المحتوى الرئيسى

فواتير ينبغى سدادها | المصري اليوم

04/06 22:47

سبعون عاماً هي كل عمره. لذلك لم يعتبر الحاج سيد نفسه عجوزاً قط. ولا خامره احساس انه علي وشك النهايه. ابوه مات في التسعين، وجده جاوز المائه، فلماذا اخبره الطبيب النحس ان مرضه ميئوس منه ولا حيله في علاجه؟ ما الذي يعرفه الاطباء في هذا العالم؟ صديقه قال عنه الاطباء ان قلبه ضعيف، وها هو ذا الان في صحه جيده. برغم انه ياكل المسبك واللحم الضاني والطواجن الغارقه في السمن البلدي. هو ياكل الطعام المسلوق وبرغم ذلك مرضه ميؤوس منه! وصاحبه له غزوات وجولات في دنيا النساء بعكسه هو الاعزب المعتدل. شهوته كلها في جمع المال واتساع التجاره. الدكان الذي ورثه عن ابيه صار الان عده وكالات لها رنين وثقل. خصوصاً انه كان اول من استشرف المستقبل، وادرك ان جيوب الناس خاويه، ولو اعتمد علي البيع النقدي ستتراجع حركه تجارته، فكان اول من ادخل البيع بالتقسيط.

لم تكن ام سحر تدري اي شيء عن المشاكل الصحيه للحاج سيد. ولو عرفت لما هز ذلك شعره في راسها المغطي بخمار. ام سحر امراه يصعب تخمين عمرها. اذ ظلت دائماً تُعطي نفس الانطباع. امراه في منتصف العمر، تجاهد في دروب الحياه، كي لا تسحقها عربه الحياه بعجلاتها الثقيله. تركها زوجها وهي في منتصف العشرينيات. لا احد يعلم هل طلقها ام لا، حتي هي نفسها لم تهتم. كل ما عناها هو اطفالها معدومو الحيله. ولانها كانت قد تشربت منذ نعومه اظافرها انها تواجه الحياه وحدها، دون معونه من احد، فالكل تجلده الحياه بالسياط حتي اشقاؤها ووالداها، ولا يوجد فضل مال يكفي للانفاق علي ابنه مطلقه واطفال جائعين باستمرار. لذلك فان ام سحر لم تتردد. دخلت معمعه الحياه، محاوله ان تلتقط الرزق من بين مخالب وانياب، مستميته في الدفاع عن القوت الذي لم يتجاوز يوماً الحد الضروري.

اه يا اولاد الكلب! ما فائده كل هذه الاموال اذا كانت لا تحميه من موت مبكر؟ لقد ادرك في الوقت المناسب ان المستقبل لاراضي البناء. وهكذا وضع كل فائض الربح في اقتناصها! بامانه لا يعلم الان حجم ثروته. وحين حاول ان يحسبها بسعر السوق اصابه الدوار. توقف عن العد حين تجاوز الرقم مائتي مليون، فاشعل عود بخور وقرا «من شر حاسد اذا حسد».

والان ماذا يفعل بكل هذه الثروه؟ طيب ما فائده الجمع اذا كان سيترك كل شيء خلفه؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل