المحتوى الرئيسى

المسرح الجزائري يبكي رحيل كويرات

04/06 17:40

توفي ممثل المسرح الجزائري سيد علي كويرات امس الاحد بمستشفي "عين النعجه" العسكري بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 82 سنه، بعد صراع طويل مع مرض عضال حسب ما اعلنته عائلته.

مع وفاه كويرات، تفقد الجزائر فنانا كبيرا كرس حياته الفنيه من اجل تنميه المسرح الجزائري، واستعان بالسينما لخدمه الثورة الجزائرية وجزائر ما بعد الاستقلال.

لعب سيد علي كويرات، الذي يعد من ابرز نجوم المسرح والسينما الجزائرية، ادوارا اوليه، خاصه في فيلم "الافيون والعصا" للمخرج أحمد راشدي الذي تدور وقائعه خلال الحرب الجزائريه وفيلم "سنوات الجمر" للمخرج لخضر حمينه، وافلام اخري تتعلق سواء بالثوره الجزائريه (1954-1962) او بالمشاكل الاجتماعيه التي عاني منها الجزائريون في ايام الاستقلال.

ولد كويرات في حي القصبه بباب الواد، وهو حي شعبي، في عائله بسيطه في يناير 1933، وعاش طفوله صعبه للغايه.

بدات حكايه كويرات مع الفن الرابع عام 1950 بعد لقائه مع الكاتب مصطفي كاتب، الذي انشا انذاك فرقه مسرحيه تدعي "مسرح الجزائر"، وسافر معها الي برلين في 1951 ثم الي باريس في 1952 حيث كان يلعب في المقاهي الجزائريه بباريس لمسانده الثوره التحريريه ولتوعيه الجزائريين الذين كانوا يقيمون بفرنسا بضروره تقديم الدعم المالي والمعنوي لانجاح الثوره.

ولم تكن برلين وباريس الوجهات الوحيده التي قصدها الممثل كويرات، بل سافر ايضا الي رومانيا وروسيا ودول شرقيه اخري كانت تساند الثوره الجزائريه.

بعد الاستقلال، التحق كويرات بالمسرح الوطني الجزائري ثم بالسينما، "اولاد القصبه في 1963" و"عوده الابن الضال 1976" للمخرج المصري يوسف شاهين و"المصير الدموي" 1980 لخيري بشاره و"عائله رمضان 1992" وهو فيلم بثته قناه " ايم 6" الفرنسيه.

ورغم امكانياته الفنيه والمسرحيه الهائله، الا انه عاني الامرين مع النظام الجزائري الذي اهمله ولم يعطه فرصه حقيقيه ليكشف عن موهبته الفنيه.

والسبب يعود الي ان سيد علي كويرات لم يكن من الفنانين الرسميين الذين كانوا دائما تحت تصرف الانظمه الجزائريه المتعاقبه، بل كان رجل "الحومه"، قريب من الشعب والمواطنين البسطاء مثله.

وفي حوار اجراه مع جريدة الخبر الجزائرية قبل وفاته، صرح سيد علي كويرات "الشعب هو الصح، انا وليد الشعب، والتتويج الحقيقي الذي نجحت في تحقيقه هو فرحه الناس بي في الشارع.

فعندما يراني احد يناديني من بعيد، وبصوت عال 'سيد علي'، تلك هي جائزتي الحقيقيه. فحتي الرئيس بوتفليقه ناداني بها مره من بعيد، وانا استعد للخروج من احد اللقاءات، قال لي 'وين راك رايح موت واقف' ".

وبمناسبه صدور فيلم "عوده الابن الضال" ليوسف شاهين في مصر، التقي سيد علي كويرات بالمغني الشهير فريد الاطرش في القاهره عام 1976 وعزف علي عوده. واستذكر تلك اللحظه قائلا باللهجه المصريه "ازاي انسي.. اني عزفت علي عود فريد الاطرش.

وعندما دخل فريد الي القاعه وجد العود بين يدي فسالني: انت مغنٍ جديد؟ كنت يومها بصدد التحضير لعمل سينمائي، واجبته: ''لا انا ممثل من الجزائر"".

رباعي الاوبرا الوتري يستضيف افضل عازف كورنو في العالم

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل