"الكونغو.. إنها حقا قبيلة".. أول كتاب رقمي في بلد الأدب المحكي

"الكونغو.. انها حقا، قبيله"، عنوان اول كتاب رقمي الكتروني يصدر في جمهورية الكونغو الديمقراطيه، حاول مؤلفه "يحي ازاني" ان يختزل من خلاله تاريخ البلاد، في سبيل اثراء الذاكره الجماعيه وللانفتاح علي الوسائط الرقميه الحديثه في ترويج المعارف، في بلد يشهد عزوف سكانه عن مطالعه الكتب، في ظل انتشار الادب المحكي في ارجاء القارة السمراء عموما، وفي الكونغو الديمقراطيه، بشكل خاص.

"مارسال يابيلي الملقب بـ "يحي ازاني" مؤلف الكتاب يقول للاناضول انّه يتعيّن علي الافارقه استبدال التقليد الشفاهي المتمثل في الادب المروي، بالكتابه والحث علي قراءه الكتب.  ولتحقيق ذلك، ينبغي ان يظهر أدب أفريقي جديد، سلس وجذاب عبر استخدام جميع الوسائط، من ذلك الكتب الورقيه والكتب المسموعه و الكتب الرقميه".  

وتابع "ازاني" البالغ من العمر 70 عاما والحريص علي مصالحه الكونغوليين مع الادب المكتوب، قائلا: "لقد اخترت ان اكتب عن تاريخ الكونغو الذي يعتقد الجميع انّهم ملمّون به،  ولكني ضمّنت الكتاب معلومات جديده ومفاجئه وتبين غياب الذاكره الجماعيه والاهميه التي تكتسيها قراءه الكتب"، مضيفا انّه "في بلادنا، يروج الكتاب الورقي بصعوبه، وطالما توفرت لدينا تغطيه جيده لشبكه الانترنت، فانه يمكن تحميل الكتاب الرقمي من اي مكان بسعر يبلغ ثلث سعر النسخه  الورقيه".

"الكونغو.. انها حقا قبيله"، كتاب تعليمي شكلا ومضمونا، يضم 104 من الصفحات، تحوي كل منها علي فقره واحده متساويه الطول مع باقي الفقرات، كتبت باللغتين المحليتين  "السواحيليه واللينغالا"، في سبيل الوصول الي اكبر عدد ممكن من القراء. ويتوزع الكتاب علي 31 نصا، طول كل منها 30 سطرا، اي ما يعادل 4 اسابيع من الدروس في المرحله الثانويه، ويتضمن ملاحظات تاريخيه وجغرافيه وحسابيه في بعض الاحيان  قصد توجيه القارئ.  

ازاني قال ايضا انّ "كتابي يطرح قضيه ومساله اعاده كتابه تاريخ وجغرافيا بلد معين، واللذين يشكّلان روافد تنميه اقتصاديه. الي حدّ اليوم، تمّ احتكار الحقيقه التي ظلت حبيسه الماضي الاستعماري وغياب الاستقرار  السياسي، كما انّ الكتاب يتناول مجمل البلدان التي شهدت اوضاعا مماثله لتلك التي عاشها الكونغو، وتمكنت من تجاوز ازماتها". 

الكاتب امضي 45 عاما من مسيرته في الكتابه الصحفيه والتدريس الجامعي ، كما امتهن المحاماه، والّف عددا كبيرا من الروايات الادبيه، واجري عددا من الدراسات العلميه، كما  انه يدير مدونتين تهتمان بالاخبار اليوميه.