 23 يوليو/ تموز 1952 التي اطاحت بحكم اسره محمد علي باشا لمصر.

واضافه الي القاعه التي لم يكتب لصاحبها ان يجلس فيها حاكما لمصر، تجولت وكاله الاناضول، بين جنبات القصر الذي يضم عشرات القاعات، منها "قاعه الاستقبال" التي تنقسم لشقين، اولهما شُيّد علي الطراز الشامي، وثانيهما علي الطراز المغربي، وكذلك "برج الساعه" الذي حرص الامير علي وجوده في القصر ليستدل منه علي التوقيت، ويتميز البرج بانه مشيد علي هيئه مئذنه اندلسيه، اما عقارب الساعه التي تعتليه فهي علي شكل ثعابين.

وبجوار "برج الساعه" يقبع "مسجد القصر" الذي يعتبر رغم صغر مساحته تحفه معماريه مشيده لتجمع بين الطرازين الاندلسي (711م - 1492م) والعثماني (27 يوليو/ تموز 1299م - 29 اكتوبر/ تشرين اول 1923م)، اذ تم كساء جدرانه كامله بالقشامي العثماني (احد انواع البلاط الخزفي).

وظهر هذا النوع من فن العماره في القرنين الرابع والخامس عشر الميلاديين ليدمج ما بين العماره البيزنطيه والفارسيه، في تجانس فني فريد بين فنون العماره في الشرق الاوسط وفنون العماره في دول البحر الابيض المتوسط.

فيما شيد سقف المسجد من الخشب وكذلك منبره ومحرابه بشكل مستوحي من الحضاره الاندلسيه.

اما "سرايا الاقامه" فتعد اقدم مباني القصر، وفيها كان يقيم الامير الراحل، وتتكون من طابقين تتوسط اولهما نافوره مياه تعمل في فصل الصيف لتلطيف درجه الحراره، ويضم الطابق ذاته مجموعه غرف مميزه منها "غرفه المرايا" التي تحوي مجموعه من المرايا الزجاجيه النادره والفخمه وملحق بها حجره مكتب الامير التي تضم مقتنياته الشخصيه وكتبه النفيسه.

وفي الطابق الاول كذلك تقبع غرفه "الصدف" التي اكتسبت تسميتها من كونها تضم مجموعه دواليب خشبيه مكسوّه بالصدف، وملحق بها غرفه المدفاه التي يوجد بداخلها مدفئتان احداهما تعمل بالفحم، والاخري تعمل بالماء المغلي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل